التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 11:38 م , بتوقيت القاهرة

"عاصفة الحزم".. وحدت العرب وفرقت رجال الدين

في مشهد لم يتكرر منذ عدة سنوات، تحركت جيوش 10 دول عربية من أجل إعادة السيطرة على الأوضاع داخل اليمن، وإنهاء سيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور فيها، وصدرت البيانات من المؤسسات الرسمية في عديد من الدول العربية والإسلامية بتأييد عملية "عاصفة الحزم". ولكن هذا التضامن والاتفاق لم يكن ظاهرا في تصريحات رجال الدين، حيث رأى البعض أن هذه العملية لا تجوز شرعا، ووصفها آخرون بالعدوان، والبعض الأخر اعتبرها ضرورة لحماية العرب والإسلام، وحتى من دعموها ووافقوا عليها اختلفت تبريراتهم.


الأزهر: مسؤولية تاريخية


وأصدر الأزهر الشريف بيانا اليوم السبت، أكد فيه متابعته خلال الفترة الماضية للتدهور الذي آلت إليه الأوضاع في اليمن، وما شهده من انتشار لأعمال العنف والإرهاب وظهور بذور الطائفية، عقب انقضاض الجماعات الحوثية على المؤسسات الشرعية باليمن.


وأعلن الأزهر تأييده لاستجابة الدول الداعمة للقيادة الشرعية في اليمن لطلبها وتدخلها بهدف الدفاع عن أمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، وذلك في إطار مسؤولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي.



كريمة: لا تجوز


ومن داخل مؤسسة الأزهر نفسها، خرج أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، فأكد أن الأصل في الإسلام إذا حدث صراع بين فئتين الإصلاح بينهما، وبخصوص التدخل العسكري ومقاتلة الفئة التي تبغي، مرهون بوجود جيش إسلامي واحد، وطالما لا يوجد هذا الجيش فيمنع شرعا تدخل الدول العربية أو الإسلامية  العسكري.


وقال كريمة، في تصريح لـ"دوت مصر" الخميس الماضي، إنه لا يتحدث عن الأطر السياسية، فهو لا شأن له بها ولا يتخطى حدود تخصصه في الشريعة، مؤكدا أنه شرعا يمنع التدخل العسكري، سواء في اليمن أو العراق أو سوريا أو ليبيا.



الصوفية: دعم للشرعية


أما "المجلس الأعلى للطرق الصوفية"، فأعلن اليوم السبت، عن دعمه الكامل للقيادة المصرية في عملية "عاصفة الحزم"، لدعم الشرعية اليمنية، والمتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، ورفضا لما اعتبره "الانقلاب الحوثي" وتهديده لأمن واستقرار المنطقة.


من جانبه، شدد رئيس "المجلس الأعلى للطرق الصوفية"، عبدالهادي القصبي، على دعمه لتوجه الدول العربية وعلى رأسها مصر، لمكافحة الإرهاب والخطر المحدق بالمنطقة الإسلامية، موضحا أن أشد ما يواجه المنطقة من أخطار هذه الأيام هي الحركات والتنظيمات الساعية إلى التقسيم لصالح الغرب.



السلفية: مع محاربة الشيعة


يؤكد نائب رئيس الدعوة السلفية، الدكتور ياسر برهامي، دعمه للائتلاف العربي لمواجهة الحوثيين في اليمن، مشيرا إلى أن الشيعة والحوثيين خطر عظيم على المنطقة العربية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة.


وقال برهامي، في بيان الخميس الماضي، إن الشيعة يسعون إلى تكوين إمبراطورية إيرانية شيعية، مشيرا إلى أن ولاءهم لمذهبهم أكثر بكثير من ولائهم لأوطانهم، مشيرا إلى أن الحوثيين خطر عظيم يهدد الأمن القومي المصري ولابد من وقفة راسخة لمنع تسلطهم على اليمن.



الشيعة: أوقفوا الحرب


وفي المقابل، طالب ائتلاف شباب الشيعة المصريين، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بوقف عملية "عاصفة الحزم"، زاعما أن هذه العملية تساعد نظاما على قتل شعبه، معتبرا أن النظام الذي يطلب تدخل قوات خارجية في بلاده "خاين وعميل". 


وأضاف منسق عام الائتلاف، حيدر قنديل، لـ"دوت مصر" الخميس الماضي، أن نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي يشبه نظام الإخوان في مصر، واستعان بقوات خارجية مثلما حاولت الجماعة الاستعانة بأمريكا للتدخل وضرب مصر، مشددا على أن السلاح المصري لابد وأن يكون موجها لإسرائيل وأمريكا وللغرب كله، ولا يوجه لأي دولة عربية أو إسلامية مهما كانت الأوضاع بها.