هل تم التلاعب في "كاميرات المراقبة" لإنقاذ قاتل شيماء الصباغ؟
كتبت- نرمين سليمان ومحمد علي
كشفت تحقيقات نيابة قصر النيل، في قضية مقتل الناشطة السياسية، شيماء الصباغ، عن وجود عطل في الكاميرا المطلة على ميدان طلعت حرب مكان الحادث، كما تم إبعاد كاميرا أخرى عن تصوير الواقعة، وذلك وقت وقوع الحادث، بحسب أوراق التحقيق.
ولكن.. هل يوجد تلاعب في الكاميرات بغرض عدم تصوير الواقعة التي يظهر فيها ضابط الأمن المركزي أثناء إطلاقه الخرطوش على مسيرة أعضاء حزب التحالف الاشتراكي، ما أسفر عن مقتل شيماء الصباغ، وإصابة ثلاثة آخرين؟
هذا ما حاولت النيابة الإجابة عنه من خلال سؤال عدد من مسؤولي المرور عن كاميرات ميدان طلعت حرب، كذلك المسؤولين عن أعمال الصيانة.
الكاميرا تعمل عقب الحادث
ما تم الكشف عنه من خلال أوراق التحقيقات -التي حصل "دوت مصر" على نسخة منها- أن الكاميرا المعطلة التي كان من المفترض تصويرها للواقعة، تعطلت في اليوم السابق للحادث، وعاودت العمل بشكل تلقائي عقب مقتل "الصباغ" وتحديدا في ذات يوم الحادث "24 يناير"، ولكن ليلا، كما تم الكشف عن إبعاد كاميرا أخرى لتصوير اتجاه آخر بما لا يسمح لها بتصوير الحادث.
النيابة انتقلت لميدان طلعت حرب لضبط تسجيلات الكاميرات المطلة عليه، فتبين وجود كاميراتان مثبتان أعلى شركة الشرق للتأمين الكائنة بميدان طلعت حرب، أحداهما مطلة على ميدان طلعت حرب، والثانية مطلة على الشارع على شركة الخطوط الفرنسية "آير فرانس"، وبسؤال مسؤول الأمن قرر بأنهما تابعتين للإدارة العامة لمرور القاهرة، وأنها لا يتم تسجيل مقاطعها على أي أجهزة لدى الشركة.
وبالانتقال إلى الإدارة العامة لمرور القاهرة، أفادت بعطل الكاميرا المطلة على شارع طلعت حرب يوم وقوع حادث مقتل شيماء الصباغ، فيما تقدمت إدارة المرور بتسجيلات للكاميرا المطلة على ميدان طلعت حرب، وبمشاهدتها تبين "يظهر بها مشهد للميدان، وفي الساعة الثانية وخمسين دقيقة تم إبعاد الكاميرا ليظهر بها مشهد لشارع قصر النيل فقط، دون شارع طلعت حرب، حتى الساعة الثالثة واثنين وخمسينن دقيقة، إذ تم إعادة مجال الكاميرا ليظهر بها مشهد لشارع طلعت حرب ويظهر به تحرك القوات في هذا الشارع، ما أدى إلى عدم تصوير الواقعة.
أقوال مشرفي المرور
مشرفو غرفة العمليات بالإدارة العامة لمرور القاهرة قالوا إن الكاميرا كانت معطلة منذ اليوم السابق، وبسؤالهم عن سبب إبعاد الكاميرا الأخرى المصورة لميدان طلعت حرب الذي يظهر فيه شارع طلعت حرب وميدان طلعت حرب، ذكروا "كان ذلك للبحث عن رقم إحدى السيارات المتروكة بشارع قصر النيل"، وأغفلوا إعادتها إلى مكانها الطبيعي لإنشغالهما بإخطارات أخرى.
وبسؤالهم عن سبب عطل الكاميرا قالوا "كان سبب عطل الكاميرا ذاتها، وكان مقرر التوجه إلى مكانها بإصلاحها في يوم 26 يناير الماضي، لكون شركة الشرق للتأمين مغلقة في اليومين السابقين، إلا أن الكاميرا عملت وحدها دون تدخل من أحد في نفس يوم مقتل شيماء الصباغ "ليلا".
الكاميرا غير معطلة بالدفاتر
وبفحص دفتر أحوال غرفة المرور، تبين عدم ثبوت بنود بشأن عطل هذه الكاميرا في يوم 24 يناير -يوم مقتل شيماء الصباغ- وثبت فيه إخطار بتجمع 50 شخصا في شارع طلعت حرب في لساعة الثالثة وتسعة وأربعين دقيقة عصرا.
فيما يذكر أن شيماء الصباغ كانت أمينة العمل الجماهيري بحزب التحالف الشعبي بالإسكندرية، وقتلت في اشتباكات خلال تظاهرة لإحياء الذكرى الرابعة لـ"25 يناير"، بميدان طلعت حرب بوسط القاهرة، ووكشفت التحقيقات عن إدانة ضابط بالأمن المركزي بقتلها عقب إطلاق الخرطوش عليها، فقررت النيابة بإحالة الضابط لمحكمة الجنايات عقب أن وجهت له تهمة الضرب المفضي إلى موت، كما أحالت النيابة لواء ومجند شرطة لمحكمة الجنح بتهمة تضليل النيابة العامة عقب شهادتهم زورا لتبرئة الضابط بخلال حقيقات النيابة.