التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 05:59 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| القمة العربية.. تعددت الأسباب والغياب واحد

يغيب قادة عرب ويحضر آخرون، هذا الأمر بات تقليديا في أي قمة عربية تعقد، وبات من المتعارف عليه أن غياب الرؤساء مرتبط بخلافات سياسية أو تضارب المواقف حول الأزمات في المنطقة.


ظهرت في الفترة الأخيرة صياغة "التحفظ التقليدي" حول مسائل المنطقة، وارتبطت هذه الصياغة بسلطنة عمان والجزائر، إذ لم تكن عاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية مع عدد من الدول العربية ضد الحوثيين في اليمن المسألة الأولى التي تحفظت عليها الدولتان، بل كانت هناك الضربات الجوية المصرية لمدينة درنة، وقضايا أخرى في إيران وليبيا وسوريا.



حضور وغياب
اليوم، يمكن القول إن غياب بعض الزعماء العرب عن القمة العربية مرتبط بتشابك المواقف والخلاف حول الأزمات الساخنة في ليبيا واليمن وسوريا والعراق.


وبحضور زعماء 14 دولة عربية (بالسعودية والبحرين وقطر والعراق والصومال وموريتانيا ومصر والأردن واليمن والسودان وتونس وجيبوتي وفلسطين والكويت)، سجلت القمة غياب زعماء 7 دول عربية لأسباب تتفاوت بين السياسية والصحية.


دولة الإمارات العربية المتحدة، تغيب رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن الحضور لأسباب صحية.



سلطان عُمان، قابوس بن سعيد، الذي يبلغ من العمر 73 عاما، تغيب عن القمة العربية وأرسل مبعوثه الخاص أسعد بن طارق آل سعيد، ولم تذكر أسباب عدم حضوره، إلا أنه يمكن تسليط الضوء على قضيتين أساسيتين في هذه المسألة، الأولى الوضع الصحي للسلطان قابوس، إذا إنه عاد إلى بلاده الاثنين الفائت، قادما من ألمانيا بعد رحلة علاج استغرقت 8 أشهر.
القضية الثانية في الغياب العماني عن القمة، قد يكون مرتبطا بموقف مسقط تجاه عملية عاصفة الحزم ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، والتي أثارت جدلا واسعا، لكن هذا الغياب العماني جاء ربما بسبب السياسة التي تنتهجها اليمن نحو دول الجوار ومجلس التعاون الخليجي، رغم أنها ضمن هذه المنظومة إلا أنها لم تكن في منسجمة مع الأزمة السياسية الحاصلة لدول المجلس مع قطر عندما تم سحب السفراء، وفي الوقت نفسه، حافظت عمان على علاقاتها الوثيقة مع طهران.



وقد يكون الموقف العماني تجاه اليمن وفق تصوارت متعددة، أولها أنها لا ترغب في فتح جبهة حرب مع دولة جارة لها جغرافيا، نظرا للعلاقات القبلية والمصالح المشتركة بين الدولتين.


تراشق إعلامي
بالنسبة للمملكة المغربية، سجلت القمة العربية في شرم الشيخ غياب الملك محمد السادس، وحضور رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران.


ومرت العلاقات المصرية المغربية بتوتر نهاية العام 2014، بدأ بتقارير إعلامية في مصر خلال تعرضت بشكل مسيء للمغرب، أبرزها تصريحات الإعلامية أماني الخياط، والتي أثارت رد فعل غاضب عند المغاربة، قابله في تلك الفترة تقارير إخبارية على القنوات التليفزيونية الرسمية المغربية تصف بأن ما حدث في مصر في الثلاثين من يونيو 2013 (انقلاب) في وقت زار الملك محمد السادس تركيا، المناهضة للنظام المصري.



أمين عام الحزب الاشتراكي المغربي، بديعة راضي، استبعدت خلال حديثها لـ"دوت مصر" وجود أي خلاف بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية، وأشارت إلى أن الملك كلف رئيس الحكومة بحضور القمة وأن الملك في عادته لا يحضر القمم العربية.


الجزائر وسوريا


جزائريا، غاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة  الذي يعاني من أزمة صحية، عن القمة العربية ليحضر رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح.


هذا الغياب قد يكون مرتبطا التحفظ الجزائري الدائم في الجامعة العربية حول القضايا الدائرة في العالم العربي، كالأزمة في سوريا، وعملية حزم العاصفة في اليمن، والضربة الجوية المصرية في ليبيا.


وأيضا ربما يرتبط بالعامل الصحي للرئيس بوتفليقة الذي أصابته جلطة دماغية العام الفائب، إضافة إلى إصابته بنزيف معوي حاد في العام 2005 استدعته للبقاء في فرنسا من أجل العلاج.



أما بالنسبة للجمهورية العربية السورية، فإن غيابها عن القمة يعود لتعليق عضويتها بعد اندلاع أزمتها قبل 4 سنوات.


ورفضت الجامعة العربية دعوة أيا من حكومة بشار الأسد أو حتى الحكومة السورية المؤقتة المعارضة أو الائتلاف المعارض، وبقي المقعد السوري في القمة شاغرا.



فراغ رئاسي
في لبنان، أدى الفراغ الرئاسي القائم منذ شهر مايو/أيار عام 2014، إلى غياب تمثيل الرئيس اللبناني عن القمة العربية، ليحضر رئيس الوزراء، تمام سلام.


وكان الرئيس ميشال سليمان قد غادر قصر بعبدا في بيروت في 14 من شهر مايو من العام الفائت بعد انتهاء ولايته الرئاسية، بدون التوصل لانتخاب رئيس جديد للبلاد بسبب غياب التوافقات السياسية حول ذلك.



أما التمثيل الليبي في القمة اقتصر على حضور رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، بسبب الانقسام الليبي، والحرب الدائرة بين حكومة بنغازي المعترف بها دوليا بقيادة عبد الله الثني، وحكومة عمر الحاسي في العاصمة طرابلس.