"داعش" واليمن.. طموحات الإرهاب تتجدد من حضرموت
بات تنظيم "داعش"، لاعبا أساسيا في المشهد العربي، فما من دولة عربية تشهد صراعات سياسية أو عسكرية، إلا كان للتنظيم يد فيها.
المشهد اليمني بعدما كان منحصرا بين الحوثيين من جهة، ومعسكر الرئيس عبدربه هادي منصور من جهة أخرى، بالإضافة إلى بعض القبائل اليمنية، فاجأه "داعش" بالدخول في الساحة، متبنيا تفجيرات صنعاء، أمس الجمعة، التي تسببت في مقتل وإصابة المئات.
حضرموت.. مهد "داعش"
وكشفت وزارة الداخلية اليمنية، أول أمس في بيان لها، عن مكان تواجد عناصر من تنظيم داعش في اليمن، وقالت إنها حصلت على معلومات مؤكدة عن تواجد عناصر إرهابية من "داعش"، وتجمعها في منطقة العبر بمحافظة حضرموت.
ووجهت قيادة وزارة الداخلية برفع درجة الاستعداد القتالي والجاهزية الأمنية بنسبة 10% في محافظات حضرموت، وشبوة، وسيئون، ولمواجهة أي أعمال إرهابية محتملة.
يقول الصحفي والمحلل السياسي اليمني، عارف الصرمي، إن ظهور تنظيم داعش في العراق بدأ من مدينة حضرموت، ويعد هذا ذنبا في رقبة جماعة أنصار الحوثي، التي تسبب تبنيها للفوضى إلى غياب مؤسسات الدولة اليمنية من جيش وشرطة ومخابرات، الأمر الذي خلق بيئة مناسبة لتتنفس فيها الجماعات الإرهابية سواء "داعش" أو القاعدة بحُرية في أرض اليمن.
واستبعد الصرمي، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن يتعاون أي طرف من الأطرف اليمنية مع تنظيم "داعش"، حتى جماعة أنصار الحوثي نفسها، مؤكدا أن من سيتعامل معه هم فقط أعداء الوطن، اللذين لا يريدون لشعبه الأمن والاستقرار والحياة.
في السياق ذاته، شددت الداخلية اليمنية على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات، والاحتياطات، والتدابير الوقائية اللازمة، لتأمين وحماية كافة النقاط والمواقع والمقرات والمعسكرات الأمنية، وكذا المنشآت الحيوية الهامة في المحافظات المذكورة، بالتنسيق مع الوحدات العسكرية، لمنع حدوث أي خرق أمني وإحباط أي عملية إرهابية محتملة.
ودعت الوزارة إلى رصد ومتابعة العناصر الإرهابية وضبطها، وتحلي الوحدات الأمنية باليقظة العالية لتكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ.
الحوثيون الأعداء
ينظر تنظيم "داعش" إلى جماعة الحوثيين على أنها جماعة شيعية لا تمت للإسلام بصلة، ما يوجب عليه قتالهم واعتبارهم أعداء للدين الإسلامي، ما وضع الحوثيين في مأزق كبير، فلم يعد منصور هادي والقبائل الموالية له العدو الوحيد للجماعة.
مغردو "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي أظهروا كرها شديدا لعناصر الحوثيين، قائلين إنهم غضبوا من تحويل المساجد إلى مجالس لتناول نبات القات المخدر، الأمر الذي دفع التنظيم لتبني تفجير مسجدين تابعين للجماعة في صنعاء.
لمن تباكي علي #غزوة_صنعاء .. هذه معابد المجوس - التي كانت مساجد للسُنّة قبل الإستيلاء عليها - مجرد زرائب لتعاطي القات pic.twitter.com/qLu3P6GkHc
— أبو رُقيّة المِصْرىّ (@mohmed_khames3) March 21, 2015
ولاية صنعاء
في سابقة هي الأولى، أعلن داعش قيام "ولاية صنعاء"، وتبنى التفجيرات الانتحارية التي استهدفت مسجدين يصلي فيهما الحوثيون في صنعاء.
وأعلنت مواقع إلكترونية مقربة من "داعش" أن عناصر "ولاية اليمن" في التنظيم نفذوا هذه التفجيرات الإرهابية، وأضافت: "هذه هي البداية، وما هي إلا غيض من فيض، فأبشروا أيها الحوثيون الروافض بما يسوءكم".
صراع مع القاعدة
بحسب خبراء، سيواجه تنظيم "داعش" صراعا عنيفة من تنظيم "أنصار الشريعة" التابع للقاعدة في اليمن، بعد أن باشر "داعش" الانتشار في اليمن، وشكل حضورا ميدانيا له، كما وجند عناصر في البلاد التي تشهد اضطرابات أمنية وسياسية واسعة، مع التوتر المتصاعد منذ سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وقال الصحفي اليمني عبد الله إسماعيل، إن التنظيم الذي يضرب التحالف الدولي معاقله عبر غارات جوية منذ أشهر في سوريا والعراق، بات موجودا في 3 محافظات جنوبي ووسط اليمن، وبدأت المنافسة تشتد بينه وبين الفرع المحلي لتنظيم القاعدة،المعروف باسم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب".
ويضيف إسماعيل، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن التنافس بين التنظيمين وصل إلى حد المواجهة المسلحة في مناطق بشرقي البلاد الشهر الماضي، دون تقديم المزيد من التفاصيل عن نتائج تلك المواجهات، علما أنه لم تتمكن من تأكيد صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.