1990
كان سعيدا بالفانوس الذي أحضره له جده.. و ظل يلعب به طوال الليل مغنيا حلّو يا حلّو .. ثم أخذه معه لمدارس الأحد في الكنيسة يومها مساء.. نهره أحدهم وقال هذا ليس مكانه هنا.. تركه خارجا واستمتع بالقصة والحلوى.. وأخذه في رجوعه وظل يلعب به.

1991
طلب منهم أن يلعب معهم في الفسحة.. قال له سعد إنت مسيحي ونحن لا نلعب مع مسيحيين.. رفع يده اليمنى لهم وقال.. بص مفيش صليب.. ضحكوا وقالوا.. ولماذا تخرج معهم من الفصل وقت حصص الدين؟.. لن تقدر أن تخدعنا.. مش هنلعب معاك برضه.. أحمد كان يحبه فتشاجر مع زعيمهم وقرر ترك المجموعة ولعب معه.. لكنه رجع بيته حزينا ولأول مرّة يشعر بالضيق من شيء ما لا يفهمه يسمى فرق الدين.. حكى لأمه.. فضربته لأنه أنكر دينه من أجل لعب.. وقتها سمع قصة بطرس لأول مرة منها... وقالت له لتبتعد عنه وتلعب مع الآخرين.. قال لها مسيحيين فقط؟ هنا تدّخل والده و حكى له عن جارتهم أم عمر.. وعن أصدقاء عمره ودفعته في الجيش.. وقال لا تتكلم أبدا في الدين ولا تسأل أحدا عن دينه.. وأيضًا لا تنكر دينك أبدا.

2002
نتيجة الثانوية العامة المرحلة الأولى.. كانوا جميعا معا يلعبون الكرة حتى ساعات الصباح الأولى، وقتها جاء إليهم سعد بهيئة غريبة عنهم كان مقصرا بنطاله.. وتاركا لحيته غير كاملة النمو.. قال لهم السلام عليكم فردوا عليه متعجبين.. منذ ترك مدرسة الراهبات التي كانوا بها بعد مرحلة إعدادي وهم لم يروه.. وقد تفاجأوا به بهذا المنظر.. أكملوا لعب معا.

2003
الأسبوع الأول في الكليه له.. كان مع أصدقائه من المدرسة المسلمين.. وظلّوا معا هذا اليوم.. أحد الطلاب الأكبر منه في الكلية الذي كان يراه أحيانا في الكنيسة قال له.. لماذا تجلس مع الآخرين ولا تجلس مع زملائك في البرجولة من الأسرة.. كان شجاعا بما يكفي وقال له.. هؤلاء أصدقائي أما من في البرجولة فلم أصادقهم بعد.. وتركه بدون كلمة واحدة إضافية.

في اليوم التالي كان معه في نفس السيكشن بنت محجبة تجلس بجواره.. تصادقوا ونزلوا معا.. ثم ولمدة أسبوع ظلوا يحضرون معا.. حتى تفاجأ بمجموعة من الملتحين تناديه باسمه في يوم.. وحذروه من التعامل مع غير المسيحيين من البنات.. لم يكن هناك أي شيء بينهم سوى حدود الزمالة وكان معتادا بحكم مدرسته المشتركه على هذا.. لجأ لمن أكبر منه ليسأله فحذروه من هذه المجموعة الإخوانية وأيدوا التحذير بالتعامل مع البنت المحجبة.. يومها لم يهتم وجلس في مكانه في السكشن في اليوم التالي فجاءت ولم تلق السلام.. فهم يومها تلقت تحذيرا مماثلا.. يومها جلس في البرجولة مع الأسرة وصادقهم .

2005
الأسرة الإخوانجية تطلق مظاهرة نصرة للقدس وتزلزل الجامعة.. هو يأكل ساندوتش الكبدة المفضل له عند عماد ونالز مع أصدقائه في الكانتين، ثم يقرر أن يرد بمظاهرة مماثلة وبهتاف غير منطقي.

يلا بينا يلا يلا يلا يلا بينا
دي الشمّوسة طلّة طلّة وبتنده علينا
هنروح الجنينة .. ونشبك إيدينا

البعض ينظر له هو وأصدقاؤه متعجبا.. في اليوم التالي كان في مكتب قائد حرس الجامعة يحذره أن يقوم بفعل هذا مرة أخرى.

2006
الأسرة الإخوانية تنشر ورق شرح في المكتبات مليء بالأحاديث والآيات كناية أو دعوة لمن يأخذ نسخا منها من المسيحيين.. يقرر هو أن يقوم بعمل ورق شرح لمادة ليس لها أوراق.. ولكنه لأول مرة يقرر كتابة نكت وقصص مضحكة في نهاية كل صفحة.. تنتشر الأوراق ويحبها الجميع من المسلمين والمسيحيين ويسخرون من ثقل دم أمه.

2008
مش هتتقبل في قسم التصميم الإنشائي.. مفيش مسيحيين بيدخلوا فيه للأسف من ساعة ما فتحوه.. الدنيا هنا كده.. قالها له أحدهم فرد عليه وهل تقبلون مسلمين في قسمكم ؟ قالوا أحيانا.  يومها تم قبوله في قسم التصميم الإنشائي وتعامل مع أفضل مدير له في حياته المهنية.

2010
غيّر شركته القديمة  لشركة نسبة المسيحيين العاملين بها تسعة لواحد.. صباحا يشغلون القداس بصوت عال.. يقوم من مكتبه ويحادث أحدهم لا تفعل هذا.. معنا مسلمين لماذا نجبرهم على سماعه.. قالوا نحن نجبر أيضا في الشوارع و البيوت.. قال أنا أريد أن أسمع موسيقى وأنا أعمل من فضلك استخدم سماعات الأذن.. تنظر له إحداهن شذرا وتقول لتستخدم أنت السماعات.. أو هم .

2015
يسمع القصص والشجارات المكررة التي يسمعها كل عام في تليفزيون القهوة التي يجلس بها.. هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم أم لا.. يضع سماعات الأذن ويسمع تراتيل أسبوع الآلام.. لا يقاطعه سوى المكالمات والرسائل المنهالة عليه من أصدقائه المسلمين.. يضحك معهم. ثم يفتح صفحته ويكتب.. الدين للديّان والوطن للإنسان.. غصبا عن عينكم كلكم.