بعد ساعات من مطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإفراج عن الرئيس الأسبق محمد مرسي وإلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق مؤيديه قبل النظر في تحسين العلاقات مع مصر، دعا ما يعرف بتحالف "دعم الشرعية" إلى "أسبوع تظاهر" ضد القضاء المصري تحت شعار "أوقفوا إعدام الوطن"، على ما يبدو أنها استجابة سريعة لإشارة أردوغان.

لم تكن المرة الأولى التي يستجيب إخوان الداخل للإشارات التي يطلقها أردوغان من تركيا، الأمر الذي أكد عليه خبراء الإسلام السياسي بأن رفضه للأحكام ومطالبته بالإفراج عن متهمي الإخوان تعني إشارة جديدة على استهداف القضاة.

الإخوان يستجيبون

هاجم ما يعرف بتحالف "دعم الشرعية" في بيان له اليوم الخميس، القضاء المصري بسبب أحكام الإعدام بحق أنصاره، مطالبا من اعتبرهم "ثوار" بتطوير الحراك الثوري اليومي، استعدادا لموجات ثورية متلاحقة ستشهد تطورا غير مسبوق، بما يتوافق مع ظروف الميدان، كما دعا المتظاهرين لتعليق المشانق الرمزية للقضاة في الميادين.

ودعا التحالف المتظاهرين إلى تدشين "أسبوع ثوري" جديد تحت عنوان "أوقفوا إعدام الوطن"، ويطالب بتطوير الحراك الثوري اليومي، استعدادا لموجات ثورية متلاحقة ستشهد تطورا غير مسبوقا، بما يتوافق مع ظروف الميدان.

إشارة جديدة

قال الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي ماهر فرغلي،، إن أردوغان يعيش في "وهم" يرفضه الشعب المصري، موضحا أن تصريحاته حول أحكام الإعدام بمثابة إشارة إلى الإخوان مفادها أن التصعيد القادم سيكون ضد القضاة.

وأضاف فرغلي لـ"دوت مصر": لابد من ربط وجود قيادات الإخوان الهاربين في تركيا وبين الإشارات الغامضة التي تبث لأنصارهم في الداخل لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار، مؤكدا أن تركيا تعد الملجأ الوحيد للإخوان سواء في التمويل أو الإقامة.

"رابعة".. البداية من تركيا

قال الباحث في شؤون الإسلام السياسي صبرة القاسمي، إن إشارات أردوغان لم تكن الأولى لتحركات الإخوان، مشيرا إلى أن الجماعة تتلقى التعليمات من الجهات التركية للتصعيد ضد مؤسسات الدولة المصرية.

وأضاف في تصريح لـ"دوت مصر": رأينا من قبل إشارة "رابعة" التي ابتدعها أردوغان، مشيرا إلى أنه يحرض إخوان مصر بتصريحاته على استهداف القضاة من خلال تنظيم التظاهرات أمام منازلهم، وتهديدهم أو استهدافهم، وأكد أن أردوغان لا يريد التصالح مع مصر، بدليل أنه يبث الإشارات التي تهدم مصر.

يذكر أن أردوغان أول من رفع إشارة الأصابع الأربعة، تأييدا لاعتصام أنصار المعزول في ميدان رابعة العدوية بعد عزل "مرسي"، وبدأ الإخوان في استخدامها كشعار لتظاهراتهم ومؤتمراتهم داخل مصر وخارجها.

وكان الرئيس التركي أوردوغان قد صرح للصحفيين الذين كانوا يرافقونه على متن طائرته لدى العودة من زيارة رسمية لإيران بأنه "يجب على مصر أن تفرج عن الرئيس المعزول محمد مرسي، وأن تلغي أحكام الإعدام الصادرة ضد مؤيديه قبل أن يمكن النظر في تحسن العلاقات المصرية التركية".