التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 05:04 ص , بتوقيت القاهرة

صور | "دوت مصر" يكشف تفاصيل "إخلاء سبيل" الراهب المقاري

أثار إصدار دير الأنبا مقار بوادي النطرون، مساء أمس الإثنين، بيانًا مقتضبًا يعلن فيه إخلاء سبيل الراهب القس، يعقوب المقاري، من الدير، وعدم مسؤوليته عن أي تعاملات مالية أو مشاكل يقوم بها هذا الراهب، العديد من التساؤلات بشأن أسباب إصدار البيان وهوية الراهب.



"دير" الأنبا كاراس

الراهب القس يعقوب المقاري، هو أحد رهبان دير الأنبا مقار بوادي النطرون، الذين حصلوا على رتبة القسيسية من البابا شنودة الثالث، ضمن مجموعة من الرهبان. وشرع الراهب يعقوب منفردًا في تأسيس دير بوادي النطرون، باسم السيدة العذراء، والقديس الأنبا كاراس، الذي سكن بصحراء وادي النطرون في القرن الرابع، رغبة منه في إحياء ذكرى هذا القديس، وقام بجمع عدد من التبرعات من بعض الأقباط حتى استطاع بناء أجزاء كبيرة من الدير.

صورة من الدير الذي بناه الراهب يعقوب






وحاول بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، تقنين وضع الدير قانونيًّا وكنسيًّا عدة مرات، إلا أن الراهب المقاري أبى، وظل البابا يحاول إثناءه عن ذلك بكافة الطرق دون التشهير به أو دون ذكر اسمه أمام الناس، أملًا في أن يتراجع عن موقفه.


رسائل تحذيرية


وكتب البابا تواضروس، في مقاله بمجلة "الكرازة"، الناطقة باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في العدد 25 و26 للسنة الـ42 بتاريخ 20 يونيو 2014، تحت عنوان "مجرد ملاحظات"، وجه فيها الرسالة التحذيرية الأولى للراهب، قائلًا: إن "إنشاء الأديرة مسؤولية الكنيسة ممثلة في الأساقفة والمطارنة من خلال المجمع المقدس".


وأضاف البابا في مقاله: أنه "لا يجوز لأي شخص مهما كان مركزه أن يسعى إلى إنشاء دير إلا بموافقة كتابية من البابا، ولابد أن يقوم المجمع المقدس بالاعتراف به بعد ذلك"،  موضحًا أن "الكنيسة ستقوم مستقبلًا بالإعلان عن المخالفين لذلك، لمنع خداع الناس والبسطاء، والتستر تحت مثل هذه المشروعات، الخارجة عن مسؤولية الكنيسة".


وفي ظل رفض الراهب جميع محاولات البابا، والمجمع المقدس، بتقنين وضع الدير، قام البابا بالرد على سؤال أرسل له، بشأن ما إذا كان هناك دير تابع للكنيسة باسم "العذراء والأنبا كاراس"، ونشره في مجلة "الكرازة"، في العدد 5-6 للسنة الـ43 بتاريخ 30 يناير الماضي، قائلًا: إنه "لا يوجد دير معترف به من الكنيسة بهذا الاسم"، نافيًا أن يكون هو أو البابا شنودة أصدرا أي تصريح بالموافقة على البدء في إنشاء هذا الدير، ولم يذكر البابا اسم الراهب أملًا في عودته، واعتبر ذلك بمثابة خداع واحتيال لا يليق بالرهبنة ولا بالأديرة، وأي مكان يحمل هذا الاسم دون تصريح كنسي رسمي يعتبر فخًّا ونصبًا لكل من يذهب إليه.


إعلان واستدراك


وأمام ما سبق، قامت إحدى العائلات المحبة للراهب بنشر إعلان تهنئة في مجلة "الكرازة" في عدد 9 و10 للسنة الـ43 بتاريخ 27 فبراير 2015، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة لسيامته قسًّا بيد البابا شنودة، وأرفقت معها صورة له مع البابا تواضروس.


وأكد الأسقف العام بالمنيا، ورئيس تحرير مجلة "الكرازة"، الأنبا مكاريوس، في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أن مكتب الاجتماعيات بالمجلة لم يلاحظ أن الإعلان الذي نُشر كان لراهب عليه العديد من الملاحظات، وتم نشره عن طريق الخطأ".


وتابع مكاريوس: "عندما فوجئ البابا بهذا الإعلان طلب نشر تنويه يعلن فيه أن هذا الراهب خارج عن طاعة الكنيسة، وهو ما نشر بالفعل بالمجلة في عدد 11 و12 للسنة الـ43 بتاريخ 13 مارس الجاري، تحت عنوان "استدراك"، دون ذكر اسم الراهب"، مشيرًا إلى أن "القرار الأخير من دير الأنبا مقار جاء بعد محاولات من إثنائه عن أفعاله".


رسالة تحذيرية أخيرة


وفي رسالة تحذير أخيرة، كتب البابا تواضروس، بمجلة الكرازة في العدد ذاته، الذي نُشر فيه "الاستدراك" السالف ذكره، مقالًا تحت عنوان "الرهبنة والتوبة"، قال فيه: "إن مسؤوليتنا الأولى هي حفظ نقاوة الرهبنة، ولن يغمض لنا جفن أمام كل التجاوزات التي صدرت من البعض، وسنكشفها أمام كل الجهات المعنية ما لم يتب أصحابها، ويدللوا على صدق نواياهم".


وأشار إلى أن "الراهب إذا ابتعد عن هدفه وأصوليات الرهبنة خسر نفسه"، مضيفًا "إذا انخدع برغبات وشهوات متعددة مثلما يسقط في شهوة "إقامة دير" دون أي تكليف من الرئاسة الدينية ودون أي غرض روحي، أو إذا خدع آخرين بهذا الأفكار وشاركوه بالمال، فإن خطئية فوق رأسه، وجمع الأموال بهذا الشكل يمثل نوعًا من النصب، وهي خطيئة مضاعفة"، حسب تعبيره.


واستمر البابا في التحذير دون ذكر أسماء قائلًا: "إذا سقط الراهب في حب القنية والمال، فإنه يلغي تماما كونه راهبًا، حتى وإن كان كذلك أمام الناس، ولكن الله يبراه كاسرًا للوصية"، متابعًا "انتبه أيها الراهب/الراهبة إلى الحياة التي اخترتها بنفسك ولا تخسر أبديتك بهذا السلوك المعوج الذي يعرج بين الفرقتين".


واختتم البابا تواضروس الثاني، المقال برسالة أخيرة، قائلًا: "حياتك أثمن من هذه التفاهات التي لن تزكيك أمام الله مهما أقنعت الآخرين بما تفعله..تب قبل فوات الأوان".


إخلاء السبيل


موقف الراهب يعقوب المقاري، لم يتغير، ولم يستمع إلى رئيس ديره الأنبا إيبيفانيوس، ولا البطريرك، وهذا تسبب في إصدار دير الأنبا مقار بوادي النطرون، بيانًا أعلن فيه عن انتهاء علاقة الراهب بديره تحت "عنوان إخلاء سبيل"، دون استخدام مصطلح "طرد".


وأضاف البيان: "إن الدير غير مسؤول عن أي مشاكل مالية أو قانونية قام أو يقوم بها المذكور سلفًا، ولم يعطه الدير أي توكيل أو تفويض أو إيصالات للقيام بأي أعمال تخص الدير".