"خميس العهد".. يوم غسل السيد أرجل عبيده
أقامت الكنائس القبطية الأرثوذكسية، صباح اليوم، قداس "خميس العهد"، وهو اليوم الذي يأتي قبل عيد القيامة بثلاثة أيام، حيث تحتفل فيه الكنيسة بتأسيس سر الإفخارتسيا، وهو أحد الأسرار الكنسية السبعة.
تقوم الكنيسة في هذا اليوم بإقامة صلاة "اللقان"، ويقوم القساوسة برشم أرجل الشمامسة وشعب الكنيسة من الرجال، امتثالا لاتضاع السيد المسيح أرجل تلاميذه في ذلك اليوم.
البابا شنودة يرسم أرجل الشعب من الرجال في يوم خميس العهد
ويحرص عدد كبير من الأقباط في هذا اليوم على ممارسة سر الإفخارستيا أو التناول أثناء القداس، حيث تحتفل الكنيسة في هذا اليوم بتأسيس سر الإفخارستيا والاتحاد بالله، وهو العهد الذي قدمه السيد المسيح للكنيسة في يوم "خميس العهد"، حيث يقام هذا السر منذ ذلك اليوم وحتى الآن، وتعتبر فيه الكنيسة أن ذبيحة المسيح ذبيحة حية وممتدة، لا كتذكار أو تكرار لذبيحة ذُبحت في الماضي وإنما امتدادا لها.
أيقونة قبطية للعشاء السري
خيانة يهوذا
وفقا لما جاء في الأنجيل، فإن نفس الليلة شهدت القبض على السيد المسيح من قبل السلطات، وذلك بعد خيانة تلميذه يهوذا، الذي سلمه مقابل 30 من الفضة، لتبقى تلك القصة واحدة من أشهر رموز الخيانة على مدى 2000 عام، حتى صار اسم "يهوذا" لقب يطلق على الخائن.
"خميس العدس"
كما يقوم معظم الأقباط في هذا اليوم بتناول العدس، حتى صارت التسمية الشعبية لهذا اليوم هي "خميس العدس"، وكان الأقباط في هذه العيد يقومون بإهداء السمك والبيض لجيرانهم المسلمين، بينما كان الأقباط يأكلون العدس فقط لأنهم صائمون.
ويقول المؤرخ الإسلامي البارز تقي الدين المقريزي عن الاحتفال بهذا اليوم "وسُنَّتهم في ذلك أن يملأوا إناء من ماء ويزمرون عليه (يقرأون المزامير)، ثم يغسل للتبرك به أرجل سائر النصارى، ويهادى النصارى بعضهم بعضا، ويهدون المسلمين أنواع السمك المتنوع مع العدس المصفى والبيض".
يذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية قد بدأت بعد انتهاء الاحتفال بأحد الشعانين هذا الأسبوع، صلوات بصخة أسبوع الآلام، الذي يتضمن صلوات بصخة الأحد والأثنين والثلاثاء والأربعاء وخميس العهد والجمعة العظيمة وسبت الفرح الذي يسبق عيد القيامة.