الزوج "القواد".. انعدام نخوة أم مرض نفسي؟
يتميز الرجل الشرقي- عادة- بالنخوة والغيرة على زوجته، إلا أن لكل قاعدة شواذ، فهناك ذكور فضّلوا المال على الرجولة، واختاروا الطريق الأسهل للثراء، عن طريق بيع أجساد زوجاتهن لمن يدفع أكثر.
الحالة الاجتماعية "متزوج"، والمهنة "قواد".. هؤلاء الذين تمكنت مباحث الآداب من كشف العديد منهم، سواء في القاهرة أو سائر المحافظات، والذين أجمعوا على أن المال هو الهدف الأول لارتكاب جريمتهم.
الطب النفسي؛ له منظور آخر، حيث يرى أن الحاجة للمال لا يمكن أن تدعو الزوج إلى التحول لـ"قواد"، وتقول العميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية وأستاذة علم النفس بجامعة الأزهر، هناء أبو شهدة، إن هؤلاء يعانون من خلل نفسي جعل القيم الاجتماعية والدينية تختفي من نفوسهم.
الصعيد
"محمد ودعاء".. زوجان من محافظة سوهاج، تم ضبطهما، بداية الأسبوع الجاري، من قبل مباحث الآداب العامة، بعدما تبين أن الزوج يسهل لزوجته ممارسة الدعارة في منزل الزوجية، ويكون دوره مراقبة الطريق لضمان وصول الرجل إلى زوجته في أمان وممارسة الرذيلة معها مقابل مبالغ مالية، وهو ما أكدته نيابة سوهاج التي أمرت بحبس الزوجين على ذمة التحقيق.
التسعيرة 500 جنيه
"ياسر".. اعتاد تقديم كلا من زوجته وشقيقته على مائدة راغبي المتعة الحرام، وسبق أن اتهمت شقيقته في سبع قضايا آداب، ولكنه لم يتوان يوما عن ترك مهنته كـ"قواد" لمحارمه، حتى تمكنت مباحث الآداب في نوفمبر الماضي من ضبطه، وإلقاء القبض على شقيقته وزوجته متلبسات بممارسة الجنس مع رجال، واعترف راغب المتعة باعتياده بممارسة الرذيلة مقابل 500 جنيه في المرة الواحدة.
تقتل زوجها "القواد"
لا تنتهي جميع تلك الأنواع من الجرائم من خلال مباحث الآداب، فقد تنتهي بالقتل، مثل ما شهدته منطقة الجيزة في إبريل الماضي، حينما اشتركت سيدة مع عشيقها- فلسطيني الجنسية- قتل زوجها "القواد".
عشيق الزوجة، اعترف في تحقيقات النيابة، بأنه ارتبط بعلاقة عاطفية بها لمدة 10 أيام، حيث مارس معها الرذيلة بعلم من زوجها، الذي اعتاد تقديمها للأثرياء العرب لممارسة الجنس معهم مقابل مبالغ مالية طائلة، مضيفا أنه لم يتحمل مشاهدة الزوج يعذب زوجته لإجبارها على ممارسة الجنس مع آخرين، مما دفع لقتله من خلال ضربه بآلة حادة على رأسه، وذلك بمقر شقة استأجرها المجني عليه بالعجوزة بغرض ممارسة الدعارة، والنيابة أمرت بحبس الزوجة وعشيقها بتهمة القتل العمد.
الإبلاغ عن الزوج
سيدة من محافظة دمياط، قررت التمرد على زوجها الذي كان يجبرها على ممارسة الدعارة، وفي يونيو الماضي، أبلغت مباحث الآداب وأرشدتهم عن مكان منزل الزوجية، وبالفعل داهمت قوة أمنية الشقة، لتتمكن من ضبط فتيات يمارسن الدعارة، وتم ضبط الزوج ووجهت له النيابة تهمة إدارة مسكن للدعارة بمقابل مادي.
أستاذ علم النفس، هناء أبوشهدة، تقول إن هذه الزوجة قامت بدور ايجابي من خلال إنقاذ نفسها، وكذلك أنقذت المجتمع من زوجها الذي كان يستقطب الفتيات لممارسة الدعارة.
150 جنيها للساعة.. و"الحسابة بتحسب"
150 جنيها للساعة الواحدة.. كان المقابل الذي حدده "أشرف" لتأجير جسد زوجته، ولم يكتف ذلك بل قرر توسيع شبكة الدعارة، بضم عدد من الفتيات يمارسن الجنس بمنزله بمنطقة حدائق القبة، حتى تمكنت مباحث الآداب من ضبطه وزوجته، و3 فتيات أخريات، وتقرر حبسهم في يناير الماضي.
وبذات منطق "الحسابة بتحسب" في سبتمبر 2012، تمكنت قوت الأمن ببني سويف من ضبط زوج يقدم زوجته لراغبي ممارسة الجنس، مقابل 300 جنيه في الليلة الواحدة.
وترى أبو شهدة، أن تلك الحالات فردية، وهي بالتأكيد مرضية وليست سوية، حيث أن الزنا محرم في الأديان، والزوج القواد خاصة من المحتمل معاناته من مرض "الفصام"، الذي يقوده للعيش في الخيال وليس الواقع، ولا يمكن أن يكون المال سبب لبيع أجساد زوجاتهن لأنهم ببساطة يستطيعون العمل.
ضعف الزوجة
تقول أبو شهدة، إن الزوجة التي ترضخ لذلك الأمر إما أن تكون شخصية مريضة بالضعف "ماسوشيزم"، وهذا النوع تتقبل وتشعر باللذة من إيذاء الآخرين لها حتى لو كان إيذاء جنسيا، من خلال القبول بأكثر من رجل يجامعها.
أما النوع الثاني، فقد تكون إنسانة سوية ولكنها "مغلوبة على أمرها"، تعاني التهديد من الزوج، خاصة إذا كانت أمية أو لا تملك أي مصدر رزق، وفي هذه الحالة تكون باحتياج إلى دعم من مؤسسات الدولة، مضيفة أن تلك القضية تحتاج مقاومة وتفعيل من قبل رجال الدين بالدولة للتصدي لمثل هذه الأمور.