نص كلمة محلب في قمة الكوميسا بأديس أبابا
قال رئيس الوزراء إبراهيم محلب "لقد انضمت مصر إلى اتفاقية السوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي (الكوميسا) في يونيو 1998، كما انضمت إلى منطقة التجارة الحرة للكوميسا منذ إنشائها في أكتوبر سنة 2000، وأدى ذلك إلى تحقيق الاستفادة المتبادلة والمصالح المشتركة لكل من مصر والدول الأخرى الشقيقة أعضاء التجمع.
ولفت، خلال كلمته اليوم الاثنين، في اجتماعات الدورة الثامنة عشرة لقمة الكوميسا، المقامة حاليا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى زيادة حجم التجارة البينية، فبلغت قيمة واردات مصر من دول الكوميسا 154 مليون دولار عام 1998، وزادت إلى 730 مليون دولار عام 2013، في حين زادت الصادرات المصرية بما فيها صادراتنا إلى كل من ليبيا والسودان من 46 مليون دولار عام 1998 إلى 2 مليار ونصف المليار عام 2013، وكذلك أصبحت مصر أكبر مستورد للشاي من كينيا، ومن أكبر الدول المستوردة للحوم من كل من السودان وإثيوبيا".
وأضاف "كما أصبح لمصر استثمارات متزايدة في عدد من الدول أعضاء الكوميسا، وعقدت مؤتمرا ناجحا لدعم وتنمية الاقتصاد المصري خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015 في مدينة شرم الشيخ، بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية، ودعت عددا من دول الكوميسا والدول الإفريقية للمشاركة في ذلك الحدث، بهدف الاستفادة من التواجد فيه تأكيدا للترابط بين اقتصاديات دولنا، حيث ضم كبار المستثمرين على المستويين الإقليمي والعالمي".
وذكر أيضا خلال الكلمة: "تقوم مصر حاليا بحفر قناة جديدة موازية لقناة السويس الحالية، بهدف تسهيل التجارة العالمية، وهي إضافة كبيرة لقارتنا، ولتجارتنا البينية مع دول العالم، وسيتم افتتاح هذه القناة الجديدة في شهر اغسطس القادم بإذن الله، وسيسعد أشقاؤكم في مصر وجودكم في الاحتفال بافتتاح هذه القناة الجديدة.
وأشار إلى "أن تجربتنا معا توضح أن الفائدة الأساسية من إقامة منطقة تجارية حرة هي توسيع نطاق السوق، وهو شرط أساسي ليتمكن منتجونا الصناعيون من التمتع بوفورات الإنتاج الكبير، وهو ما يؤدي إلى زيادة إنتاجيتهم وقدراتهم على المنافسة، وزيادة صادراتهم، بل والاحتفاظ بحصتهم في أسواقهم المحلية في مواجهة منافسة الواردات".
وأوضح "لكن التنمية الصناعية تتطلب أيضا الاهتمام بالتعليم، خاصة الفني منه، وبالتدريب المهني، لرفع كفاءة الأيدي العاملة، والاهتمام بمستوي المواصفات القياسية لتقترب، بل وتتطابق مع المواصفات القياسية في الدول المتقدمة، وترتفع جودة منتجاتنا، إن التنمية الصناعية تتطلب أيضا توفير البيئة الملائمة لجذب الاستثمارات والتكنولوجيات الحديثة، لانتاج السلع ذات المكون التكنولوجي المرتفع، ذات القيمة المضافة العالية".
وأضاف: "بالإضافة إلى كل ذلك فيتعين ألا ننسى أن بلادنا كلها تعاني من ارتفاع معدلات البطالة، لذلك يجب أن نهتم أيضا بالصناعات الصغيرة والمتوسطة كثيفة العمالة، التى تتيح فرص عمل أمام الشباب، ونعمل على خلق علاقات تشابكية بينها وبين الصناعات الكبيرة، لضمان نجاحها واستدامتها، وهو ما يؤدي إلى تعميق الصناعة".
وتابع "أن فوائد منطقة التجارة الحرة عديدة لذلك نتطلع إلى تحقيق مزيد من الاندماج لاقتصاديات دول تجمعنا، ونتطلع إلى اندماج التكتلات الثلاثة لشرق وجنوب إفريقيا، على أمل أن نرى في الأجل القريب اندماج القارة كلها في سوق واحدة في مواجهة تكتلات الشمال المتقدم".
وقال "نجتمع اليوم في ظل العديد من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، حيث تهدد تلك التحديات مساعينا من أجل الارتقاء بأهدافنا نحو تحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة لمنطقتنا، وفقا لما أرساه لنا وتطلع إليه الرعيل الأول والآباء المؤسسون من قادتنا وزعمائنا واضعي حجر الأساس للمعاهدة المنشئة لهذا التجمع المهم".
وذكر أيضا: "أن تقويض السلم والأمن في المنطقة من شأنه أن يقوض جهودنا الاقتصادية والتنموية، فبدون تحقيق السلم والأمن لن يتحقق الاستقرار الاقتصادي والرخاء والتنمية لشعوبنا، وكذلك بدون الاستقرار الاقتصادي والوفاء بمتطلبات شعوبنا التنموية لن يتحقق الاستقرار الأمني والسلم في منطقتنا.
وأشار إلى أنه في هذا الإطار، فقد اطلعت باهتمام على ما أسفرت عنه الاجتماعات التي تمت خلال الأيام الماضية على مختلف مستويات وفعاليات تجمعنا، وإني أتطلع لما ستسفر عنه نتائج هذه القمة من توصيات من شأنها أن تدعم جهودنا من أجل مواصلة خطواتنا التنموية".
وأضاف: "أتقدم بشكري لمشاعركم النبيلة والطيبة لما قدمتموه لنا خلال الاجتماعات الحالية من رسائل تضامن ومؤازرة، وتعازي لأسر المصريين من ضحايا العمليات الإرهابية".
وأضح أيضا أن تجمع الكوميسا شهد خلال السنوات القليلة الماضية تطورا مهما وحيويا في تطوير آلياته من أجل العمل على تطوير البنية التحتية للمنطقة، قائلا: "أنتهز هذه المناسبة لكي أشيد بالجهود التي قامت بها الكوميسا وبالتنسيق مع الـ NEPAD من أجل العمل على تنفيذ الطريق البري الذي يربط القاهرة بكيب تاون، والخط الملاحي النهري الذي سيربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، ويوفر منفذا إضافيا لعدد من الدول الحبيسة الأعضاء في الكوميسا".
وأضاف "لقد أعلنت مصر التزامها برعايتها لهذا المشروع وتضافر جهود الحكومة المصرية للقيام بالمتابعة الدقيقة والمباشرة، وأن تعمل على توفير أقصى ما يتوافر لديها من إمكانيات فنية ومادية لاستكمال دراسات ما قبل الجدوى الخاصة بالمشروع".
وأكمل "كما أنتهز هذه الفرصة لدعوتكم جميعا كأصدقاء وإخوة وأخوات أعزاء، وشركاء في تنمية قارتنا الحبيبة، إلى زيارة وطنكم الثاني مصر، للمشاركة في مؤتمر قمة التكتلات الثلاثة الاقتصادية الإفريقية الكبرى، التي تستضيفها بلادي بمدينة شرم الشيخ في 10 يونيو 2015، ويسبقها الاجتماعات التحضيرية المتعلقة بذلك، لإعلان اندماج التكتلات الاقتصادية الثلاثة، لتكون خطوة مهمة نحو إنشاء منطقة التجارة الإفريقية الحرة المأمول لها تحقيق معاهدة أبوجا وإعلان أروشا".
واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا: "إن قارتنا الإفريقية تمتلك الطاقات والقدرات والثروات، كما تمتلك الإرادة السياسية كي تنطلق نحو صنع المستقبل الأفضل الذي تستحقه شعوبنا وأجيالنا القادمة، وهو ما سنعمل معا على تحقيقه فى القريب العاجل".
من ناحية أخرى، أشاد سينديسو نجوينا سكرتير عام الكوميسا خلال كلمته أمام القمة بجمع المصريين ما يقرب من 9 مليارات دولار في 9 أيام لتنفيذ أحد المشروعات القومية الكبرى، وهو مشروع قناة السويس الجديدة، وهو ما يؤكد عزم المصريين على تحقيق التقدم الاقتصادي والازدهار لدولتهم.
ومن جانبها، أشادت "دلاميني زوما" رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي بجهود مصر في العمل على وضع اسس انشاء منطقة التجارة الحرة الإفريقية خلال قمة شرم الشيخ يونيو المقبل، كما أثنت على مقترح تنفيذ طريق بري للربط بين القاهرة كيب تاون.