لهذه الأسباب.. لقاء البشير والعاهل السعودي ليس عاديا
يبدأ الرئيس السوداني، عمر البشير، زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، تستغرق عدة أيام، من شأنها تعزيز العلاقات بين البلدين، بعدما شهدت توترا خلال عامي 2013 و2014، عقب رسو سفن إيرانية حربية في الساحل السوداني على البحر الأحمر.
لم تكن هذه الزيارة الأولى للرئيس السوداني إلى الرياض خلال فترة التوتر، إلا أنها تحمل طابعا خاصا كونها جاءت بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويرى مراقبون أن البشير سيحاول خلال الزيارة فتح صفحة جديدة من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد التوتر الذي حدث بسبب التقرب السوداني الإيراني.
"البشير" سيحاول، خلال لقاءه مع الملك سلمان، والذي يعد الأول بينهما بعد تولي الأخير مقاليد الحكم في المملكة، جلب المزيد من الاستثمارات السعودية التي تعد الأكبر عربيا في السودان، حسبما أفادت مصادر لصحيفة "القدس".
وبعد التوتر بين البلدين أوقفت السلطات السعودية تعاملاتها المصرفية مع البنوك السودانية، وقلصت إيراداتها من الماشية السودانية التي تقدر بنحو 50% من حاجتها، ضمن إجراءات وصفها خبراء بـ"العقابية"، في مارس 2014.
ويوضح أهمية اللقاء المرتقب حجم الوفد الذي يرافق الرئيس السوداني في زيارته، الذي يتكون من وزير الخارجية، علي كرتي، ووزير رئاسة الجمهورية، صلاح الدين ونسي، ومدير جهاز المخابرات والأمن الوطني السوداني، الفريق أول محمد عطا المولي.
ويعود توتر العلاقة بين الخرطوم والرياض إلى رسو سفن إيرانية حربية في الساحل السوداني على البحر الأحمر في أكتوبر 2012، وعلى الرغم من سعي الخرطوم لموازنة علاقتها بين طهران والرياض باستضافتها سفن حربية سعودية في فبراير 2013، إلا أن العلاقات لم تتحسن بعدما استقبلت البحرية السودانية مجددا سفنا إيرانية في سبتمبر من العام نفسه.
وأقر وزير الخارجية السوداني في مايو الماضي، ولأول مرة، بتوتر العلاقة بين بلاده والسعودية، وكشف عن رفض الخرطوم عرضا إيرانيا بإنشاء منصة دفاع جوي على ساحل البحر الأحمر للحد من عمليات القصف الإسرائيلي المتكررة للأراضي السودانية، حتى لا ترى السعودية أنها موجهة ضدها.
وفي سبتمبر الماضي، أغلقت الحكومة السودانية المركز الثقافي الإيراني بحجة "تجاوز التفويض الممنوح، وتهديده الأمن الفكري والاجتماعي"، إلا أنه بحسب تقارير إعلامية خليجية، فإن السبب الرئيسي للإغلاق هو "محاولة الحكومة استرضاء الرياض الغاضبة من التقارب بين الخرطوم وطهران".