الحرق والصلب وتقطيع الأوصال.. هكذا يتعلم طلاب المدارس
بعد إعلان مدير مركز تطوير المناهج، ثناء جمعة، أن المركز حدد نقاطا مرشحة للحذف بعد عرضها على وزير التربية والتعليم، محب الرافعي، ونشر "دوت مصر" الفاكس الذي أرسل إلى الوزير.
ولإلقاء نظرة سريعة على ما عرض في الجدول، يتبين أن طلاب المدارس يدرسون هذه الأمور:
الصليل
فقرة من كتاب الصحابي "عبد الرحمن بن عوف"، الذي يدرسه طلاب الصف السادس الابتدائي، تتحدث عن "صليل السيوف وقراع الأسنة"، وهو الوصف المستخدم في النشيد الرسمي لتنظيم داعش "صليل الصوارم".
الصلب
أما الطلاب فى الصف الرابع الابتدائي، يدرسون فى درس "أسماء بنت أبي بكر"، قصة صلب ولدها عبد الله بن الزبير على جذع نخلة في مكة، بعد دخول جيش الحجاج بن يوسف الثقفي، عام 73هـ، فبعد أن نازع عبد الله بن الزبير بني أمية في ملكهم، أرسلوا إليه الحجاج وكان عقابه قويا، حيث قطع رأسه وصلبه، كما ذكر كُتاب التاريخ ابن كثير والطبري وغيرهما.
اقرأ أيضا: "التعليم" ترد على "النور": لا تراجع عن حذف "عقبة والأيوبي"
الحرق
أما طلاب الصف الثاني الاعدادي، يدرسون قصة الصحابي أسامة بن زيد، وفيها رواية يقول النبي فيها لأسامة بعد أن أرسله إلى تبوك ليثأر لأبيه"يا أسامة سر على اسم الله وبراكته، حتى تنتهي إلى موضع مقل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فأغز صباحا على أهل أُبْنَى، وحرق عليهم، وأسرع السير تسبق الأخبار)، وهى رواية ذكرها الصالحي الشامي فى سبل الهدى والرشاد، وبرهان الدين الحلبي فى سيرة إنسان العيون.
تقطيع الأوصال
أما بالنسبة للصف الثالث الإعدادي، هناك ما يتعلق بتعذيب الرومان للمسيحيين، حيث كانوا "يطلون المسيحي بالقار ويشعلون فيه النار، ويقيديونه بين فرعي شجرتين لتمزيق أوصاله".
اقرأ أيضا: لماذا حذفت التعليم "عقبة بن نافع" و"صلاح الدين" من المناهج؟
خطوة ليست كافية
يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي، سعيد صادق، أن التعليم المصري يمر بـ"مأساة"، مؤكدا أن خطوة حذف سطور من المناهج ليست كافية لمنع خروج الإرهابيين، مشددا على أن المشكلة الأكبر فى هيئة التدريس، لأن المناهج قد لا يقرأ التلاميذ كاملة حرفا حرفا، لكن المشكلة فيما ينقله المدرس إليهم.
وأضاف صادق، فى تصريح لـ"دوت مصر"، اليوم الاثنين، أن التطرف ينتقل من المدرسين إلى الطلاب، أكثر من المناهج، وخاصة في القرى والمراكز الريفية، قائلا: "كفاية إن مؤسس أكبر جماعة إرهابية في مصر وهي الإخوان كان مدرس، واسمه حسن البنا، واللي أسس الفكر الإرهابي كان سيد قطب وكان مدرسا".
وأوضح صادق، أن تأثير مثل هذه المناهج والأفكار، قد ينعكس على سلوكيات الأطفال بينهم وبين بعضهم داخل المدارس أو خارجها، فعندما يقرأ الطالب وهو في سن تشكيل العقل، أن الحرق والصلب وتقطيع الأوصال أشياء فعلها كبار شخصيات التاريخ فقد يتقمص أدوارهم، مطالبا بعدم حذف أي وقائع تاريخية، لكن يطالب بتعديل صياغة وطرق عرض الأحداث، وحذف الكلمات التي تحض على العنف، لكن يوضح أن كل هذا لن يأتي بأي ثمار ما لم يتم إعادة تأهيل للمدرسين.