التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 08:13 ص , بتوقيت القاهرة

عيد السعف.. عيد لكل المصريين

أحد السعف من أجمل الاحتفالات في الكنيسة وفي مصر بشكل عام، فأصبح منظرًا مألوفًا أن نرى بجوار كل كنيسة من يبيعون أو يشترون أغصان الزيتون وبأطوال مختلفة  كم كان جميلاً!


واللافت أن المصريين جميعا احتفلوا بأحد السعف مسلمين ومسيحيين كنوع من المشاركة بين أبناء الوطن الواحد، إذ نرى مسلمون ومسلمات ومحجبات يشترون هذه الأغصان والورود وسنابل القمح، فهو وإن كان عيدا من أبهج الأعياد المسيحية، إلا إنه عيد مصريًا لكل المصريين، فالأطفال يحتفلون حاملين الأغصان بأشكالها المختلفة، يحمل فيه المؤمنون أغصان الزيتون وسعف النخيل رمز الانتصار الذي حمله أطفال أورشليم القدس عندما دخلها السيد المسيح وهو راكب على جحش، وكانت "أورشليم" في ذلك الزمان عاصمة ومقرا للمؤسسة الدينية، حيث هيكل سليمان والكتبة وعلماء الشريعة الذين سيحكمون على يسوع فيما بعد وهو ما يسمى بأسبوع الآلام.


دخل السيد المسيح إلى هذه المدينة وغزا بالجحش والأطفال والمجتمعين حوله هذه المدينة الشديدة الخصوصية والصارمة دينيا والمحتلة من الجيش الروماني، يحكمها قائدهم بيلاطس البنطي الذي وافق على صلب يسوع المسيح إرضاءً لليهود وتخلصا من ضغطهم وتهديدهم له.


اليهود كانوا ينتظرون «المسيح الملك الأرضي» الذي يأتي على رأس جيش قوي يطهر أرض الميعاد من المحتل الروماني الوثني ويطبق ويحكم بالشريعة كل مناحي الحياة، هذا كان الأمل والرجاء المنتظر، إلا أن السيد المسيح فاجأهم بحضوره البسيط والسلمى، دخل المدينة المقدسة راكبا جحشا؛ ليؤكد إنه لن يكوِّن دولة أرضية بجيوش وشريعة جامدة تفرز بين الحلال والحرام ولكن ليحرر الإنسان من داخله من جميع القيود التى تكبله خطاياه والشريعة على حد سواء، لتكون علاقته مع الله هى علاقة محبة بنوية وعلاقته مع الإنسان علاقة محبة أخوية فى حرية تامة يميز فيها الإنسان باختياره بين ما هو صالح وما هو طالح.


. فأرض الميعاد التى يتقاتل عليها اليهود لم تعد مهمة لأن الأرض الحقيقية هي السماء، والمدينة المقدسة أورشليم لم تعد تلك الأسوار العاتية والهيكل الفخم بل صارت أورشليم السماوية أي الملكوت، حيث يسكن الله مع كل الأبرار والقديسين والشهداء. وكل عام وكل المصريين بخير.