"عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية، ضد قوات الحوثيين فى اليمن، أثارت ارتباكا شديدا داخل جماعة الإخوان في مصر، انعكست على تناول وسائل الإعلام التابعة للجماعة للأحداث، إضافة إلى موقف الجماعة الرسمي، الذي صدر متأخرا لتأييد العملية، كما أعلن عدد من فروع الجماعة في عدد من الدول العربية تأييدهم للمعركة ضد الحوثيين.

جماعة الإخوان "السنية"، التى لطالما اشتهرت بمعارضتها للسياسات الخليجية والمصرية، خصوصا إبان تظاهرت 30 يونيو التى اندلعت في مصر، وتسببت في الإطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي، المحسوب على الجماعة، غيرت موقفها تماما بعد بدء عملية "عاصفة الحزم"، حيث بادرت فروع الجماعة بتأييد العملية، وبحسب خبراء، فإن ذلك يأتي لرغبة الجماعة في وقف التمدد الإيراني بالمنطقة العربية، وقطع دعم طهران للميليشيات الشيعية في اليمن متمثلة في جماعة الحوثي.

الإخوان مع "العاصفة"
خندق واحد بات يجمع جماعة الإخوان، مع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأنظمة الأردن والسعودية ومنظومة الخليج ضد النفوذ الإيراني في الحضن الخليجي.

الجماعة في مصر، أيدت "عاصفة الحزم" بعد صمت دام أكثر من يوم على انطلاقها، وطالبت اليمن باللجوء إلى الحوار على أساس المبادرة الخليجية، واصفة ما حدث في اليمن بأنه انقلاب حوثي على شرعية الرئيس المنتخب هادي منصور.

فروع الجماعة في عدد كبير من الدول العربية أعلنت تأييدها بشكل كامل لتدخل قوات التحالف العربي في اليمن، حيث أدانت الجماعة بالأردن، في بيان لها، استباحة الحوثيين للأموال والدماء، ومصادرة الأسلحة، معلنة انحيازها إلى شعوب أمتها وخياراتها الشرعية وحريتها، ووقوفها مع كل جهد مادى أو معنوى يُحافظ على حقوق هذه الشعوب.

وأعلن إخوان اليمن تأييدهم لتحرك الدول العربية ضد الحوثيين، وقدم حميد الأحمر القيادي بحزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لإخوان اليمن، الشكر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتحالف الدولي بقيادة المملكة العربية السعودية على مساندتهم للشعب اليمني، كما دعا، في بيان للحزب، المحافظين وقادة المناطق والألوية العسكرية بمختلف المحافظات إلى التعجيل بإعلان الولاء للشرعية والانحياز لخيار الشعب اليمنى. 

وفي تونس، قال الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإسلامية، إن الحركة تدعم موقف الدولة التونسية تجاه تفاعلات وتطورات الوضع في اليمن بعد الانقلاب الحوثي.

وأكد الغنوشي، في تصريح لـ موقع "العربية"، نُشر اليوم السبت، على تفهم حركة النهضة الإسلامية للأسباب التي أدت إلى" عاصفة الحزم"، والتي جاءت ردا على الانقلاب الحوثى ضد الشرعية في اليمن.

القرضاوي يبارك العاصفة
في السياق ذاته، أعلن الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، المنتمي فكريا إلى جماعة الإخوان، والذى يرأسه الدكتور يوسف القرضاوى، تأييده للضربة العربية، وقال على قرة داغى الأمين العام للاتحاد فى بيان له إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، معلنا تأييده لمعركة عاصفة الحزم.

تأييد "حماس"
أما حركة حماس، فأعلنت اليوم السبت، تأييدها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، باعتباره ممثل الشرعية السياسية في اليمن.

وقال مصدر مسؤول بحماس، في تصريحات نشرت على موقع الحركة الرسمي، "نقف مع الشرعية السياسية في اليمن، وخيار الشعب اليمني الذي اختاره وتوافق عليه ديمقراطيا".

وأوضح المسؤول أن الحركة تقف مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره، والحوار والتوافق الوطني بين أبنائه، كما أكد على وقوف حماس مع أمن واستقرار المنطقة العربية دولا وشعوبا، وأنها ترفض كل ما يمس أمنها واستقرارها.