التوقيت السبت، 16 نوفمبر 2024
التوقيت 07:03 ص , بتوقيت القاهرة

في ذكراها الأولى.. أسرة "ميادة" تطالب "السيسي" بـ"حقها"

28 مارس.. تاريخ لن تنساه أسره الشهيدة ميادة أشرف، التي تقيم في مركز اسطنها بالباجور، بالمنوفية. ففي هذا اليوم خرجت ابنتهم إلى عملها، على أمل أن تصبح صحفية مشهورة، ولكنها عادت في كفن أبيض، محمولة على الأكتاف إلى مثواها الأخير بمقابر العائلة.


عام كامل مر على الحادثة، لم تتحرك الحكومة خلالها لتعيد حق ميادة إلى أهلها.



تجلس الأم على أحد المقاعد، وفي مقابلها نجلها محمد وزوجها أشرف، ترتدى السواد، عيناها زائغتين في الحائط حيث لا شئ، والأب المكلوم يضع رأسه بين يديه محاولا التماسك أمام زوجته وابنه،  الذي حاول التخفيف عن أبويه، بكل الطرق، وهو يعتصر قلبه على فراق شقيقته.



"دوت مصر " التقت بوالدي الشهيدة وشقيقها في منزلهم، حيث ذكريات نجلتهم الشهيدة، فيقول والد الشهيد "الحياة أصبحت سوداء منذ أن رحلت ميادة عنها، كنت من أشد الرافضين لعملها في مهنة الصحافة، ولكن والدتها أقنعتني بأن أتركها تبحث عن مستقبلها حتى تصبح مشهورة، إلا أنها ذهبت لتبحث عن عملها فعادت في كفن أبيض، وتركتنا في غم".



وأضاف والد ميادة "بنت كانت بتحب كل الناس، وعمرها ما فكرت إنها تؤذى أي شخص، وعمر ميادة ما كان لها أي انتماء سياسي، ميادة كانت صحفية وكان نفسها تبقى مذيعة كبيرة ومعروفة، وتكون ليها علامة مميزة وتتمتع بها، مش تتعرف بعد ما تموت".



وأضاف أن نجلته أول ضحايا قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي للترشح في الانتخابات الرئاسية، وكانت تعلم أنها ستموت، مضيفا أنه علم من زملائها بعد وفاتها، وهي واقعة صعبة للغاية، حيث امتنعت 3 فتيات عن نزول المسيرات لتغطيتها، وعندما علم  رئيس تحرير جريدة الدستور عصام نبوى وبخهم، فقالوا له إنهم يخافون على حياتهم فقال لهم "روحوا موتوا وأنا اجيب عشرين غيركم".



وتقول والدة الشهيدة إنها لا تستطيع نسيان ابنتها، وكانت تتمنى أن تجعلها تتزوج وتشاهدها فى منزل زوجها، إلا أن إرادة الله فوق كل شئ، مضيفة "المسئولين باعوا دم بنتى ونسيوا أهلها، حتى ضياء رشوان الذي وعدنا بأن يساعد ابننا على دخول الكلية الحربية، ولكنه أخلف وعده ونسينا".



وتضيف الأم "كل الجرايد بتخلي الصحفيين الصغيرين ينزلوا الشارع وبتعرض حياتهم للخطر لأنهم ليسوا لهم دية، رغم إنها مش بتوفر لهم أي حماية وبتخليهم يتمرمطوا"، مضيفة أن ميادة قبل وفاتها باسبوع ونصف تقريبا اشترت هدية لها وقالت إنها لن تكون موجودة يوم 21 مارس، الذي وافق يوم جمعة العام الماضي، وفي عيد الأم اتصلت بها أكثر من 10 مرات لتهنئتها، لدرجة أنها طالبتها بالتركيز في عملها، فكان رد ميادة "مش هقولهالك تاني خالص". 


وتابعت والدة الشهيدة "كل يوم أعيط، وفي كل وقت، لأني مش هشوف بنتي تاني، من يوم ما ماتت وأنا بقول حق بنتي مش هيرجع، اشمعنى شيماء الصباغ في شهر ونص السيسي جابلها حقها، لكن الصحفيين محدش بيجيبلهم حقهم، حتى ضياء رشوان وعدنا وقال أنا صعيدي ودم بنتكم في رقبتي، لكنة خلف وعده"، مضيفة "ضياء رشوان سقط في الانتخابات لأنه مجابش حق اللي ماتوا وبقى مكروه"، مطالبة يحى قلاش نقيب الصحفيين الجديد بحق ابنتها.


وقال محمد أشرف، شقيق الشهيدة ميادة إن المنزل تحول إلى مقبرة بعد رحيل أخته، لأنها كانت البسمة الوحيدة في الحياة داخل الأسرة.