ذكرت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية اليوم الثلاثاء، أن الطائفة العلوية تدفع ثمنا باهظا لولائها للرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الثورة "السنية" ضده في 2011، والتي تحولت إلى حرب أهلية واسعة النطاق ضمت مجاهدين من تنظيم القاعدة وداعش وغيرها.

وأوضحت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني أن مشاركة العلويين مع الأسد، جعلهم الدائرة الأساسية للنظام السوري، وعلى الرغم من أن الحرب الأهلية السورية دخلت في عامها الخامس، فإن المعارضة السورية تنظر لهذه الطائفة الأقلية على أنها الولاء المتبقي الذي لا يتزعزع للأسد.

لكن الصحيفة قالت إنه بالنظر داخل هذا المجتمع، فإن الصورة تبدو مختلفة جدا، حيث يموت أبناءهم على الخطوط الأمامية كما توقفت الامتيازات الاقتصادية مثل الدعم والرعاية الكريمة، كما يشعر العلويون بأنهم أدوات وليسوا المستفيدين من النظام.

وأضافت أنه من خلال سلسلة من المقابلات الحصرية لها مع علويين من محافظة اللاذقية الساحلية، معقل الطائفة، وصفوا موقفهم الآن بأنهم محاصرين بين الجهاديين الذين يعتبرونهم مرتدين وبين نظام فاسد يقول لهم إن هذه الحرب سهلة الفوز.

ونقلت الصحيفة عن أحد رجال الأعمال في اللاذقية قوله: "المعظم ليس لديه رواتب الآن، والبعض لا يملك مالا حتى لشراء الطعام، أصدقائي يسألونني عما نفعله، النظام يريد أن يأخذنا كجنود وسوف نموت ولكن ليس لدينا المال للرحيل".

وتابعت الصحيفة أن حجم خسائر الطائفة كبير جدا ويبلغ تعداد سكانها نحو مليونين، أي 10% من سكان سوريا، كما يملك العلويون 250 ألف رجل في عمر القتال، وما يصل إلى الثلث يلقى حتفه حسبما قال سكان محليون ودبلوماسيون غربيون.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من القرى العلوية التي تقع في تلال محافظة اللاذقية، باتت خالية من الشبان وتتشح النساء بالسواد حدادا على أرواح ذويهم.