قال مصدر بدير الأنبا مكاريوس بوادي الريان، إن 15 راهبا بدير الأنبا مكاريوس بوادي الريان بمحافظة الفيوم، تمكنوا من الهرب خوفا من التنكيل بهم، عقب الأزمة القائمة حاليا بين بعض رهبان الدير وباقي الرهبان، والمصادمات التي وقعت بين الرهبان، وأسفرت عن إصابة 2 من رهبان الدير، تم نقلهما إلى مستشفى الفيوم العام للعلاج، وحرروا محضر شرطة ضد 5 من كبار الرهبان.

وأضاف مصدر بالدير أن الرهبان الذين هربوا كانوا يؤيدون قرارات البابا تواضروس، وكانوا يقنعون باقي الرهبان بتأييد إنشاء الطريق الإقليمي الجديد والتمرد على قيادات الدير، موضحاً أن هؤلاء الرهبان فضلوا الهرب خوفا من تعرضهم للبطش، بعد اتهامهم بأنهم السبب في الأزمة الأخيرة، التي وقعت وقعت بين الرهبان والبابا تواضروس الثاني. وغادر الرهبان الدير لجهة غير معلومة، وتوقع البعض أنهم تركوا حياة الرهبنة، مفضلين العودة لحياتهم الطبيعية.

كانت الانشقاقات داخل الدير تفجرت منذ إعلان البابا تاضروس تخليه عن الدير وشلح 6 من كبار الرهبان، بسبب اعتراض 90% منهم على إنشاء طريق الفيوم الواحات، الذي يمر وسط الدير, واتفق الرهبان الهاربون مع بعض الأشخاص الذين أحضروا لهم سيارات دفع رباعي وغادروا الدير من الجهة التي لا توجد عندها حراسات من الرهبان المكلفيين بمهمة التأمين، التي تقع في المنطقة الصحراوية القريبة من طريق أسيوط الغربي. 

كان الراهب صوائيل الرياني المتحدث باسم الدير شن هجوما شديدا على البابا تواضروس الثاني، معتبرا أن ما يعلنه ضد مصلحة الرهبان قاطني الدير وأنهم  قرروا الشهادة في حالة القيام بتنفيذ مشروع الطريق بالقوة.

يذكر أن البابا تواضروس أكد أن دير الأنبا مكاريوس الرياني لا يعترف به ضمن الأديرة المسيحية، وأن هؤلاء الرهبان يقيمون على أراضي تابعة للمحميات الطبيعية، وأنهم أقاموا منشآت غير مرخصة، وأن الدولة لها الحق في اتخاذ ما تراه تجاه هولاء الرهبان.

وتستعد معدات شركة المقاولون العرب المنفذة لمشروع الطريق الدائرة للدخول لمنطقة الدير، وهدم الأسوار المخالفة، وتمهيد المنطقة الصحراوية حتى تبدأ عملية الرصف، والتي تمتد لمسافة 80 كيلومترا داخل حدود محافظة الفيوم، وهو الطريق الذي تشرف على تنفيذه القوات المسلحة.