خاص| لماذا أغلقت تونس أبوابها في وجه ليبيا؟
"قررنا إيقاف الرحلات إلى ليبيا بشكل مؤقت لأسباب أمنية"، كان هذا ما أعلنته وزارة النقل التونسية قبل أقل من شهر، وذلك بعد أيام فقط من إعادة استئنافها للمرة الأولى منذ 6 أشهر، حيث شهدت العلاقات التونسية الليبية تقاربا وتباعدا ووقوفا على الحياد وصل إلى قرار بافتتاح قنصليتين تونسيتين لدى حكومتي ليبيا.
تقارب كبير شهدته هذه العلاقات خلال فترة حكم الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي، قبل أن تشهد تراجعا و"سد أبواب" خلال فترة حكم الرئيس السبسي، فما هو الذي دفع تونس إلي إغلاق ابوابها في وجه ليبيا.
إغلاق المجال الجوي في وجه ليبيا?
أعلنت وزارة النقل التونسية، إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات القادمة من ليبيا لأسباب أمنية بعد أيام قليلة من إعلان الخطوط الجوية الأفريقية الليبية استئناف رحلاتها إلى تونس، بعد توقف لأكثر من 6 أشهر، بسبب المواجهات المسلحة في عدد من المدن، وقرب المطارات في ليبيا.
وقال المدير العام للطيران بوزارة النقل التونسية، حاتم المعتمري، لوكالة الأناضول "تقرر إعادة تعليق الرحلات القادمة من ليبيا وذلك لأسباب أمنية، وكان قد وصلنا طلب تعليق الرحلات من الجانب الليبي ومن وزارة الداخلية التونسية".
زيارة المرزوقي وتسليم البغدادي
"التقارب والتباعد في العلاقات التونسية الليبية طبيعي، خاصة مع تغير الحكومات والتحديات معا"، هذا ما قاله المحلل السياسي التونسي فخر الدين لمباركي تعليقا علي هذه الزيارة، موضحا أن مرجعية الرئيس التونسي الأسبق المرزوقي كانت المحرك الأساسي له في علاقاته الدولية.
وكانت مصادر ليبية، قد أكدت أن الزيارة الأولى للرئيس المرزوقى لليبيا تأكيد على المكانة الخاصة التي يوليها للعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث من المتوقع أن يبحث مع المسؤولين الليبيين مختلف القضايا والاهتمامات بين البلدين، موضحا أن المرزوقى يعتبر من أبرز الشخصيات التونسية التى وقفت مع الثورة الليبية منذ انطلاقها، كما طالب بقطع العلاقات مع نظام القذافي.
افتتاح قنصليتين في طرابلس وبنغازي
وكان وزير الخارجية التونسية الطيب البكوش قد أعلن عن فتح قنصليتين في ليبيا واحدة في العاصمة طرابلس والأخرى في بنغازي، قبل شهرين في قرار يعكسُ حرص بلاده على مبدأ الحياد بين جميع الأطراف المُتنازعة في ليبيا، على حد وصفه، في برنامج تلفزيوني على القناة "الأولى" التونسية.
وأضاف البكوش إنّ الوزارة قرّرت استدعاء سفير تونس السابق في ليبيا رضا البوكادي وفتح بحث إداري حول التصريحات التي أدلى بها مؤخرا في وسائل الإعلام واتهاماته للخارجية بالتخاذل في التعاطي مع المعلومات التي قدمها حول قيادات تونسية في تنظيم أنصار الشريعة المحظور في ليبيا.
وفي تعليق علي قرار افتتاح قنصليتين في ليبيا، اعتبر رئيس حزب المبادرة الوطنية، كمال مرجان، أن مصلحة تونس تتحقق عبر وحدة ليبيا، موضحا أن القرار الذي اِتخذته الحكومة التونسية هو قرار عادي ولا يعبر عن الاعتراف بحكومتين ليبيتين، كما أن مثل هذا القرار أُتخذ سابقا في ليبيا وفي بلدان أخرى.
وأضاف مرجان، في تصريح إذاعي لموقع" زووم تونزيا"، أنه رغم ذلك فقد وجب توضيح مثل هذا القرار حتى يفهمه الجانب الليبي، وذلك بعد إعتبار وزير الإعلام والثقافة الليبي، عمر القويري، القرار إعترافا بحكومتين في ليبيا.
إغلاق معبر رأس جدير شئ طبيعي
"قررنا إغلاق معبر رأس جدير للحد من تهريب الأسلحة" كان هذا ما أعلنه المتحدث باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر، قبل أسبوع، مشيرا إلى أنه تم إغلاق معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا من الجهة التونسية بسبب تدهور الوضع الأمني ولتفادي تهريب الأسلحة إلى تونس.
وأوضح المتحدث أن "إغلاق المعبر سيرافقه تدابير أخرى لتعزيز أمن حدودنا" دون أن يحدد ماهية هذه الإجراءات أو مدة إغلاق المعبر الرئيسي بين تونس وليبيا.
وأكد المحلل السياسي الليبي عادل بو خمادة أن إغلاق معبري رأس جدير والذهبية والمجال الجوي التونسي من قبل تونس هو قرار طبيعي في هذا التوقيت، خاصة بعد اختراق طائرة عسكرية ليبية للمجال الجوي التونسي قبل حوالي أسبوع إضافة إلى حادث متحف باردو، وتبني تنظيم "داعش" له، معتبرا أن ذلك الوضع مؤقت لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع على الحدود.
وتابع بوخماد لـ"دوت مصر": القرار سوف يكون له تبعيات وتأثيرات سلبية في الداخل الليبي خاصة علي المسافرين، مما يزيد الوضع الداخلي إشتعالا، أملا أن يكون قرار فتح المعابر الحدودية والمجال الجوي في القريب.