تصوير: محمد الامين

قال رئيس مركز الطاقة الشمسية بالمركز القومي للبحوث، حمدي الغيطاني، إن مصر تسعى للدخول، وبقوة، في مجال الطاقة الشمسية، إثر إبرام الحكومة عددا من الاتفاقيات لتوليد الطاقة من الألواح الشمسية، في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ.

وأضاف الغيطاني، في حواره لـ"دوت مصر"، أن مصر قادرة على إدراج اسمها ضمن الدول المنتجة للطاقة الشمسية، مشيرا إلى العوامل المناخية التي تتميز بها عن رواد هذا المجال، مشددا على ضرورة العمل على تنفيذ الاتفاقيات التي أبرمتها الحكومة بقمة شرم الشيخ الاقتصادية. 

وأكد الغيطاني أنه من الممكن أن يتحول المواطن من مجرد مستهلك للطاقة الشمسية إلى مستهلك قد يبيعها للحكومة، وإلى نص الحوار:

 - ما تقييمك لمستقبل الطاقة الشمسية بعد المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ؟

الطاقة أحد أهم عناصر التنمية في أي مجتمع، ولكن نقص الطاقة والوقود وزيادة الأحمال يؤثرون على تغطية متطلبات الطاقة، فكان لابد من بذل مزيد من الجهد في هذا الصدد، وكان توقيع اتفاقيات الطاقة الشمسية التي نتجت عن المؤتمر الاقتصادي هي الفائدة العظمى منه، وبالرغم من أنه قد عقد، في المؤتمر، اتفاقيات لإنشاء محطات بالوقود الأحفوري، إلا أن اتفاقيات تدشين محطات طاقة شمسية تُعد شيئا مشجعا، يجعلنا نمتطي نفس  الحصان الذي يمتطيه العالم في سبيل الطاقة الجديدة والمتجددة .

 - من هي أكبر دول العالم استخداما للطاقة الشمسية؟

ألمانيا من أكبر عشرة دول العالم إنتاجا للطاقة الشمسية، فهي تستأثر نحو 32 جيجا وات من إنتاج الطاقة الشمسية، وإذا قلنا أن العالم كله يستهلك نحو 100 جيجا وات، فالعالم بشكل ما يسير بشدة في إنتاج الطاقة الشمسية، كان زمان الطاقة الشمسية للأغنياء فقط، ولكن الآن سعرها كسر الدولار وتخطاه، وأصبح سعر الخلية الشمسية ينافس، في المستقبل، سعر الطاقة الكهربائية التقليدية العادية نتيجة التقنيات الموجودة.

 - وما هي معوقات إنشاء محطات شمسية في مصر؟

عدم توافر العدد الكافي من الخلايا الشمسية اللازمة لتغطية الأحمال، بسبب عدم وجود مصانع تقوم بعملية تصنيع الخلايا بنسبة 100%، الموجود في مصر مجرد مصانع تجميعية لشرائح السيليكون في الخلايا التي تكون مستوردة من الخارج، ولكن إذا امتلكت مصر هذه المصانع ستقلل الخوف والحاجز بين الناس والطاقة الشمسية، ألا وهو ارتفاع السعر والتكلفة، ويمكن لها أن تساهم في تزويد الدول التي لديها نقص في المياه، وبالتالي تؤمّن نفسها استراتيجيا، وتساهم في تنمية الدول الأخرى، وتكون بوابة تصدير الطاقة الشمسية في أفريقيا.

 - وهل للطاقة الشمسية استخدامات أخرى غير توليد الكهرباء؟

استخدامات الطاقة الشمسية بلورها الله في قوله تعالي: "وجعلنا سراجا وهاجا"؛ أي ضوء وحرارة، ومن أهم استخداماتها، ضخ المياه لري الأراضي الزراعية بالشكل المطلوب، إنارة الشوارع، وهناك أماكن في مصر معينة تم إضاءة شوارعها بالطاقة الشمسية، في محافظات البحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء، ومدن الرحاب والشيخ زايد، بالإضافة إلى محطات الكهرباء السلكية واللاسلكية، إذ تعد الخلايا الشمسية هي المصدر المناسب لهذا التطبيق، ولوحات الإعلانات المضاءة في الشارع، أيضا يمكن تحويل الطاقة الشمسية إلى كهربائية أو حرارية، واستخدامها في تحلية المياه، ومعالجة المياه الملوثة، ومياه الصرف الزراعي والصناعي والصحي باستخدام تقنيات الطاقة الشمسية، وتبريد المياه باستخدام أنظمة التبريد الشمسي، من خلال استخدام مكعبات الثلج المستخدمة في أنظمة التكييف وتبريد الهواء.

 ويمكن أيضا استخدامها في مجال الزراعة، من خلال  المواقد الشمسية، مثل البوتاجاز الشمسي، وهو عبارة عن صندوق خشبي يوضع فيه الطعام، ويطيب في خلال ساعتين، كما يمكن استخدامها في وحدات الإرشاد للسفن التي تضيء مساء، وسط البحر أو القناة، بدلا من توصيل الكابلات في المياه، كما تستخدم في التحليل الكهربي للمياه، وفصل المياه من عنصرية الأوكسجين والهيدوروجين، وإنتاج غاز الهيدروجين، كما تقوم بالحماية الكاسودية من أنابيب البترولا من التآكل والتسرب، فتقوم الخلايا الشمية بمعالجة هذا التآكل بدلا من حصول الفقد من الغاز.

 - وكيف نستطيع توفير الكهرباء من لوحات الإعلانات المضاءة؟

اللوحات الإعلانية تستخدم مجموعة من لمبات الصوديوم عالية الاستهلاك للكهرباء، إذ تستهلك 4 لمبات داخل اللوحة نحو 2000 وات، ولكن إذا تم استخدام لمبات "الليد" الموفرة، والكشافات، فإننا نوفر نحو 90 % من الطاقة المهدرة،.

 - وهل يستطيع المواطن استخدام الخلايا الشمسية في منزله؟

كل مايحتاجه المواطن هو منظم شحن وبطارية ولوح معدني، بحيث يتم تحويل التيار من البطارية عبر مغير تيار للجهاز المراد تشغيله، وتركيب الألواح الشمسية طبقا لمساحة سطح المنزل مع مراعاة المساحات البينية بين الألواح الشمسية، وهذه التجربة ناجحة، فمن خلالها أستطيع تشغيل 25 لمبة بقدرة 5 أو 7 أو 18 وات، في منزلي، ولكن بشرط تبديل نوع الإضاءة، ومراعاة اللمبات الموفرة، ويمكن للمواطن من خلال تركيب اللوحات الشمسية تشغيل تليفزيون أو كمبيوتر، أو مروحة، أو ثلاجة، كل هذا وفقا للحمل الذي يستخدمه المواطن، وعدد ساعات التشغيل، وعليه يتم تصميم النظام الشمسي، وعدد البطاريات والخلايا الشمسية. 

على سبيل المثال، "لو المواطن هيتسخدم نحو 2 كيلو وات، فإنه يحتاج 8 خلايا شمسية 1 كيلو وات، يأخد 10 متر مربع على سطح المنزل على أقصى تقدير، يعني 3 كيلو وات كفيلة بتشغيل بيت، ولكن ذلك مرجعه إلى الاستخدام، حسب الأجهزة المشغلة وليس مقياس المتر مربع.

 - وهل في المستقبل القريب يمكن أن يتحول المواطن من مجرد مستهلك للطاقة إلى منتج؟

إذا تم تركيب خلايا شمسية فوق أسطح المنازل، فإن المواطن يستطيع أن يبيع الكهرباء للحكومة وفقا للتعريفة الجديدة للكهرباء، ويصبح مستثمرا وهو داخل بيته، بشرط أن يكون تجمع سكني كبير يضخ كميات كبيرة من الكهرباء إلى المحطات الحكومية، وبالتالي فإن ذلك يوفر على الدولة استهلاك استثماراتها ومواردها في إنشاء مثلًا 4 أو 5 محطات، وتقوم بتوجيه الكهرباء الفائضة إلى المصانع والشركات الكبيرة.

 - ولكن كيف يستطيع المواطن معرفة مقدار استهلاك الحكومة من الكهرباء؟

يعرف من خلال عداد معين لهذا الغرض، يتم إيصاله بمحطات الكهرباء، أن الحكومة استهلكت منه كم كيلو وات في الساعة، ومن خلالها يستطيع أن يحاسب الحكومة بشرائح مختلفة.

 - وما الخطوات حال إرادة أي مواطن استخدام الطاقة الشمسية؟

كل ماعليه أن يتواصل مع المركز القومي للبحوث، حيث مركز الطاقة الشمسية، إذ يقوم المركز بدور توعوي وإرشاد للمواطنين والمستثمرين في مجال الطاقة الشمسية، كما يقيم المركز دورات تدريبية للراغبين في تعلم توليد الطاقة من الخلايا الشمسية.

 - وهل هناك تأثير للتغيرات المناخية على إنتاج الطاقة الشمسية؟

مصر تقع في منطقة الحزام الشمسي التي تسطع فيها الشمس بعدد كبير من الساعات، حيث يبلغ عدد ساعات سطوع الشمس في السنة نحو 4000 ساعة حد أدنى، وبالتالي نملك مخزونا شمسيا كبيرا، إذا حصل تغيرات مناخية، كما أن سخانات المياه تحفظ الماء الساخن لثاني يوم، حتى الكهرباء يتم تخزينها في بطارية إلى اليوم التالي دون تغيير، على عكس ألمانيا، التي تعد رائدة في إنتاج الطاقة الشمسية، إلا أن الشمس تسطع عليها يوميا بنحو 5 أو6 ساعات، ولكنها تستطيع الحفاظ على إنتاجها.

 - وأخيرا.. متى يمكن القول أن مصر منتجة للطاقة الشمسية؟

إنتاج طاقة الشمية يتوقف على تنفيذ الاتفاقيات المبرمة في المؤتمر الاقتصادي، طبقا للجدول الزمني المتفق عليه، الذي آمل أن يتم تنفيذه في أقرب وقت.