التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 09:45 م , بتوقيت القاهرة

حوار| رئيس مجلس مدينة السلوم: نزوح المصريين من ليبيا كارثة

تعد مدينة السلوم المصرية الواقعة على الحدود الغربية لمصر مع ليبيا وعلى ساحل البحر المتوسط، أول الأبواب التي يطرقها العائدون من ليبيا، وبشأن الخدمات التي تقدمها المدينة للعائدين، وما الذي عاد عليها بعودتهم، لا سيما بعد غلق المنفذ الذي يعد أول أبواب رزقهم، وللتعرف عن ماهية بدائل التجارة البينية في اقتصاديات سكانها، ووسائل تنميتها، كان لـ"دوت مصر" هذا اللقاء مع رئيس مجلس مدينة السلوم، حسين الصاوي.

ما الذي قدمه مجلس المدينة لحل أزمة العائدين من ليبيا؟

لقد عززنا سيارات السرفيس الموجودة بالمنفذ، بحافلتين كبيرتين من المحافظة، لنقل العائدين الفاقدين لأموالهم، لذا نقوم بنقل من 4 إلى 7 نقلات لكل أوتوبيس في اليوم الواحد، وبالمجان.

كم يبلغ المتوسط اليومي لعدد العائدين من ليبيا خلال الفترة الأخيرة؟

المتوسط يتراوح بين 1500 و3000 نازح يوميا، ولكن إذا استمرت نسبة النزوح من ليبيا بهذا الشكل ستحدث مشكلة، فهناك مليوني مصري هناك، وربما قرار تخفيف عودتهم متوقف على تهدئة النفوس بين المصريين والليبين، وتهدئة الأوضاع هناك، لا سيما أن المصريين هم عمالة فعالة بكل ربوع ليبيا.

هل تلمح أنك لست مع عودة المصريين من ليبيا؟

لا، أنا مع حل الأزمة، بينما عودة المصريين ستمثل عبئا على مصر، فالمصريين أصل ليبيا، ويجب أن نحتفظ بجزورنا فيها، فلماذا نتركها، ونحن نعادل الشعب الليبي بها، من حيث عدد السكان، فليس معقول أن يكون المقصد هو أن يترك أبنائنا أماكنهم، "الليبيون قاموا بفعلة نكراء وتم عقابهم عليها".

كم عدد الوفيات التي وصلت إلى منفذ السلم من ليبيا؟


6 قتلوا في انفجار القبة، وبعده توفى شخص بسكتة قلبية في اليوم التالي.

متى سيستطيعون أهالي السلوم العودة إلى عملهم الطبيعي المرهون بفتح المنفذ؟

فتح المنفذ مرهون باستقرار ليبيا، واستقرار ليبيا أمنيا ليس له ملامح بالنسبة إلينا، ولكن غلق المنفذ بالنسبة إلينا قرار سليم 100%، لأن الناس تنزح من ليبيا بسبب الخوف ما شهدوه هناك، فلن يفتح المنفذ حتى إقامة دولة ليبيا بها "أمن واستقرار"، لكن التناحر هناك مازال مستمرا بين فرق متناحرة وجيشين وبرلمانين.

ولكن غلق منفذ السلوم سيزيد من عمليات التهريب؟

أي تهريب، لا يوجد شيء هناك، ولا يوجد بضايع يمكن أن تهرب، والليبيون ليس لديهم "بوتجاز"، فهم يعملون بالفحم، هل تعلمي أن الوضع هناك صعب جدا، فهم لا يجدون الحليب، فعربات النقل الليبية حتى الملجأ الوحيد لديهم فهي التي تنقل البضائع والخضروات من مصر إليهم.

إذن ما هو الاقتصاد المباشر التي تقوم عليه "السلوم" في الوقت الحالي؟

هناك توجه قوي باللحظات الحالية لعمل بعض المشروعات كتطوير القوارب ولنشات الصيد، وتنشيط قطار الثروة السمكية، فالسلوم لها خصوصية لكونها تعتمد في الأساس على التجارة البينية بين دولتين، إلا أن الاتجاه الحالي بها سوف يكون لقطاعي الزراعة والثروة الحيوانية، وتكمن أهمية ذلك القطاع نظرا لخبرة أهالي السلوم به، والتي تناقصت بشكل كبير بسبب اتجاه كبار المربين إلى نشاطات أخرى، إلى أن المقومات ومناطق الرعي موجودة، فإذا قلت أننا سنبني مصانع فسوف أتكلم في الوهم، بينما الثروة السمكية والحيوانية في الوقت الحالي، قد تكون كافية لضبط اقتصاديات السلوم.

ولكن الصيادين في السلوم لديم الكثير من المشكلات؟


بدأنا بالفعل في محاولة حل مشكلات الصيد في السلوم، وبدأنا بصغار الصيادين الذين ينقصهم المعدات.

وماذا عن مشكلة منع السروح الليلي لصيادين السلوم في البحر، بالرغم من وجود سماح لمراكب الصيد الكبيرة القادمة من الإسكندرية ومطروح؟

تلك الشكلة سيحدها قرار جعل منطقتي خليج وهضبة السلوم محمية طبيعية لها حدود وإطار يمنع دخول مراكب الجر القادمة من الإسكندرية ومطروح، فهذا سينمي الثورة السمكية بالفعل في السلوم.

ومتى سيتم تفعيل ذلك القرار؟

من المفترض في القريب العاجل فنحن في حراك، وأنا أعمل على ذلك منذ فترة بعيدة.

ماذا عن عدم وجود ثلاجات لحفظ الأسماك، ما يجبر الصيادين على خفض أسعاره قبل أن يفسد؟

نحن لدينا ساعتين سفر للأسماك، إذا تم فيهما تجهيز خط ثلج يستطيع الصياد أن ينقل خلالهما أسماكه إلى مطروح، لأننا لدينا ثلاجات في مطروح، وليس في السلوم، ويمكن نقل الأسماك مباشرة، أيضا عن طريق سيارة ثلاجة توفرها المحافظة "ياريت يطلع سمك بس".

لماذا يهمل مجلس المدينة كورنيش السلوم، الذي يبدو شبه مهجورا؟

المشكلة تكم في سكان مدينة السلوم، فثقافة المجتمع لازالت ثقافة منغلقة، لكن إذا جاء ضيف يمكنه أن يزور كورنيش مدينة السلوم،  لكن الأهالي يورون الكورنيش في مدن أخرى، تلك هي طبائع المجتمع البدوي.

لكن وضع كورنيش السلوم يبدو مزري حتى إذا كان لضيف؟

"أنا هجهزها لمين؟!" الغاية تبرر الوسيلة، فليس هناك ضيوف ولا الأهالي يخرجون إلى الكرنيش، ولا أحد يقيم منتزهات أو كافتريات، فلماذا أجهز كورنيش السلوم.

هل تنفصل قبائل السلوم بقوانينها الخاصة، أم يسري عليها القانون المصري؟

العرف جزء من القانون المصري، وذلك موجود بالريف والصعيد، والعرف في السلوم يقوم بتسهيل للقانون العديد من الأشياء، فنحل مشكلة القتل مثلا دون اللجوء إلى المحاكم أو الأقسام، وجلسات الصلح يحضرها كبار المسؤولين، والمنطقة هنا يحكما العرف القبلي، وهذا ينطبق على جميع القبائل الستة الموجودة بمحافظة مطروح.

وماذا عن عدم تواجد المرأة بالسلوم؟

المرأة في السلوم تؤدي مهام صعبة، هي المنزل والأبناء، وتخرج فقط لذويها، ولكنها لا تستطيع أن تذهب إلى السينما أو المسرح مثلا، فلا يوجد لدينا لا هذا ولا ذاك، وحتى الفتاة الصغيرة التي تذهب إلى النادي لتدرب على الكراتيه، فور دخولها إلى المرحلة الابتدائية، ستتزوج وتخطب ولن تكمل تدريب الكراتيه.

لكن هناك إشكالية أخرى، فيوجد قطاع آخر ينادي بالحفاظ على التراث، فجزء من الحفاظ على التراث أن أحتفظ بوضع المرأة في التراث العام، والبدوي بشكل خاص، فالطبائع القديمة مازالت متأصلة فينا.