التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 12:07 ص , بتوقيت القاهرة

الملكة إليزابيث تقضي شهر العسل مع الحوثيين

قررت ملكة الإمبراطورية البريطانية، الملكة إليزابيث، في عام 1954، أن تترك عاصمة الضباب، لندن، وكل البلدان التي كانت تخضع لسيطرة المملكة الإنجليزية في ذلك الوقت شمالا وجنوبا، لتفضل مدينة عدن بجنوب اليمن لتقضي بها شهر العسل.


واكتسبت مدينة عدن، بموقعها المتميز والفريد وسواحلها البحرية الساحرة ومناخها الخلاب وثرواتها العظيمة ومتنفساتها الجميلة، ما دفع  معظم ملوك أوروبا لقضاء عطلاتهم، حيث شواطئها الطويلة، وجمالها الطبيعي.



وكانت عاصمة الجنوب، في ذلك الوقت تحت السيطرة الاستعمارية الإنجليزية منذ عام 1839، فكان شهر العسل في "فندق كريسنت" في مدينة التواهي عام 1954، حيث تم  إعداده خصيصا ليليق بالملكة وزوجها.


ويعد "فندق كريسنت"، أول فندق شيد على مستوى الجزيرة والخليج العربي، فقد أنشئ عام 1930، ويسمى اليوم بـ"الجناح الملكي".


وفي الغرفة رقم 121 بالدور الثاني من الفندق، أقامت الملكة وزوجها، وأصبح هذا الجناح يحمل اسمها حتى اليوم، وبكل محتوياته، بما فيها صورة معلقة على جدار غرفة النوم إلى جانب السرير، والكرسي الخاص بالملكة المصنوع من الخشب وعليه قطعة قماش، بحسب تقرير منشور في صحيفة "الطريق" اليمنية عام 2007.



ومع إقامة الملكة، التي استمرت أكثر من 60 يوما، جلبت معها جهاز اتصال هو أول جهاز يدخل إلى مدينة عدن، وكانت تستخدمه الملكة في اتصالاتها، ولا يزال موجودا إلى جانب جهاز الراديو، الذي ما يزال يعمل حتى الآن، وعبر جهاز الاتصال، الذي كان الأول من نوعه، تابعت أخبار بلادها وكل مستعمراتها في الشرق والغرب.


ويعد "فندق كريسنت"، أحد المعالم التاريخية المرتبطة بمعالم أخرى، وتمثل شاهدا على حقبة من الزمن كانت فيها مدينة عدن تحت الحكم البريطاني، ويتكون من مبنيين: الأول بني عام 1928 كمقر إقامة وتجارة لرجل الأعمال، عبدالكريم بازرعة، الذي باعه بعد ذلك للتاجر الفرنسي، انتوني بس.


أما فيما يتعلق بالجناح الملكي، فقد تم تجهيز جناح خاص بالفندق، وتشير بعض المصادر إلى انه تم إحضار أثاث خاص من سرير ملكي وكرسي مذهب وبيانو.


أما اليوم، فبعد مرور ما يزيد عن 60 عاما، فبدلا من وجود الملكة إليزابيث في التواهي، أصبحت المدينة خاضعة لسيطرة تنظيم أنصار الله "الحوثيين"، الذين أعلنوا استيلاءهم على مديرية المعلا، في عدن، جنوب اليمن واستمرار اشتباكاتهم مع القوات الموالية للرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي في التواهي.



وأصبحت المعالم السياحية بعدن اليوم عبارة عن الاشتباكات للسيطرة على مقر "تلفزيون عدن"، الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، إضافة إلى المعلم السياحي، مقر المنطقة العسكرية الرابعة.