التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:50 م , بتوقيت القاهرة

معجزات وأسرار وغرائب الرقم 19

"19" هو رقم فردي أولي (لايقبل القسمة بناتج صحيح  إلا على نفسه أو على الواحد الصحيح) أثار اهتمام الناس منذ القدم نتيجة للأشكال المتناسقة التي يمكن رسمها لتمثيله.


فيُكتب في اللاتينية مثلا بالشكل التالي XIX  وهو شكل يحمل تناظرا (سيميترية واضحة)، كما يمكن رسمه بطرق مختلفة في أشكال مختلفة مثل المثلث.



أو تداخل الصليبين المعتدل والمائل (كما هي الحال في علم بريطانيا المشكل من علمي إنجلترا وويلز).


    



كما يمكن تمثيله في شكل سداسي منتظم بسهولة (3-4-5-4-3)، وكذلك يمكن رسمه على شكل نجمة سداسية (المثلثين المتداخلين المعتدل والمقلوب) بحيث يعبر عن عدد نقاط التقاطع بعد توصيل كل رأسين متقابلين للنجمة.




وربما لهذه الأسباب كلها فالرقم 19 ذو أهمية في معتقدات مختلفة بالذات في الأديان الإبراهيمية، ففي اليهودية الرقم 19 عدد السنوات التي يضبط التقويم العبري بها.


من المعروف أن السنة القمرية عدد أيامها نحو 354 والسنة الشمسية عدد أيامها 365 وربع يوم، ومن ثم فالاعتماد على التقويم الشمسي قد يفسد الاحتفالات الدينية المرتبطة بالتقويم القمري، أما اعتماد التقويم القمري فيؤدي إلى تغير بدايات الشهور ومواعيدها في الفصول المختلفة خلال السنة، لذلك يعتمد اليهود تقويما  شمسيا قمريا تكون السنة فيه 12 شهرا قمريا من 29 أو 30 يوما بمجموع (354 أو 353 أو 355 يوما)، وتضيف شهرا ثالث عشر كل عدة سنوات ليصبح المجموع (384 أو 385 أو 383 يوما)؛ حيث يضاف الشهر الثالث عشر في السنوات (3 ،6،8،11،14،17،19) وهذه الدورة التي تعرف بالدورة الميتونية للتقويم الشمسي القمري تضبط التقويمين معا كل 19 عاما، وهذه الدورة موجودة في التقويم البابلي.


في اليهودية الرقم 19 هو عدد صلوات أو أدعية الوقوف (العميداه) في التقليد الاشكنازي اليهودي، والتي يتلوها كلها اليهودي واقفا  ثلاث مرات في اليوم مرتديا الشال ومستقبلا اتجاه القدس، وهي في الأصل كانت ثمانية عشر (شيمونية عسرية) ولكن أضيفت إليها صلاة تاسعة عشر للسلام  باسم (سيم شالوم ) في الصباح، فيما تتلى نسخة مختصرة منها باسم (شالوم راف) في صلاتي بعد الظهر والمساء.



في الإسلام، الرقم 19 جاء  في سورة المدثر في الآية (عليها تسعة عشر) والتي تشير إلى عدد الملائكة الذين يحرسون سقر أو الجحيم.



أما في البهائية، فالرقم 19 يحمل مكانة خاصة فعدد الذين آمنوا بالباب (المبشر بقدوم بهاء الله)  هو 18 شخصا، فيشكلون مع الباب الرقم 19 (يعرف هؤلاء الثمانية عشر بحروف الحي حيث إنهم بطريقة تحويل الحروف إلى أرقام يكون الرقم 18 :8 = ح و10 = ي، وتلاميذ بهاء الله كان عددهم 19 كذلك، كما أن شهور السنة البهائية هي 19 شهرا كل منها 19 يوما (مجموعها 361 يوما) وتضاف أربعة أو خمسة أيام باسم أيام الهاء. والخطبة كذلك بين العروسين يجب ألا تزيد على 19*5 = 95 يوما.



والرقم 19 كان سببا في ظهور نظريات الإعجاز العلمي التي أطلقها رشاد خليفة مدعيا وجود إعجاز علمي في الرقم 19 في القرآن، فرشاد خليفة الذي كان  يدرس بالولايات المتحدة في الستينات، أتيحت له الفرصة ليكون من أوائل العرب والمسلمين الذين استخدموا الكمبيوتر، ما سهل وضع نظريات رقمية وخلق علاقات بين أرقام الآيات وأرقام السور وعدد الآيات وعدد السور والحروف، إضافة إلى تحويل الحروف إلى أرقام، وجمعها وقسمتها.. إلى آخره.


ونتج عن ذلك نظريته التي ظهر بها عام 1974 في مجلة آخر ساعة ونشرها في كتاب له حول الإعجاز العلمي للرقم 19، والتي حظت بتأييد بالغ من المسلمين المتدينين آنذاك باعتبارها إثباتا للمعجزة القرآنية.


ولكن رشاد خليفة بدأ بعدها في رفض السنة، ثم أنكر نسبة آيتين من القرآن له باعتبارهما لا تنطبق عليهما قواعد الرقم 19 فاعتبرهما مدسوستين، واعتبر نفسه رسولا من عند الله باسم رسول الميثاق استنادا لآية أخرى، فأفتى بعض من أيدوه من قبل (ومنهم يوسف القرضاوي ) بقتله، وقتل بالفعل داخل مسجده بولاية اريزونا طعنا بسكين عام 1990، ولا يزال له أنصار ومواقع على الإنترنت منها هذا الموقع.


 



 


لكن مقتل رشاد خليفة لم يغير أنه فتح بابا لطريقة جديدة، فتأسست حركات كاملة سواء داخل المنظومة الرسمية الإسلامية (كهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة) أو خارجها، لربط أية نصوص  أو أرقام بأية حقائق علمية، لخلق معاني جديدة للنصوص لتتفق مع اكتشافات علمية، وبرع في هذا المجال زغلول النجار.