تونس.. أول المقاطعين لنظام الأسد وأول العائدين
"قررنا طرد السفير السوري من تونس وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق" كان هذا نص ما قاله الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي اعتراضا على التصعيد الذي قام به نظام الرئيس بشار الأسد ضد مواطنيه، لتكون بلاده أول من يطرد السفير ويقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
وبعد 3 سنوات من القطيعة، أعلن وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، عزم بلاده افتتاح قنصلية في سوريا، وترحيبها بعودة السفير السوري إلى تونس، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول أسباب تغير النظرة التونسية للنظام السوري، وهل أصبح النظام السوري أقل دموية في نظر تونس؟ ولماذا تحولت تونس من احتضان مؤتمر "أصدقاء سوريا" إلى التعتراف بالأسد؟
تونس.. أول المقاطعين وأول العائدين
أمس أعلن وزير الخارجية الطيب البكوش، عزم بلاده إعادة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وتونس مرة أخرى، خلال مؤتمر صحفي بقصر الحكومة في العاصمة تونس قائلا "سنرسل في قادم الأيام تمثيلا قنصليا أو دبلوماسيا قائما بالأعمال إلى سوريا"، مضيفا "أبلغنا الجانب السوري بإمكانية إرساله سفيرا لسوريا في تونس، وقررنا رفع التجميد الدبلوماسي في سوريا وليبيا"، بحسب ما ذكرت شبكة "سكاي نيوز".
وقبل ذلك بـ 3 أعوام قال بيان لرئاسة الجمهورية على صفحتها على الفيسبوك "تعلن تونس عن الشروع في الإجراءات العملية والترتيبية لطرد السفير السوري من تونس وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق"، مشيرا إلي أن "تونس تعبر عن تضامنها الكامل مع الأشقاء في سوريا معتقدة أن هذه المأساة لن تعرف طريقها إلى الحل إلا بتنحي نظام بشار الأسد عن الحكم في دمشق وفسح المجال لانتقال ديمقراطي للسلطة يحقق للشعب السوري الشقيق الأمن على أرواح وممتلكات بناته وأبنائه".
قطع العلاقات.. إملاءات قطرية وتركية
"عودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا كان من ضمن البرنامج الانتخابي للرئيس التونسي الباجي السبسي" هذا ماقاله الكاتب والمحلل السياسي التونسي نور الدين المباركي في تصريح لـ"دوت مصر"، معتبرا أن موقف الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي بقطع العلاقات كان إملاءات قطرية وتركية.
وتابع المباركي، أنه يرى في عودة العلاقات خطوة إيجابية بعد تأثير القرار السابق علي وضع التونسيين في سوريا، معتبرا أن ذلك القرار يأتي ضمن خطة مكافحة الإرهاب التي وضعتها الحكومة التونسية نظرا لحاجة الأجهزة الأمنية التونسية إلي الجهات الأمنية في سوريا في توفير معلومات حول الشباب التونسي الملتحق بالتنظيمات الجهادية هناك.
وأضاف الكاتب والمحلل السياسي، أن الدول الأوروبية هي التي دعت للتعامل مع النظام السوري، ما دفع بقادة الدول للتعاطي معه، بعد أن أصبح ملفا إقليميا ودوليا.
وحول سؤاله عن أن اعتراض تونس على التصعيد الذي قام به نظام الأسد ضد مواطنيه كان من أسباب قطع العلاقات، فهل أصبح النظام السوري أقل دموية في نظر تونس، أشار المباركي أن مرجعية الرئيس الحاكم وقتها"المرزوقي" تختلف عن مرجعية الحزب الحاكم الآن، معتبرا أن هناك دول عربية "فاشية ودموية" لم يتعامل معها المرزوقي بنفس الشكل، معلنا أن موقف الرئيس الأسبق هو تطبيق للإملاءات القطرية والتركية.
عودة العلاقات مطلب أساسي في التظاهرات
وكان نحو خمسة آلاف سوري في تونس قد نظموا وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية التونسية للمطالبة ِبإعادة هذه العلاقات إلى سابق عهدها، نظرا للمشكلات التي يعانوها بسبب قطع العلاقات الدبلوماسي بين البلدين.
وفي وقت سابق كان رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد قد تعهد بمراجعة كل القرارات التي اتخذتها الحكومات التونسية السابقة بخصوص العلاقات الدبلوماسية التونسية وخاصة الملفات المستعجلة كالعلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا".
من "أصدقاء سوريا" للاعتراف بالأسد
واعتبر المرشح الرئاسي السابق لحكرة "وفاء" عبد الرؤوف العيادي، أن قرار قطع العلاقات مع الدول يجب أن يكون في الحالات القصوى، مؤكدا أن قرار قطع العلاقات كان متسرعا، معتبرا أن تونس كانت مخطئة باستضافتها مؤتمر "أصدقاء سوريا".
وتابع العبادي، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن قرار عودة العلاقات كان من أولويات الحكومة الجديدة، معتبرا أن العلاقات الدولية ليست محكومة بحوادث معينة.
وكانت تونس قد استضافت مؤتمر "أصدقاء سوريا" والذي ضم مجموعة من الدول والهيئات في محاولة لإيجاد حل للأزمة السورية، بعيدا عن مجلس الأمن الذي استخدمت فيه روسيا والصين حق النقض ضد مشروع قرار خاص بسوريا، في 24 فبراير 2012، وكان من ضمن قرارته الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين، ودعوة بشار الأسد للتنحي.