التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 03:58 م , بتوقيت القاهرة

من التاريخ.. مصر أول من استضافت القمة العربية وأول من دعت للطارئة

ينتظر العالم العربي بالتزامن مع انعقاد القمة العربية الـ26 بشرم الشيخ، عددا من القرارات المصيرية، لا سيما في ظل وضع غير مستقر في الكثير من بلاد الأعضاء، ويعرض "دوت مصر" خلال السطور المقبلة من تاريخ القمم العربية، القمة العربية العادية الأولى، والقمة العربية الطارئة الأولى، واللتان انعقدتا في القاهرة، وكان الرئيس المصري الأسبق، الراحل جمال عبدالناصر، وفلسطين كلمتي السر فيهما.
 
مؤتمر القمة العربية الأول في القاهرة
انعقد هذا المؤتمر في القاهرة من 13 حتى 16 يناير 1964، بناء على طلب الرئيس جمال عبدالناصر، الذي ترأس المؤتمر، وحضره جميع الدول الأعضاء، لبحث التهديدات الإسرائيلية بتحويل مجرى مياه نهر الأردن، وبالأخص "بحيرة طبرية" إليها، ونالت القضية الفلسطينية الاهتمام الأبرز فيه، وحضره عنها أحمد الشقيري أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية.



 بيان المؤتمر
"إن مؤتمر ملوك ورؤساء دول جامعة الدول العربية، قياما بواجب الدفاع المشترك، وإيمانا بحق الشعب العربي الفلسطيني المقدس في تقرير مصيره، والتحرر من الاستعمار الصهيوني لوطنه، قد اتخذ القرارات العملية اللازمة لاتقاء الخطر الصهيوني، سواء في الميدان الدفاعي أو الفني، أو فى ميدان تنظيم الشعب الفلسطيني وتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه وتقرير مصيره".


أهم القرارات


1- تنفيذ المشروعات العربية بشأن استغلال مياه نهر الأردن وروافده لصالح الأقطار العربية، تحت إشراف هيئة تتمتع بالشخصية الاعتبارية، واعتماد مبلغ 625 مليون جنيه إسترليني لهذا الغرض، وتهدف هذه المشروعات أساسا إلى تحويل الروافد الأساسية للنهر للحد من صبه في بحيرة طبرية.


2- إنشاء قيادة عربية موحدة، لحماية المشروعات العربية، نظرا لأن تنفيذ المشروعات يستغرق حوالي ثلاث سنوات، ولأنه لم يكن متوقعا أن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي أمام العمل العربي خلال هذه المدة.


3- إنشاء كيان فلسطيني يجمع إرادة شعب فلسطين ويقيم هيئة تطالب بحقوقه.


4- إنشاء لجنة خاصة تشكل من مبعوثين شخصيين للملوك والرؤساء العرب ينضم إليهم ممثل فلسطين لدى الجامعة، وتجتمع برئاسة الأمين العام لمتابعة تنفيذ قرارات المؤتمر.


5- تنشيط الجهود الإعلامية لمشروع قضية فلسطين، وقيام وزراء خارجية الدول العربية بزيارة مختلف العواصم لكسب التأييد الأدبي للقضية.


6- تتعهد الدول العربية بأن ترتب علاقاتها السياسية والاقتصادية بغيرها من الدول على أساس موقف هذه الدول من الحقوق العادلة لشعب فلسطين.


وأعلن المؤتمر عن أمله في أن تؤيد الدول الإفريقية والآسيوية والدول الحرة المؤمنة بالسلام القائم على العدل موقف العرب في نضالهم العادل.


مؤتمر القمة الاستثنائي الأول في القاهرة


انعقد هذا المؤتمر بصورة عاجلة في القاهرة من 22 حتى 25 سبتمبر من العام 1970، وبتوصية من عبد الناصر، لبحث الوضع المتفجر في الأردن بين قوات المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني.


وانعقد المؤتمر إثر تفاقم الأحداث الدامية التي تعرضت لها الثورة الفلسطينية في الأردن، ورفضت اللجنة المركزية لحركة المقاومة الفلسطينية حضور المؤتمر، لرفضها الأسلوب الذي عالج به القادة العرب الوضع في الأردن، كما قاطعته العراق واليمن. 


وقد وجه ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية رسالة إلى الملوك والرؤساء قال فيها: "عمان تحترق لليوم السادس، الآلاف من شعبنا تحت الأنقاض، عشرات الألوف من البيوت تهدمت، مئات الآلاف من شعبنا في الشوارع والجوامع، جثث قتلانا في الساحات، الجوع والعطش يقتل الباقي"



ودعا عرفات، الملوك والرؤساء للانتقال إلى الأردن للإطلاع على الحالة فيها، وبعث الرئيس جمال عبدالناصر إلى الملك حسين ملك الأردن رسالة قال فيها: "إن ثمة إصرار من جانب السلطة الأردنية على مواصلة إطلاق النار، وهناك مخطط لتصفية القضية الفلسطينية رغم كل إدعاء بغير ذلك".


وعلى أثر ذلك أرسل المؤتمر لجنة لتقصي الحقائق في الأردن برئاسة الرئيس السوداني جعفر النميري، ونتيجة مساعي هذه اللجنة تم إخراج ياسر عرفات من عمان إلى القاهرة، إذ تمت مصالحة مؤقتة بينه وبين الملك حسين، ثم اتخذ المؤتمر قرارا يقضي بأن يتوجه الباهي الأدغم رئيس وزراء تونس في ذلك الحين إلى عمان على رأس لجنة عليا للإشراف على تنفيذ الاتفاق "الأردني ـ الفلسطيني"، أو ما عرف "باتفاق عمان".