التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:17 م , بتوقيت القاهرة

الاتفاق النووي الإيراني.. مخاوف عربية أم مكاسب طهرانية؟

في الوقت الذي تسعى فيه إيران لكسب شرعية دولية بشأن ملفها النووي، عبر الحوار مع مجموعة دول 5+1، تجددت مخاوف عربية وخليجية من تنامي مخاطر توجهات التمدد الإيراني في الدول العربية، في حال التوصل إلى اتفاق صريح يخدم البرنامج النووي الإيراني، في ظل محاولات تغير خريطة التحالفات الإقليمية والدولية والتقارب الإيراني الأمريكي، بحسب مراقبين.


في البداية قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، إن بالمقارنة بحالة عدم وجود اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، فإن من الأفضل بكثير أن يكون هناك اتفاق لوضع ضوابط على ملفها النووي، يضع طهران تحت رقابة المنظمة الدولية للطاقة النووية، كما تخضع للتفتيش الدوري.


وأضاف، أن باكستان أيضا لديها ملفها النووي، إلا أن المخاوف العربية من النفوذ النووي لإيران، يأتي لتأثرها بشكل مباشر على دول الخليج.


مخاوف وهمية ومكاسب إيرانية


وتابع حسن، في تصريح لـ"دوت مصر": "إيران -بذكاء ودبلوماسية دؤوبة- قضت على مخاوف ليست حقيقية، وانتهزت تلك المخاوف لرفع الحظر والعقوبات الاقتصادية، بما يجعلها تنطلق وتستقبل الاستثمارات الغربية والأمريكية مرة أخرى".


واستكمل: "المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، أكد في مؤتمر عدم الانحياز في طهران 2013، أن إنتاج أسلحة نووية إيرانية إثم كبير، ولن نقدم عليه، كما أن تقرير الخارجية الأمريكية الصادر منذ 10 أيام أخرج إيران وحزب الله من الأطراف الداعمة للإرهاب، فضلا عن إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بأن أمريكا مستعدة للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، ما يعكس تغير السياسات وفقا للمعطيات الجديدة".


ولفت حسن: "المكسب الاقتصادي لإيران سوف يعطيه قوة أكبر، إذ أن لديها صناعة أسلحة متقدمة استطاعت من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتي بمساعدة روسيا وألمانيا الشريك الاقتصادي الأكبر لإيران، والجانب الاقتصادي سوف يدعم قوتها في الجوانب الأخرى من انطلاق استثمارها البترول والغاز بأقصى طاقة إنتاجية".



الأزمة السورية


هناك تلميحات لبقاء بشار الأسد واتفاق ضمني بين الولايات المتحدة وإيران مدعومة بروسيا بشأن استمرار الأسد، وهو ما سيحدث بالتدريج، في ظل تأكيدات أن الأسد لن يسقط لسببين، الأول الدعم الإيراني اللامحدود له، والثاني هو وجود أطراف غير سورية على الأرض تمثل نقطة ضعف لصالح بقاء الأسد، بحسب حسن.


فيما توقع أن تنتهي الأزمة السورية باتفاق دون استبعاد الأسد، وذلك من خلال مرحلة انتقالية وفق جنيف 2، مؤكدا أن الأسد يمثل أحد الأطراف الرئيسية لحل الأزمة السورية ومن العبث السياسي القول بغير ذلك.


تقارب أم تصادم


وبشأن مستقبل العلاقات العربية الإيرانية، شدد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، على ضرورة وجود اتصال مباشر مع إيران، وعدم ترك المشهد لأمريكا، مطالبا بضرورة اللجوء إلى حوار شامل في المنطقة بالكامل لافتا "في كل الأحوال، إيران شريك في الأمن القومي العربي، لأنها مسيطرة على الضفة الشرقية ومضيق هرمز".



وعن احتمالات لتصادم إيراني خليجي، ذكر عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن ما حدث في اليمن كان رد من إيران على موقف السعودية من النظام السوري، متوقعا أن يصل إلى تفاهم وتراضي بالعودة إلى طاولة الحوار، إذ تدرك إيران جيدا أن تدخلها غير مقبول، وأن إيران لن يكون لها دور حقيقي في هذا التفاهم، إلا عن طريق الايعاز للحوثيين بأن يقبلوا ما يفرض عليهم من شروط".


وأكد السفير حسن، أن هناك علاقات وطيدة بين دول الخليج وإيران بعيدا عن التنافسات السياسية، فإن هناك تمثيل دبلوماسي متبادل على أعلى مستوى بين إيران، وكل من السعودية والإمارات التي تعتبر مخرج للبضائع الإيرانية لإعادة تصديرها، كما تمثل أكبر شريك تجاري في الخليج  لإيران.


كما رأى حسن: "وجود عدد من الأقليات الإيرانية في عدد كبير من دول الخليج يعطي دفعة لهذا التعاون المشترك مستقبلا".


تواجد إقليمي مقنن


من جانبه أكد مساعد وزير الخارجية السابق، أحمد فتحي أبوالخير، أن اتفاق الإطار بين إيران ودول الـ5 + 1، يعكس تفاهمات ومصالح متبادلة قدمت خلالها إيران مجموعة من التنازلات في مقابل إطلاق يد الطرفين في المنطقة العربية، بما يخدم مصالحهما.



ووصف أبوالخير، لـ"دوت مصر"، اتفاق الإطار النووي بأنه "اتفاق قوتين لهما أطماع مشتركة في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن أمريكا تهدف لإقامة توازنات، إذ بدأت تخفف تواجدها في أفغانستان والعراق في حين أن المخاوف العربية ستدفع دول الخليج لاستمرار لجوئها للولايات المتحدة، وذلك بعد التوجه لتشكيل قوة عربية مشتركة، قد تمثل بديل عن التمسك بالوجود الأمريكي.