التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 05:30 م , بتوقيت القاهرة

كيف استعد الجيش المصري للانضمام إلى القوى العربية المشتركة؟

"العرق في التدريب يوفر الدم في أرض المعركة" جملة يرددها مقاتلو القوات المسلحة دائما، ويلتزمون بها خلال التدريبات القتالية اليومية، التي يتلقونها كأحد أهم معالم اليوم العسكري في المؤسسة المصرية للقوات المسلحة، ومن نفس المنطلق استعد الرئيس عبدالفتاح السيسي لإشراك الجيش المصري في القوى العربية المشتركة.

الخبير العسكري بأكاديمية ناصر، خلف عبدالله محمود، يوضح أنه منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مهمة قيادة الجيش المصري في أغسطس 2012، برز اهتمامه بإعادة تأهيل المقاتل المصري من خلال العديد من الفعاليات العسكرية الرسمية وغير الرسمية، وظهر حرصه على رفع كفاءة الجيش وتميز قدراته القتالية بتدريبات شاقة يوميا، مع إشراكهم في العديد من المناورات التكتيكية في كل الأفرع بالقوات المسلحة بداية من المشاة، والدفاع الجوي، والمظلات، والبحرية، حتى القوات الجوية.

ولفت إلى أن السيسي عمد إلى تشكيل "قوات التدخل السريع" قبيل خروجه من القوات المسلحة بأيام عام 2014، مشيرا إلى أن هذه القوات مُوكل لها حماية مصر على الحدود وفي الداخل مع إمكانية استدعائها في الخارج إذا لزم الأمر.

وأشار الخبير العسكري إلى أن حرص السيسي في مشاركة كل قطاعات وأفرع الجيش في مناسبات مختلفة، مع تكريم المصابين وأسر الشهداء بشكل دوري ومستمر، يعد من ضمن حالات الاستعداد، لافتا إلى أن رفع الروح المعنوية للمقاتلين من أهم الركائز التي تميز الجيش المصري عن بقية الجيوش، إضافة إلى تقديم كامل الدعم المعنوي والنفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم.

ويرى، الخبير العسكري بأكاديمية ناصر، اللواء أحمد مختار قنديل، أن المناورات العسكرية التي أجراها الجيش المصري مع دول الإمارات والسعودية وغيرها الكثير، كانت مؤشرا واضحا على ضرورة توحيد المفاهيم القتالية بين الجيوش العربية في المنطقة.

ولفت إلى أن عاصفة الربيع العربي التي أنهت على جيوش بعض الدول العربية حالت دون تنسيق مباشر بين مصر وقواعدها العسكرية، وذلك بعد أن سطت الميليشات على مقاليد الأمور في هذه البلاد التي تتقارب حدودها مع مصر، ما دفع الجانب المصري إلى ضرورة التنسيق الكامل مع ما تبقى من جيوش عربية في المنطقة لحماية الأمن القومي المصري والأمن القومي في الوطن العربي.

وأوضح قنديل أن فكرة القوى العربية المشتركة لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت بعد ترتيبات اقتصادية وسياسية وعسكرية، ومناورات دائمة ومستمرة برا وبحرا وجوا، فضلا عن أعمال تدريب قام بها مقاتلو الجيش المصري لنظرائهم في الجيوش بالمنطقة العربية.

وأشار إلى أن صفقات التسليح التي عقدتها مصر في آخر عام ونصف العام وسرعة تنفيذها، مؤشر آخر على استعداد مصر قتاليا للدخول في حلف عسكري عربي مشترك، يتبعه حلف اقتصادي يوفر للمنطقة العربية مزيدا من الاستقرار.

وفي إجابته عن كيف استعد الجيش المصري للانضمام للتحالف العربي المشترك، أكدالباحث بمركز الأهرام الاستراتيجي، هاني الأعصر، أن لقاءات السيسي الدورية بملوك ورؤساء الدول العربية والتي تبعتها زيارات فردية لمدراء أجهزة المخابرات بين مصر والدول العربية، أهم مؤشرات استعداد مصر للدخول في القوى العربية الموحدة أو المشتركة.

 وقال إن إدماج رجال المخابرات العامة في العلاقات الدولية يعني وجود تنيسق معلوماتي على أعلى مستوى،  وتبع ذلك إعلان رسمي عن قوى مشتركة عسكرية، وبدأت اجتماعات رؤساء أركان هذه الجيوش للدخول في الحيز العلنى الخاص بترتيبات الجيش العربي الموحد.