فيديو| الطفل "علي".. سجين التوك توك في جريمة "الاستاد"
يعشق "علي" كرة القدم ونادي الزمالك على وجه الخصوص، وله في قلوب إخوته وأبويه مكانة كبيرة جدا، حالت دون منعه من حضور مباراة فريقي الزمالك وإنبي بالدور الثاني لدوري كرة القدم باستاد الدفاع الجوي بمدينة نصر.
كان للمباراة يوم 8 فبراير بريقها الخاص، فهي أول مباراة للزمالك تلعب بحضور الجماهير بعد غياب 3 سنوات، وبين غريمين يتنافسان على صدارة الدوري. حدد اتحاد الكرة ووزارة الداخلية حضور المباراة بـ10 متفرج، لكن المئات تجمعوا أمام الاستاد.
قبل يوم من موعد المباراة المرتقبة كان "علي" يستعد لبدء الفصل الثاني للعام الدراسي بالصف الثالث الإعدادي بمدرسته في شبرامنت بمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة. نبّهت عليه أمه أنها ستوقظه باكرا للذهاب للمدرسة. لكنه كان أعد العدة سلفا ليوم من البهجة.
الخال "أشرف"، وصديقه "عمر" كانا رتبا لثلاثتهم رحلة لاستاد دار الدفاع الجوي، لكن الأم رفضت فـ"علي" يعاني من حساسية صدرية، وضعف في الإبصار بإحدى عينيه. تدلل "علي"، واتصل بوالده فوافق، ووافقت الأم. ذهب "علي" وخاله وصديقه وحضروا المباراة.
كثير من اللغط أحاط بعملية توزيع التذاكر. أعلن النادي رسميا أنه سيوزع التذاكر بالمجان على الجماهير، لكن عضوا بنادي الزمالك قال إن رئيسه مرتضى منصور حجب تذاكر المباراة عن الجماهير ووزع 5 آلاف فقط على الأعضاء.
سمحت قوات الأمن فقط لحاملي التذاكر بالدخول، ونصبت قفصا حديديا على بوابة لدخول الجماهير في الاستاد حديث البناء لتنظيم عبور المشجعين. تزاحمت الجماهير داخل القفص الحديدي المحكم، محاولين الدخول، ورد الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع.
قتل 19 شخصا على الأقل من مشجعي النادي الأبيض في الأحداث. وأحال النائب العام 16 متهما إلى المحاكمة الجنائية، قال إنهم ينتمون لأولتراس الزمالك "وايت نايتس"، و"جماعة الإخوان".
أفزعت مشاهد التلفزيون للقتلى والمصابين الأم فاتصلت بولدها وشقيقها وطلبت منهما العودة سريعا. خرج "علي" وشقيقه "أشرف"، وصديق الأخير "عمر" عائدين إلى "شبرامنت" بمركز أبو النمرس بالجيزة.
أنزل الميكروباص ثلاثتهم في "المريوطية"، وهي محطة في شارع الهرم يستقل منها الركاب مواصلتهم إلى "شبرامنت". في المريوطية كاد سائق "توك توك" أن يصدم "علي" فتشاجرا وأوقفتهما الشرطة.
كان التلميذ يرتدي "فانلة" نادي الزمالك، وسأله الشرطي "أنت جاي منين؟" فأجاب أنه عائد من "ماتش الزمالك"، فاقتاده الشرطي إلى قسم الهرم، وصرف سائق الـ"توك توك" بعد التحقق من أوراقه.
"كل تهمة علي إنه كان لابس تي شيرت الكورة". تنهمر الدموع من عيون الأم وهي تقول "وحشني. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي رماه. ربنا يحرمه من عياله زي ما حرمني من ابني"، وتضيف مستنكرة "عيل عنده 15 سنة قتل 22 واحد".
قال تقرير أولي لمصلحة الطب الشرعي إن القتلى قضوا بسبب قنابل الغاز. ثم صدر بيان رسمي يؤكد أنهم سقطوا بسبب التدافع بعد الاشتباكات، وأن الطبيب مصدر التقرير الأولي أحيل للتحقيق.
منذ يوم القبض عليه في "مشاجرة التوك توك" صار "علي" تلميذ الإعدادية متهما في جريمة قتل ضحايا أحداث دار الدفاع الجوي. ينقل عنه أهله القول إنه تعرض للتعذيب للإدلاء بالاعترافات الواردة بمحاضر الشرطة والنيابة.
ذكر قرار النائب العام بإحالة المتهمين للمحاكمة أن جماعة الإخوان حرضت المتهمين وأمدتهم بالأموال والمواد المفرقعة؛ لافتعال أحداث العنف بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار الأمني في البلاد.
وأسندت النيابة للمتهمين اتهامات بارتكاب جرائم البلطجة المقترنة بجرائم القتل العمد، وتخريب المباني والمنشآت، ومقاومة السلطات وإحراز المواد المفرقعة.
قانونا لا يحاكم "علي" كحدث أمام محاكم الجنايات، فمحاكم الأحداث تختص بالنظر في قضايا من هم في مثل عمره. يقول شقيقه "عبدالرحمن" إن "علي طفل كل جريمته إنه بيحب الزمالك جدا جدا جدا".