ما هي حرب المعلومات التي حذر منها المتحدث العسكري؟
أثار بيان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليوم الثلاثاء، بشأن حرب المعلومات التي تشنها جهات خارجية على مصر، كثيرا من الجدل حول هذا الجيل الجديد من الحروب، التي تحاول الإيقاع بمصر وتدميرها.
"دوت مصر" تحدث إلى مصدر عسكري، أوضح أن هذه الحروب لا تعتمد على القوى النظامية، لكنها تحاول اختراق عقول المواطنين، لبدء نشر معلومات قادرة على توجيه الرأي العام، موضحا أن حرب المعلومات تتطلب منظومة متكاملة من الأجهزة، وخيرة العقول والشبكات الإلكترونية المؤمنة، لتغيير المعلومات ونشرها بسهولة.
وقال المصدر إن حروب المعلومات تكون دون دبابات أو طائرات أو حتى جنود نظاميين، لكنها حرب فكر وتخطيط، وتعتمد على صناعة منهج يؤدي بالدولة التي تدار ضدها إلى إفشال نفسها بنفسها، وبواسطة أبنائها، حيث تعتمد بشكل كبير على الإعلام والتقدم التكنولوجي في وسائل الاتصالات كسلاح رئيسي وفعال، لانتشارها السريع وإمكانية السيطرة على عقول مستخدميها بسرعة، وإنشاء خريطة نفسية للدوله، لتتمكن الدول المعادية من توجيه ضرباتها بدقة.
وأضاف "هذه الحروب تجلت خلال السنوات الـ4 الماضية، وحاولت نشر عديد من الأخبار والمعلومات المغلوطة، لتكوين رأي عام مناهض لسياسة الدولة، علفى عكس الحقيقة، لافتا إلى أن العراق وليبيا جرى تدميرهم إعلاميا قبل أن يقعوا في أيدي القوى الأجنبية بشكل نهائي.
وأوضح أن الفضائيات كانت تنقل سقوط مناطق استراتيجية في العراق قبل وصول الجنود الغربيين إليها، ونفس الأمر في ليبيا، الأمر الذي هيأ للقوات الأجنبية إحكام سيطرتها على البلاد بمنتهى السهولة، في ظل تفكك الدولة وعدم تماسك الجيوش في هاتين الدولتين.
وتابع "القوى الأجنبية حاولت تنفيذ نفس السيناريو مع مصر، لكن الأجهزة الأمنية المعلوماتية والجيش المصري، تصدى لمثل هذه المحاولات والمخططات التي تحاول الإيقاع بالدولة لتفتيتها، وتنفيذ سيناريو الربيع العربي، الذي تسبب في سقوط غالبية دول المنطقة الفترة الماضية.
وأشار إلى أنه خلال هذه الفترة، رصدت الأجهزة المعلوماتية والسيادية، نشر بعض المواقع الإليكترونية والحسابات الخاصة على فيسبوك، وأيضا بعض القنوات الإعلامية والجرائد المعروفة، معلومات عن تحركات برية مصرية خارج الحدود، دون تقصي الحقيقة، ما أدى لإرباك الرأي العام المصري، الأمر الذي ترفضه الدولة وتواجهه بقوة، لعدم تكرار سيناريو الوقيعة بين الشعب المصري والحكومة، الذي كاد أن يضيع البلاد عام 2011.
ولفت إلى أن هذه الأبواق الإعلامية تحاول تحقيق معدلات قراءة عالية ونسب مشاهدة على حساب الأمن القومي المصري، وهو ما لم تسمح به الجهات المسؤولة في مصر، موضحا أن ما يحدث الآن يندرج تحت وصف حرب المعلومات، التي تعتمد على الترويج لأفكار ومعلومات غير صحيحة.
كان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة أصدر بيانا صباح اليوم، حذر فيه من نشر معلومات غير صحيحة بخصوص إرسال الجيش المصري جنود مصريين إلى اليمن للاقتحام البري، موضحا أن البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية بشأن المشاركة في "عاصفة الحزم"، تحدث فقط عن المشاركة البحرية والجوية، مؤكدا أن لا يوجد قرار بإرسال قوات برية حتى الآن.