الملك عبد الله: "داعش" منتشر في العالم كله
أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن "داعش" ليست قريبة من المملكة، حيث إنها توجد في المنطقة الشرقية من سوريا" وعلى بعد ما بين 100 إلى 120 كيلومترا من الحدود العراقية "المسافة التي تفصلنا عنهم منطقة مفتوحة، وإن حاولوا التقدم باتجاهنا سنرد الصاع صاعين".
جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة (فوكس نيوز) الأمريكية مع الملك عبدالله الثاني، حول أبرز التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط ومواقف الأردن حيالها، والتي بثت مقتطفات رئيسية منها اليوم الثلاثاء، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي.
وأضاف الملك عبد الله الثاني "إنه مازال هناك الكثير من العمل لمواجهة داعش في سوريا والعراق"، منوها في الوقت ذاته بأن إمداد الأردن بالأسلحة من الولايات المتحدة قد تحسن بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.
وردا على سؤال حول وصفه لداعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى بالخوارج ، أجاب العاهل الأردني"لا أود وصفهم بالمتطرفين لأنهم يعتبرون ذلك وسام شرف ولا أعلم ما يمثله هؤلاء الأشخاص، إنهم خارجون عن الإسلام وديننا منهم براء، فهم يستهدفون المسلمين قبل أتباع الديانات الأخرى، لقد قتلوا من المسلمين أكثر من أتباع أي دين آخر".
وقال "إن هؤلاء الخوارج، في الواقع، هم وجوه متعددة لعملة واحدة، فسواء أكانوا القاعدة، أو داعش، أو بوكو حرام، أو الشباب، سيقوم الجميع بإعلان ولائهم لأسوأ تنظيم يعلن عن نفسه من بينهم، أيا كان اسمه، فالغثاء يطفو على السطح دوما".
وأضاف "المشكلة أن انتشارهم دولي، ولا أعتقد أن المجتمع الدولي يدرك أنه يجب التعامل معهم على هذا الأساس، فاليوم، نحن نركز على داعش في سوريا والعراق، ولكن في ذات الوقت علينا أن نتبنى منهجا شموليا خلال العام الحالي".
وتابع "إن هذه الحرب هي حربنا، وأعتقد أن هذا يشكل تحديا للغرب والولايات المتحدة؛ حيث يحاول هؤلاء الخوارج إدامة الانطباع بأن مشاركة الغرب في أي شيء في هذه المنطقة يعد بمثابة حرب صليبية، وهي ليست كذلك، إنها حرب الإسلام ضد هذه الفئة، ويجب أن ينظر إلى الموضوع بشكل أوضح".
وتعقيبا على حادثة استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة وزيادة الضربات الجوية بعد استشهاده ضد داعش، قال الملك عبدالله الثاني "لقد كثفنا الضربات بشكل كبير ونحن حاليا الدولة العربية الوحيدة التي تعمل إلى جانب الولايات المتحدة في سوريا".. مضيفا "انضم الكنديون إلينا حديثا وساندتنا الإمارات والبحرين بعد استشهاد طيارنا ولكنهم عادوا الآن بسبب ما يحدث في اليمن".
وتابع "نحن الدولة العربية الوحيدة التي تعمل مع العراقيين في العراق إلى جانب قوات التحالف، ومع زيادة قواتهما لوتيرة عملياتها داخل هذا البلد، سيزيد الأردن وتيرة عملياته دعما له، وهناك أمور أخرى عندما يتعلق الحديث بشرق سوريا من دون الخوض في التفاصيل".
وشدد العاهل الأردني على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية؛ لأنه إذا ما استمر الوضع الحالي كما هو فإن الدولة السورية ستستمر في الانهيار قائلا "إن الإيرانيين موجودون على الأرض السورية وليسوا بعيدين، وناقشنا هذه المسألة معهم، ووجهة نظري أنهم إن شكلوا عامل استقرار باستمرار المحادثات سيكون هذا أمرا ممتازا".
وقال "إن أكبر تحد يواجهنا هو الاقتصاد خاصة في ظل التأثيرات التي يخلفها اللاجئون على الموازنة" مشيرا إلى أن هناك حوالي 5ر1 مليون لاجئ سوري في الأردن وهو ما يشكل نحو 20 إلى 21 % من السكان، لافتا إلى أن الدعم المقدم من المجتمع الدولي بأكمله هذا العام يغطي فقط ما بين 28 إلى 29% من الميزانية المطلوبة للاجئين، والأردن يتحمل الباقي "وهذا أمر محبط للغاية".
كما تطرقت المقابلة إلى مشكلة الشرق الأوسط، القديمة الجديدة، بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإمكانية التقدم نحو حل الدولتين، وهو الأمر الذي يستمر العاهل الأردني في التعامل معه.