التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:30 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| مكرم: السلطة لم تجرؤ على المساس بالصحفيين في عهدي

رغم إتمامه عامه الثمانين، لم يلبث حتى حمل ورقته وقلمه وذهب ليتزاحم مع صغار المحررين، في مقابل معلومة يحصل عليها من المشاركين في المؤتمر الاقتصادي والقمة العربية، خلال الأسبوعين الماضيين.

جذب هذا المشهد أنظار الجميع، خاصة كونه يصدر من رجل في عمره ومكانته الصحفية، لكنه يؤمن بأنه طالما استطاع بذل الجهد والتحرك من أجل الحصول على معلومة، فسيفعل، كما فعل طوال 50 عاما عملها في الصحافة.

عن تلك التجربة، ورؤيته لحرب اليمن، وأحوال الصحافة، والوضع الحالي داخل نقابة الصحفيين، كان لـ"دوت مصر"، مع نقيب الصحفيين الأسبق، الكاتب الكبير، مكرم محمد أحمد، الحوار الآتي .. 

في البداية .. حدثنا عن مشاركتك في المؤتمر الاقتصادي والقمة العربية؟

أنا صحفي مثلكم، كبير في السن،  لكن طالما استطعت بذل الجهد لخدمة مهنتي، التي أمارسها لأكثر من 50 عاما، فلن أتردد في ذلك، وأحرص على حضور كافة الأحداث المهمة، لأنني حاليا كاتب عمود، والكتابة المفيدة يجب أن تقوم على أخبار ومعلومات، وليس استنباط شخصي.

من المعروف حرصك على حضور القمم العربية بصفة خاصة..  فما تقييمك للقمة العربية هذه المرة؟

كانت فريدة من نوعها، لم أر فيها استقطابا أو انقساما أو اعتراض لمجرد الاعتراض، ولم تسيطر سياسة دولة على أخرى، مع وجود تحفظات وآراء مختلفة بالتأكيد، خاصة فيما يخص القوة العربية المشتركة، لكن كان ذلك بهدف نضج وتحسين القرار.

كنت مراسلا عسكريا في اليمن أثناء الحرب الأولى.. ما رؤيتك لـ"عاصفة الحزم"؟

أعرف اليمن كما أعرف كف يدي، عندما كنت مراسلا عسكريا زرت جميع المواقع وتعرفت على جميع القبائل هناك، وفي اعتقادي أن التخوفات الموجودة من استنزاف القوات المشاركة، تخوفات مبالغ فيها، لأن الحرب اليمنية الأولى في الستينيات، شهدت نزاعا بين مصر والسعودية، لكن الآن يوجد تحالف متوحد تماما.

والحوثيون يمثلون 2 % فقط من سكان اليمن، وغير مدعومين من أي قبائل داخلية، لكنهم تحالفوا مع طهران، لذلك سوف تأتي الحرب بنتائجها، ولا يمكن للحوثيين التحكم في مصير اليمن.

لماذا لم تشارك في انتخابات نقابة الصحفيين الأخيرة؟

لأنني غير راض عن الوضع في النقابة، كما أن جموع الصحفيين لم يشعروا أن الاختيارين الموجودين الأفضل لهم، لكن على أي حال أتمنى من النقيب الجديد أن يقضي على "الشللية"، التي حكمت المجلس السابق، وفشل في الحصول على ثقة الصحفيين، ويعيد النقابة لمكانتها كظهير يحمي الصحفيين، ولا يسيطر عليها تيار بعينه.

هل تطالب بتعديل قانون النقابة الحالى؟

بالتأكيد .. لابد من تعديل قانون النقابة، الذي جاوز موعده وأصاب النقابة بالشلل التام، كما أن به الكثير من الثغرات، فيما يخص التنظيم والإدارة والقيد، وأزمة الصحفيين الإلكترونيين، الذين من حقهم دخول النقابة، وكنت أحاول فعل ذلك خلال مدتي لكن لم يسعفني الوقت.

كيف ترى الأوضاع بالنقابة خلال تولي كل من ممدوح الولي وضياء رشوان منصب النقيب؟

خلال الدورتين السابقتين تم فتح الباب لعضوية الجمعية العمومية بشكل غير منطقي، رغبة من المجالس في قبول من يساندها، ولم يضبطوا السلوك الصحفي، ولم يتم توفير الخدمات النقابية، أو سد المنازعات، وحل الأوضاع المزرية للصحفيين في الصحف الخاصة بما فيها الفصل التعسفي، وبالتالي المجالس السابقة لم تحقق إنجازا واحدا، والدليل على ذلك عدم اكتمال الجمعية العمومية أكثر من مرة، وفي الانتخابات الأخيرة اكتملت بالربع في المرة الثانية، وهو ما يوضح شعور الصحفيين تجاه نقابتهم.

تردد وجود خلافات بينك وبين ممدوح الولي.. ما تعليقك؟

ليس لي علاقة به، لكنني لست مع أي نقيب عقائدي، لأنه يصبح مندوب حزبه داخل النقابة، ونقابة الصحفيين أكبر من جماعة الإخوان أو الحزب الوطني، وفشل كل من يريد استخدامها لتحقيق أهداف حزب أو جماعة.

خلال العامين الماضيين تم احتجاز وحبس العديد من الصحفيين .. هل ترى أنها مسؤولية النقيب أولا؟

بالطبع، فعندما كنت نقيبا للصحفيين، كنت أعرف كيف أحافظ على كرامة الصحفي، ولم يجرؤ أحد في السلطة التنفيذية أن يمس أي زميل، سواء كان عضو نقابة، أو ليس عضوًا.

لماذا اعتذرت عن حضور احتفالية مرور 74 عاما على تأسيس نقابة الصحفيين؟

كنت أتمنى أن أكون موجودا، لكن لم أريد أن أشارك في فعاليات النقابة حتى أشعر بتحسن أوضاعها.

وهل ستشارك في المؤتمر العام الخامس للصحفيين الذي يتم التحضير له حاليا؟

سأدرس الأمر، بعد معرفة من سيشارك والملفات، التي سيتم طرحها خلاله.