فيديو وصور| أزمة حديقة المريلاند.. حظ أوفر في اجتماع آخر
تصوير/ محمد غنيم
اجتمع وزير البيئة خالد فهمي ورئيس حي مصر الجديدة، أمس الثلاثاء بنادي هيليوبليس، مع عشرات الأهالي، إثر اعتراض أهالى حي مصر الجديدة على قطع أعداد كثيرة من الأشجار المعمرة، تجاوز عمرها الثمانين عاما بحديقة الميرلاند.
وناقش فهمي مع الأهالي آخر التطورات بشأن الأزمة، والخطوات التي سيتخذونها كرد فعل على هذه الواقعه تجاه شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، ولم تخلو القاعة من الشد والجذب والحدة من قبل الأهالي مع المسؤولين حتى قال لهم الوزير: "أنا لست خصما لكم، على العكس أنا ضحية مثلكم".
محضر الوزير
وقال الوزير إنه حرر محضرا ضد الشركة المسؤولة عن تطوير حديقة الميرلاند بمصر الجديدة، لعدم حصولها على موافقات، موضحا أن الوزارة تولت هذا الملف بداية من 9 مارس الماضي، بعد حجم المخالفات التي ارتكبتها الشركة، على رأسها البدء في المشروع دون الحصول على موافقات بيئية، وقطع الأشجار المعمرة بالحديقة، وحفر جراج أسفل الجنينة وعدم الحصول على ترخيص.
غرامه وحبس
وأكد فهمي أنه وفقا لقانون البيئة، فلا يتم أخذ أي إجراءات للمخالفين أو مساءلة قانونية، إلا إذا كانت هذه الأشجار أو الحيوانات موضوعة بقائمة تجعلها نادرة، والاعتداء عليها يؤدي إلى الغرامة أو الحبس.
ومن جانبها، علقت رئيس جمعية محبي الأشجار، بأن الحديقة كانت عبارة عن 50 فدانا، خمسة أفدنة منها حدث بهم إتلاف منذ عام 2005، وأن ما يثير دهشتنا هو أنه بعد تجريف الأشجار تم الشروع في بدء إقامة جراج تحت الأرض بداخل الحديقة، بسعة 120 سيارة، مطالبة بإعادة الشيء إلى أصله، ولافتة إلى أن أهالي مصر الجديدة لديهم كل الوثائق التي تؤكد قطع كل شجرة.
ورد الوزير قائلا: "المشروع متوقف والشركة مطالبة بتوفيق أوضاعها، ولن يتم إنشاء أي جراج آخر بجانب الجراج القديم".
توقيع استمارات
وعلقت إحدى الحاضرات، في حدة: بعد نزول الناس في 306، وانتهاج سياسة العمران والاتجاه للصحراء، فالسيد المستثمر على راسنا ،لكن لا يصح أن يأتي وسط منطقة بها شجر نادر عمره أكثر من تسعين سنة ويجرفها، لذا هناك استمارات تم توقيعها من أهالي مصر الجديدة، وسوف نقدمها إلى مجلس الوزراء والرئاسة، نطالب من خلالها نقل تبعية حديقة المريلاند من شركة مصر الجديدة إلى وزارة السياحة.
هرم مصر الجديدة
وأضافت إحدى الحاضرات: أنا عمري 72 سنة، وأمثل أهالي مصر الجديدة، وأؤكد أن أشجار الميرلاند بالنسبة لمصر الجديدة مثل الأهرامات بالجيزة، والرئة التي يتنفس منها حي مصر الجديدة.
يلتقط الوزير الخيط ليقول: سنقوم بعمل تقرير ونقدمه لمجلس الوزراء، وسنذكر به ما تم مناقشته مع اللجان الأهلية، وفتحنا باب الوزارة لكل من يريد الحضور، ما أثار معظم الأهالي، وقالوا إن الحاضرين هم من يمثلون أهالي مصر الجديدة، واللجان التي جلست معك لا تمثلنا، ولا نعرف من هم.
الوزير مجنى عليه
فرد الوزير في بلهجة هادئة: أنا جهة مجني عليها، مثل حضراتكم، نحن قمنا بعمل لجان للمناقشه وخرجنا بقرار، شركة مصر الجديدة ستتحمل الأعباء المادية، وبخصوص الأشجار التي تم قطعها فسيتم توقيع عقوبات عليها، أولا عقوبات بيئية من قبل الوزارة، وثانيا عقوبات قضائية وفقا لقانون العقوبات، الذى يحدد الغرامة في هذه الحالة من 50 ألف جنيه إلى مليون جنيه، وتصل في حالات إلى الحبس، وذلك ما يحدده قاضي المحكمة.
الميرلاند رمز الدفاع
أكدت أمين عام جمعية حماية الأشجار، سامية زيتون، لـ"دوت مصر"، أن الميرلاند أصبحت رمزا للدفاع عن تراث مصر الجديدة، وما يحدث الآن تخريب المساحات الخضراء في مصر الجديدة يمهد الطريق لكل أنواع المخالفات والتجاوزات في الأيام المقبله، وبذلك نحن نقوم بهدم العاصمة الحالية في الوقت الذي نبحث فيه عن إنشاء عاصمة جديدة وستصبح القاهرة بعد ذلك طاردة لأهلها لمن يبحثون عن الهواء النقي في الأماكن البعيدة.
هدنة
وبعد أن شعر وزير البيئة أن هذا النقاش لن ينتهي أبدا حاول تهدئة الحاضرين، مؤكدا أن "هذا المشروع الذي تقيمه شركة مصر الجديده لن يتم استكمال العمل به إلا بعد ان يقوم بتقديم دراسة ويقوم بتوفيق أوضاعه ويرجع بها إلينا ونحن من سيقرر"، لأن هناك أسئلة ضرورية لا بد أن يجيب المستثمر عليها ضمن إعداده الخطة، منها ما مصير المسطحات الخضراء.
ربما فى الاجتماع المقبل
وفي نهاية الجلسة النقاشية لم يصل أي من الأطراف إلى أي حل، ولكن كان هناك عرض من وزير البيئة بعقد جلسة نقاشية أخرى بمقر وزارة البيئة، بحضور ممثل عن شركة مصر الجديدة ليقوم بعرض المشروع على الأهالي ليتناقشوا معه حوله، وسيتم الإعلان عن ميعاد هذه الجلسة عبر الصفحة الرسمية لحي مصر الجديدة بموقع "فيس بوك".
وفي تصريح لـ"دوت مصر" عن نتائج هذا الاجتماع، قال فهمي إن الوضع الذي رأيتوه من احتداد وتحمس من قبل الأهالي وضع طبيعي لأي حلقات نقاش، ونحن بوزارة البيئة اعتدنا هذه الجلسات، والنتيجة التي توصلنا إليها هي أننا كوزارة بيئة سنقوم بتنسيق حوار بين الأهالى والمستثمرين حتى يعرف كل منهم ماذا يريد الآخر.