التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 09:40 م , بتوقيت القاهرة

نقابة الصحفيين.. من منزل أبوالفتح باشا إلى أرض القوات البريطانية

أقامت نقابة الصحفيين، مساء الثلاثاء، احتفالا بمناسبة مرور 74 عاما على إنشاء النقابة، ووجه نقيب الصحفيين  وأعضاء المجلس الدعوة للنقباء، مكرم محمد أحمد، جلال عارف، ممدوح الولي، ضياء رشوان، وأعضاء مجالس النقابة السابقين، ورؤساء وأعضاء مجالس إدارات الصحف والجمعيات العمومية المنتخبين، ورؤساء التحرير، وشيوخ المهنة من أعضاء رابطة الرواد، وأعضاء الجمعية العمومية.

وبمناسبة مرور 74 عاما يستعرض "دوت مصر" تطور المراحل التي مرت على مكان وجود النقابة، حتى وصلت إلى مقرها الحالي.

انطلقت أول دعوة لإنشاء نقابة الصحفيين عام 1891 من جريدة الأهرام، وتكررت هذه الدعوة على صفحات جريدة المؤيد عام 1909، وفي عام 1912 قام عدد من أصحاب الصحف بإنشاء نقابة الصحفيين المصريين، وانتخبت جمعيتها العمومية مسيو "كانيفيه" صاحب جريدة "لاريفورم" بالإسكندرية نقيبا، لكنها انتهت بقيام الحرب العالمية الأولى.

بعد انتخاب أول مجلس لنقابة الصحفيين، برئاسة محمود أبوالفتح باشا، وبسبب اقتران موافقة الحكومة على إنشاء النقابة، بشرط توفير مقر لها، سارع أبوالفتح بالتنازل عن شقة كان يستأجرها بعمارة الإيموبيليا، عند نقطة إلتقاء شارعي شريف وقصر النيل، مكونة من غرفتين لتصبح أول مقر لها.

وعندما حان موعد عقد اجتماع جمعية عمومية عادية للصحفيين عام 1942، وجد مجلس النقابة أن الصحفيين في أشد الحاجة إلى مكان أكثر اتساعا لعقد جمعيتهم، واهتدى المجلس إلى قاعة نقابة المحامين الكبرى، وأثناء عقد الاجتماع استدعى انتباه المجلس وجود قطعة أرض فضاء مجاورة لنقابة المحامين عليها بضع خيام.

في اليوم التالي، توجه أبوالفتح باشا، إلى جهات الاختصاص في الدولة وطلب هذه الأرض ليقام عليها مبنى النقابة، لكنه علم أنها مملوكة للقوات البريطانية، وأنشأت عليها خياما يقيم فيها جرحى الحرب العالمية الثانية، أثناء فترة النقاهة، وتم رفض الطلب.

وخلال هذه الفترة سعت النقابة لإيجاد مقر آخر، وفي عام 1944 كان فؤاد سراج الدين وزير الداخلية قد أمر بالاستيلاء على مبنى من طابق واحد بشارع قصر النيل، ومصادرته لصالح النقابة بعد أن كان ناديا للعب القمار، وظل هذا المبنى مقرا للنقابة وناديا لها، وتم دعمه بمكتبة والعديد من الدوريات الصحفية.

ورغم أن مصطفى النحاس، رئيس الوزراء، عام 1944، أمر بتخصيص قطعة الأرض المجاورة لنقابة المحامين، ليقام عليها مبنى نقابة الصحفيين، فإن مساعي فكري أباظة نقيب الصحفيين في ذلك الحين لم تكلل بالنجاح لتنفيذ أمر رئيس الوزراء، لأن جهات الاختصاص في الدولة لم تكن قادرة على أن تأمر القوات البريطانية بالجلاء عنها.

ولم ييأس الصحفيون وبعد ذلك بمدة غامر حافظ محمود وكيل النقابة في ذلك الوقت، وقام أثناء غياب فكري أباظة بالخارج بتوجيه إنذار إلى القيادة البريطانية بالقاهرة للجلاء عن هذه الأرض، وكانت المفاجأة أن استجابت على الفور، لتواجه النقابة مأزقا جديدا، وهو مشكلة تمويل إقامة المبني.

وهنا يظهر دور مصطفى القشاشي سكرتير عام النقابة لعدة دورات، وبذل جهودا كبيرة مع محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء آنذاك الذي قرر تمويل إنشاء النقابة.

وعهد إلى المهندس الدكتور سيد كريم أن يعد تصميم النقابة، ووضع النقيب محمود أبوالفتح حجر الأساس أول يونيو 1947، وتم افتتاحه رسميا برئاسة النقيب فكري أباظة في مارس 1949، وفي عام 2001 تم تجديد المبنى للشكل الحالي في عهد النقيب إبراهيم نافع.