فيديو| تل العمارنة.. أخت أتون التي حكم منها المنياوية مصر
على بعد 45 كيلو مترا جنوب المنيا تقع مدينة "أخت آتون"، أو كما يطلق عليها حديثا "تل العمارنة،، في مدينة ديرمواس بالبر الشرقي، و تعد أبرز المناطق الآثرية بمصر، حيث تطل على ضفة النيل وتسمى بالأرض الطاهرة، وتمثل حقبة تاريخية عظيمة بالتاريخ المصري.
و تعتبر "تل العمارنة"، هى المدينة التي أختارها الملك أخناتون وزوجته نفرتيتي لتكون عاصمة جديدة للمملكة أو الإمبراطورية المصرية، فهي لم تكن عاصمة مصر فقط، بل هى عاصمة الإمبراطورية المصرية عامة، والتي كانت حدودها الجندل الخامس جنوبا "أثيوبيا حاليا"، وجنوب روسيا وقبرص شمالا، وتركيا وبلاد الرافدين شرقا، وليبيا غربا، وبهذا فهي عاصمة لأكبر إمبراطورية مصرية عرفها التاريخ.
كما نجد أن رسائل العمارنة، تؤكد صحة ما تناوله التاريخ عن عظمة مصر في تلك الحقبة التاريخية، وكيف وصلت عمارة ومجد أخت آتون في مثل هذا الوقت القصير، فعمر المدينة لم يتجاوز 17 سنة منذ أن بدأ إخناتون في إقامتها حتى خرابها على يد كهنة أمون وحور محب.
في تلك المدينة، نرى القصور الجميلة الرحبة والمنازل الرائعة التصميم والشوارع المنتظمة والحدائق التي نعمت بكثيرا من الأشجار النادرة التي كانت تجلب من أفريقيا، وكذلك تلك المقابر العظيمة الكثيرة.
تقع المدينة على البر الشرقي للنيل على سهل منفرد، وتشتمل جبانة تل العمارنة على مجموعتين من المقابر، إحداهما مجموعة شمالية عند الطرف الشمالي للمدينة، ومجموعة جنوبية عند الطرف الجنوبي للمدينة، وتتميز هذه المقابر بلوحاتها الحائطية الملونة التي تصور الحياة أثناء ثورة "أتون" الدينية.
و تقع مقبرة "إخناتون"، الملكية في واد ضيق صغير، على بعد حوالى 6 كم من الوادي الكبير الذى يفصل بين المقاطع الشمالية والجنوبية، ويلاحظ أن العديد من هذه المقابر لم يتم استكمالها، ونسبة قليلة منها هي التي تم استخدامها بالفعل.
كما نجد في تلك المنطقة الفريدة من نوعها، 25 مقبرة مرقمة من 1 إلى 6 في الشمال، ومن 7 إلى 25 في الجنوب.
أشهر تلك المقابر هي: مقبرة "هُيا"، و كان هذا مراقب الحريم الملكي للملك "إخناتون"، كما توجد صورة للفرعون وعائلته في مدخل المقبرة ناحية اليمين.
كما نجد مقبرة "أحمس"، و هو أحد حاملي مروحة الملك، ويوجد له تمثال في مقبرته ومقبرة "ميري رع"، ومقبرة "بانيهس"، والذي كان وزيرا، وأغلب المشاهد في مقبرته تصور "إخناتون" وعائلته وهم يحضرون مراسم و طقوس في معبد الشمس.
نجد كذلك مقبرة "ماهو"، و هي واحدة من أفضل المقابر الباقية بحالة جيدة، وصور الحائط بها تزودنا بتفاصيل مثيرة لأعمال وواجبات "ماهو" الذي كان رئيسا للشرطة في عهد إخناتون.
أما مقبرة "أي" فهي أفضل مقابر تل العمارنة، واللوحات الحائطية بها تصور مشاهد من الشارع والقصر، وتوجد لوحة يظهر فيها "إخناتون" و"نفرتيتي"، وهما يقدمان لـ"أي" وزوجته قلادات ذهبية.
المناطق البارزة في منطقة تل العمارنة، لم تتوقف على المقابر، بل نجد أيضا معبد آتون الكبير والصغير والقصر الشمالي والجنوبي ومدينة العمال، مما يجعل تلك المناطق من تل العمارنة أهم المناطق الأثرية في العالم أجمع وليس في المنيا فقط، لأهمية الحقبة التاريخية التي عاصرتها تلك المدينة، وما قام به اخناتون من توحيد المعبودات في شخص المعبود آتون الكامن خلف قرص الشمس.