بعد "عاصفة الحزم".. سياسيون: مصر وقطر على باب المصالحة
لأول مرة تتفق مصر وقطر بعد خلافات دامت منذ ثورة 30 يونيو بسبب الإخوان والاتجاهات السياسية المعادية للرئيس السيسي والتي تبثها قناة الجزيرة، حيث جاءت قطر ضمن التحالف الخليجي الذي يضم أيضا الإمارات والكويت والأردن، وتقوده المملكة العربية السعودية، ضد معاقل الحوثيين في اليمن، تمثل في عملية عاصفة الحزم، وهو ما دعمته مصر، لتجتمع قطر ومصر في "مركب واحد".
في هذا الإطار تساءل "دوت مصر" هل هذا الموقف الموحد سيفتح باب المصالح بين البلدين من جديد؟
الواقع السياسي والعامل الزمني يفتح باب التغيير
قال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أيمن عبدالوهاب، إن السياسة دائما تقوم على فكرة المصالحة، ويكون هناك متغيرات يفرضها الواقع.
وأضاف عبدالوهاب أن التقارب المصري القطري، هو في النهاية، تقارب يمس قضية الأمن القومي العربي بشكل مباشر، وقضية اليمن كاشفة للمصالح المصرية والقطرية والعربية بشكل عام، والأمر هنا يتجاوز قضية باب المندب بالنسبة لمصر، إلى قضية أكبر ترتبط بإعادة رسم منطقة الشرق الأوسط وتوازنات القوى داخلها، وبالتالي فإن التحرك المصري، يأتي في هذا الإطار للتأكيد على أن مصر دولة قوية لا تكتفي بقضاياها الداخلية فقط.
وأشار الخبير السياسي إلى أن موقف تركيا غير داعم حتى هذه اللحظة، من وجهة نظره، وموقفها متذبذب يقع في المساحة الوسط، وتراقب المشهد أكثر مما هي تشارك فيه، مؤكدا أن الخلافات بين أي طرفين تأخذ وقتها الزمني وتنتهي، بمعنى إذا حدث توافق مصري قطري حول القضية اليمنية، ولم ينعكس هذا التطور على المصالح المصرية الأشمل، فإن المصالحة لن تكون قائمة، لكن الوضع الحالي يخلق حالة إيجابية يمكن البناء عليها في مرحلة لاحقة.
الموقف الموحد يفتح باب المصالحة
وأضاف أستاذ التفاوض الدولي بجامعة الأزهر، حسن وجيه، أن فكرة المصالحة تحمل معاني كثيرة، ومن الأفضل الحديث عن تسوية الملفات المصرية القطرية، لافتا إلى أن من مصلحة مصر تسوية الملفات، وتخفيض الصراع في المنطقة العربية مع كل الأطراف، مشيرا إلى أن الضربة العسكرية في اليمن بمثابة إنذار للحويثين بأن الدنيا "ليست طايحة".
وتابع بقوله: "في النهاية الشعب القطري شقيق لمصر، وأي شيء يمكن أن يحدث لتقليل حجم الصراع، فهذا أمر إيجابي، يجب أن نشجع عليه وندعمه، ويجب استغلال كل فرص لإدارة الأزمات، مشيرا إلى أن توحد الموقف المصري القطري تجاه القضية اليمنية يصب في المصالحة وتسوية الخلافلات.
لماذا اتفقت مصر وقطر وتركيا على موقف واحد
وأضاف وجيه أن منطقة باب المندب تُعد كـ"تجارة عالمية"، فهي مصلحة مصرية في المقام الأول، ونظرا لتحريك إيران للأمور في اليمن في اتجاه آخر، فبالتأكيد سيكون هناك تحالفا أقرب مع تركيا عن إيران، بسبب المد الشيعي الذي تحاول أن تفرضه الأخيرة.
وأكد أستاذ التفاوض الدولي أن المصلحة هي من جمعت مصر وقطر وتركيا في موقف واحد، والظروف والمتغيرات السياسية تفرض على التحالف الأقرب تجاوز خلافاتهم من أجل قضايا أخرى أكبر.
مؤتمر القمة العربية والموقف الموحد
وقال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار غباشي، إنه لا توجد رغبة خليجية أو مصرية أو عربية في خروج قطر بعيدا عن المنظومة العربية، فقطر دولة لها دور كبير في المنطقة، كما أن لها دورا كبيرا فيما يحدث الآن في اليمن، فهي تشارك بـ15 طائرة في الضربات الجوية، وهي من تحالف الخمس دول العربية لمحاربة ما يسمى بالإرهاب.
وأشار غباشي إلى أن الخلاف بين مصر وقطر في الأمور المرتبطة بقناة الجزيرة وجماعة الإخوان وبعض القناعات المعينة، لكن تلك الاختلافات لا تؤثر على الأمن القومي المصري، بالدرجة التي تروج لها بعض وسائل الإعلام، ولو كانت قطر تؤثر على الأمن القومي المصري أو العربي، لم تكن السعودية تختارها لأن تكون إحدى قوى التحالف لمحاربة الإرهاب.
ولفت إلى أن الأمير تميم بن حمد هو أحد الحاضرين في مؤتمر القمة، ومجيئه لمصر في ظل وجود الملك سلمان، ربما بشكل أو بآخر، تكون إشارة من حركات الاتصال للمصالحة بين مصر وقطر، بجانب توحد الموقف المصري القطري تجاه اليمن.
وأكد الخبير السياسي أن قطر دولة مهمة في منظومة التعاون الخليجي، وهي من كانت ستستضيف المحادثات اليمنية، موضحا أن الخلاف السياسي بين بعض الأطراف في بعض القضايا لا يجعلنا نقف في موقف المواجهة، بل أن الواقع السياسي يسمح بالتوحد في مواقف أخرى.