لوفيجارو: الجهاديون التونسيون في مواجهة العالم العربي
ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الجهاديين التونسيين أصبحوا على كل جبهة قتال في مناطق الفوضى في العالم العربي، فبعد سوريا والعراق وليبيا، جاء الدور على تونس، وذلك بعد الهجوم على متحف باردو في العاصمة التونسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإرهابيين الذين قاموا بالهجوم على متحف باردو وقتلوا 21 شخصا أغلبهم سياح، هم في الأصل تونسيون قادمون من الأراضي الليبية، لافتة إلى أن الجهاديون التونسيون أصبحوا خطرا كبيرا خارج وداخل تونس.
وبحسب الصحيفة فإن النخبة السياسية في تونس بدأت ترفع ناقوس الخطر لحشد المؤسسات ومجتمع المدني ضد هؤلاء المواطنين الذين يغريهم الإسلام المتطرف والذين أصبحوا يتأمرون من الأراضي الليبية على بلدهم الأصلي.
من جهاد إلى آخر
أشارت الصحيفة إلى أن التونسيين مولوعون منذ ثمنينات القرن الماضي بفكرة الجهاد، ففي عام 1980، شكلوا عنصرا أساسي في الجماعات الجهادية التي كانت تقاتل الجيش الأحمر السوفيتي في أفغانستان، كما أن التونسيون هم من اغتالو وزير الدفاع الأفغاني قبيل حادث 11 من سبتمبر بأمر من أسامه بن لادن، وقد استمر التونسيون في القتال ضد الأمرييكيين وقوات الناتو حتى بعد سقوط نظام طالبان.
جاء الربيع العربي واشتعلت الحرب في سوريا، حيث قاد التونسيون جهادا جديدا، تصدروا الصفوف الأولى للجماعات الإسلامية التي تقاتل ضد بشار الأسد، وبحسب أرقام وزارة الداخلية التونسية فإن أكثر من 3000 تونسي يقاتل حاليا في سوريا والعراق في صفوف "داعش" و"جبهة النصرة".
وتعتمد القاعدة في المغرب الإسلامي أيضا على التونسيين كعناصر أساسية في صفوفها، وقد أكدت القوات الفرنسية في حربها في مالي مواجهتها للعديد من التونسيون في صفوف القوات الجهادية، ولا يزال هؤلاء التونسيون ينتشرون في المنطقة الصحراوية ضمن قوات المرابطين التي يقودها الجزائري مختار بلمحتار.
وأضافت "لوفيجارو" أن الهجوم الذي جرى على إن أميناس الجزائرية في يناير 2013 كان التونسيون في المقدمة بل أن عددهم كان الأكبر وصلوا إلى 11 مقاتل ضمن القوات المهاجمة، إضافة إلى أن جماعات عقبة بن نافع وجماعة سليمان تضم العشرات من المقاتلين التونسيين.
ليبيا.. الخطر الأكبر
الإغواء الأكبر للإسلام المتطرف يأتي من الحدود الشرقية لتونس، ففي ليبيا، ينتشر مئات عديدة من التونسيين الذين يعول عليهم "داعش" إنشاء خلافته في هذه البلد، حيث كشفت وزارة الداخلية أن ياسين عبيدي وحاتم خشناوي الذان ارتكبا حادث الهجوم على متحف باردو، قد تلقوا تدريبات في ليبيا.
ويؤكد مسئولون تونسيون أن العديد من معسكرات التدريب في بنغازي صبراته ودرنة مخصصة لتدريب التونسيين، مشيرين إلى أن عبيدي وخشناوي يشكلان عناصر نائمة عادت إلى تونس وجهزت لهذا الهجوم، وهناك حوالي 500 متطرف أخر لا يزالي يقيم على الأراضي التونسية.