التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:12 ص , بتوقيت القاهرة

خاص| خبراء: السعودية تأخرت كثيرا عن حل أزمة اليمن

كثير من الأحداث المتلاحقة وسط تحليلات وتكهنات حول الأزمة اليمنية، حيث تصاعدها في الآونة الأخيرة، مما دفع وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، إلى تحذير الحوثيين والفرقاء في اليمن من إحتمالية التدخل العسكري، لحماية أمن السعودية ودول المنطقة.


إضافة إلى أنباء صدرت أمس الثلاثاء، عن مسؤولون أمريكيون تدور حول تحرُك مُعدات عسكرية ثقيلة من الجانب السعودي بالقرب من حدودها مع اليمن


واليوم الإربعاء لازالت الأنباء مُتضاربة حول خروج الرئيس اليمني الشرعي، عبدربه هادي منصور، من عدن، وخارج اليمن. إلى جانب تصريحات وزير الخارجية اليمني، الدكتور رياض ياسين عبد الله، لقناة "العربية" بأن دول الخليج ومصر وافقوا على فكرة التدخل العسكري باليمن.


انها كثير من الأحداث المُتسارعة، التي دفعت "دوت مصر" إلى استطلاع الآراء ومُحاولة الوقوف على رؤية واقعية أو على أقل تقدير التقرُب مما هو مُتوقع على الساحة السياسية بما يخُص أزمة اليمن، وما يُهدد أمن الخليج ومصر.


وعلق أ.د.فؤاد الصلاحي أستاذ علم الإجتماع السياسي -جامعة صنعاء لـ "دوت مصر"، قائلا: "اليمن أصبح تعيسا"، موضحا أن أغلب الأحزاب اليمنية، تُعد انتهازية تبحث فقط عن مصالحها الخاصة، في حين أن الشعب اليمني تُرك وحيدا.


ويرى "الصلاحي" أن انتهاء أمر الرئيس "هادي" أصبح وشيكا، فطبقا لتقديره فإن عدن في يد الحوثيين بالفعل، لأنها تُمثل مركز حضاري مدني ليس به أى قوات تُمكنها من الصمود. مُشيرا إلى أن الفرقاء السياسيين في اليمن يتبعوا دول إقليمية مُتعددة، والمشروع الوطني لديهم غائب. 


مؤكدا على رؤيته بأن هناك حل يُمكن أن يُقدمه مجلس الأمن، في حال اصداره لقرار طبقا للبند الـ 7، ليس بالحرب، ولكن بفرض عقوبات على من يُثير عدم الإستقرار في اليمن، لتتحول القوة الساسية إلى حوار سريع لمدة شهر واحد لإنقاذ اليمن، وتشكيل مجلس رئاسي جديد، وحكومة جديدة.


وعن موقف السعودية، فيرى "الصلاحي" أنه تأخر كثيرا، لأنه كان في امكانها أن تمد الرئيس اليمني الحالي، منذ شهر أو شهرين بالمُعدات العسكرية التي تُمكنه من التصدي للحوثيين. أما بالنسبة لإحتمالية تدخُل قوات درع الجزيرة، فهو أمر استبعده تماما، موضحا أن هناك حساسية مُفرطة بين اليمن والسعودية، فالأخيرة غير مُرحب بها من قِبَل الشعب اليمني، قائلا: "السعودية تتعامل مع رموز حزبية ليس لديها خدمات للشعب اليمني".


وعن دور الولايات المتحدة الأمريكية، فوصفه "الصلاحي" بالإنتهازي، مُشيرا إلى تخليهم عن اليمن، وأن أغلب التحاور بينهم، وبين إيران  فهو من أجل سوريا، أو اسرائيل حيث المشروع النووي الإيراني.


وأخيرا طالب "الصلاحي" بوجود دور إيجابي من ناحية قطر، إما بالمنافسة في السعودية، أو بدعمها لتجديد مبادرات سابقة، وقال: "تستطيع قطر التمويل الإقتصادي لإنقاذ الحكومة اليمنية من أزمتها، وأن تكون محطة من المحطات الجيدة". مُضيفا إلى أهمية وجود موقف خليجي لفرض الإستقرار ومنع الصراع داخل اليمن لإجبار الفُرقاء للتحاور والوصول إلى رؤية جديدة في إطار رئيس جديد وحكومة جديدة.


وأكد الباحث والكاتب السياسي السعودي، محمد العُمر لـ "دوت مصر"، على أن الممكلة العربية السعودية ودول الخليج لن يبقيا صامتين أو متفرجين إلى أن تُسلَم اليمن إلى إيران على طبق من ذهب -على حد وصفه-.


موضحا أن تصريح وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، كان تلميحا بطريقة غير مباشرة على أن السعودية والخليج لن يصمُتا، لأنه أن  لم يصل الفرقاء اليمنيين إلى حل سلمي، فسيكون التحرك عسكري جوي محدود للرد على الحوثيين وتوغلهم في المناطق الجنوبية وعدن.


كم ألمح "العُمر" إلى أن وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أمر بإنشاء قاعدة بحرية في منطقة جازان، الواقعة جنوب المملكة، والتي تُعد المنطقة المُلاصقة للحدود اليمنية، مما يُعطي انتباها بأن السعودية في مرحلة دفاع عن أراضيها. أما عن إحتمالية تدخل قوات درع الجزيرة، فهو يرى أنه آخر الحلول المطروحة، على الأقل في الوقت الحالي.


وأوضح "العُمر" أن التحركات السعودية التي رُصدت أمس تجاه الحدود اليمنية، تُعد تحركا بريا كتعبئة دفاعية أرضية لحماية التسلل الحوثي داخل أرضيها، وقال: "من الطبيعي لأى دولة أن تتخذ احتياطاتها لحماية نفسها وحدودها".


مُشيرا إلى أن الأنباء المُتداولة حول خروج الرئيس اليمني من عدن، في الغالب تُعد نوعا من الحرب النفسية، لإحباط القوات والقبائل المُوالية له، قائلا: "أعتقد أن الرئيس هادي لن يسمح بتسليم اليمن، وأن دول الخليج لن تسمح بذلك أيضا بهذه السهولة". 


مؤكدا على أن الحوثي لا يوجد لديه ادراك سياسي، وأنه لا يريد أن يصل إلى رأس الهرم، ولن يحكُم اليمن؛ لأنه يعلم أن دول الجوار ودول منطقة الخليج لن تدع ذلك له، ولكن كل ما يُريده الحوثي هو السيطرة على بعض مفاصل الدولة، التي يُمكن أن يحصُل منها على بعض المكاسب السياسية، حتى وإن كان تحت حُكم الرئيس هادي.


مُضيفا أن إيران أصبحت عارية تماما أمام الجميع، وأن أهدافها ومواقفها أصبحت واضحة، ودورها سيقتصر في هذه الفترة على التصريحات والتنديدات. في الوقت ذاته لا يوجد أى صوت لـ تركيا، في حين تُحاول قطر بطريقة أو بأخرى أن ترعى مسألة الحوار وتهدئة الأوضاع.


فيما أشار "العُمر" أن سقوط باب المندب يُمثل خطرا كبيرا ليس على المنطقة العربية فقط، ولكن على العالم أجمع، حيث أن 30% من البترول الذي يذهب إليهم يمُر بـ باب المندب، ومن ثم فهو أمر لن تتركه دول العالم يحدُث بسهولة.


في حين حذرت الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، والمُتخصص في الشؤون الإيرانية، رانيا مكرم، من أنه على الرغم من خطر ما يحدث في اليمن من تداعيات على السعودية وكونه أمر لا يجب الإستهانة به، إلا أن التورط معها عسكريا سيكون له عواقب شديدة، بسبب أن إيران تشتهر بحرب العصابات، وليست الحرب النظامية، وهو الأمر الذي لا يُجيده أحد في المنطقة العربية مثلها.


وأكدت "مكرم" لـ "دوت مصر" على دعم إيران للحوثيين، وأن الحرس الثوري هو الذي يقود التدريب والدعم. وأشارت  إلى أن الضرر في حال تصاعد الأزمة أكثر من ذلك سيقع على أمن الخليج، وأمن مصر أيضا.


أما عن التحركات السعودية على الحدود، فهى تراه أمرا طبيعيا لحماية حدودها، وقالت: "أعتقد أنه مجرد اجراءات احترازية، إضافة إلى أن تصريح وزير الخارجية السعودي يُعد طبيعيا في إطار الحفاظ على ماء الوجه، وما هو إلا تحذير مُسبق ليس معناه أنه سيذهب للحرب في اللحظة الحالية".