"كبار علماء الأزهر" تستنكر الحملة الضارية ضد الأزهر
استنكرت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الحملة الضارية الموجهة ضد الأزهر ومناهجه العلمية، وقياداته المسؤولة، على نحو لم يسبق له مثيل ولا يستند إلى حقائق علمية أو وقائعَ صحيحة، وفي تطاول عجيب لا تقبله الروح المصرية العارفة بفضل الأزهر ورجاله الذين واجهوا المحتلين، وتقدموا صفوف الشهداء في كل أيام مصر التاريخية، وأحداثها الفاصلة.
ونددت الهيئة، فى بيان لها، اليوم الأحد، هذه الحملة المشبوهة البائسة، مؤكدة أنها تثق في أن جماهير الشعب المصري تستنكرها أيضا، وأن هذه الحملة ليست إلا سحابة صيف لا تلبث أن تنقشع، كما انقشعت سوابق لها من قبل على امتداد تاريخ الأزهر.
وأدان الأزهر إتاحة الفرص في بعض وسائل الإعلام للتهجم على تراث الأمة وثوابتِها وعلمائها والعبث بألسنة النبوية، وحقائق الدين، والعمل على زعزعة ثقة الأمّة في تُراثها وتاريخها، منبها إلى أن المهاجمين لتراث الأمة وعلمائها إنما يخدمون النزعات الطائفية التي تتمدد في المجتمعات السنية لتفكيك وحدة الأمة.
وأعلنت الهيئة أن الأزهر الشريف لا يتلقى توجيهات علوية ليفعل أو لا يفعل، وإن ما ذكر في شأن التجديد الديني لا يمكن أن يمس مصادر الأحكام الشرعية المقررة، وأدلتها الكلية، ولا يتعلق بمناهج الاستنباط الأصولية وقواعدها، ولا بأحكام الحلال والحرام المستنبَطة على يد المجتهدين طِبقا لأصول الاجتهاد.
وأكد الأزهر أن التجديد الحق الذي يعمل من أجله علماء الأزهر هو في أسلوب الخِطاب الدعوي وطريقة العرض وترسيخ وسطية الإسلام وحقائق الدين، وثوابته ومقاصده التي تدفع إلى التقدم والتحضّر والنهوض على منهج أهل السنة والجماعة الذي هو منهج الأزهر الشريف على مر تاريخه، والذي يرفض أن يكون أداة لترويج المذهبية المتشددة والطائفية المغالية وإغراء الناس بشتى المغريات على الانتساب إليها والوقوع في حبائلها.