خاص| هل يسير الجيش اليمني على خطى السوري؟
4 أعوام مرت على الأزمة السورية، شهد خلالها الجيش السوري، تحولات كبيرة، فبعد أن كان ثاني أقوى جيش عربي بعد الجيش المصري، أصبح يصنف كجيش تابع لبشار الأسد، الرئيس الذي يواجه اتهامات دولية عديدة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري.
وشهد الجيش السوري انشقاقات كبيرة، إبان الأزمة، تمثل ذلك في قيام عدد من ضباط الجيش السوري، بتأسيس ما يعرف بـ"الجيش الحر" بقيادة العقيد المنشق رياض الأسعد، ليخوض معارك ضارية مع الجيش السوري في مناطق الرستن، وحمص، كما أعلن عن أول هجوم له على منشأة عسكرية منذ بدء الاحتجاجات في عام 2011، وهاجم مقر المخابرات الجوية في بلدة حرستا قرب دمشق.
ويبدو أن الجيش اليمني، قد يسير على خطى شقيقه السوري، فبعد قيام جماعة أنصار الحوثي بالهجوم على العاصمة اليمنية - صنعاء، ومحاصرة الرئيس منصور هادي، في قصره وإجباره على الاستقاله، أصبح مصير الجيش اليمني مجهولا، فما بين محاولات الحوثيين للسيطرة على الجيش وقيام هادي باستقطاب بعض قياداته لتكوين آخر بديل في عدن، يصبح سيناريو الجيش السوري هو الأقرب للمشهد العسكري اليمني.
جيش بلا عقيدة
شهدت الشهور القليلة الماضية، مطالبات كبيرة لجماعة الحوثي بتجنيد عشرات الآلاف من مسلحيها في صفوف قوات الجيش والأمن في اليمن "بحسب صحيفة الشارع"، ولم تكتف جماعة الحوثي بما حققته من مكاسب ميدانية على الأرض بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول الماضي وتوسعها في مدن أخرى وحصولها على نصيب من الحكومة وإنما بدأت بدمج مسلحيها الذين ينضوون تحت ما يسمّى”اللجان الشعبية” في قوات قوات الجيش والأمن "بحسب صحف يمنية".
ويقول الخبير السياسي، ومدير مركز رصد الديموقراطي في اليمن، عبد الوهاب الشرفي، إن الجيش في اليمن يعاني من تعدد الولاءات بشكل كبير بين من يوالون الرئيس السابق صالح ومن يوالون علي محسن الأحمر ومن يوالون هادي أو الحوثيين.
ويضيف الشرفي لـ"دوت مصر"، أن هذه الحالة تجعل من الجيش غير مفيد لأي طرف من الأطراف، مؤكدا أنه يصعب القول إن الجيش اليمني سيصل إلى حالة الجيش السوري؛ لأن الجيش في اليمن بات لايحمل عقيدة قتالية مع أي طرف، ولن يقاتل أغلب أفراده مع أحد إذا ما ذهبت الأمور إلى مواجهات مسلحة بين الأطراف السياسية.
جيش حوثي
في السياق ذاته، تستمر محاولات الحوثي المستميتة للسيطرة على الجيش، حيث قامت أمس، بفرض سيطرتها على سلاح القوات الجوية اليمنية، وعينت اللجنة الأمنية العليا التابعة لـجماعة الحوثي قيادات عسكرية جديدة، وتخلصت من القيادة القديمة التي لم تقبل بالخضوع لها، في العاصمة صنعاء، خاصة بعد هروب هادي.
كما نجحت الجماعة، خلال الأشهر الماضية، في السيطرة على معظم الألوية العسكرية بما فيها ألوية الحماية الرئاسية والصواريخ والدفاع الساحلي.
"الصبيحي" في عدن
أما في المعسكر الآخر، بدأ اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع في الحكومة اليمنية المستقيلة، والذي نجح في الفرار من قبضة الحوثيين، في ممارسة عمله كوزير في عدن "جنوب البلاد"، حيث قام أمس بتفقد مقر معسكر اللواء 39 مدرع بمديرية خور مكسر بعدن، بمشاركة عدد من القيادات العسكرية، وذلك بدعم من الرئيس هادي منصور "المعترف به دوليا".
ويقول الكاتب الصحفي اليمني، عبد الله إسماعيل لـ"دوت مصر": إن هادي يسعى إلى إعادة تكوين الجيش اليمني الوطني، وذلك بعد محاولات عدة أطراف على الساحة اليمنية لتقسيمه، والسيطرة على وحداته، مؤكدا أن وضع الجيش اليمني الآن أصبح محزنا لتشرذمه وفرقته والخيانة التي أصابت بعض قاداته، والتي انضمت إلى معسكر الحوثيين.
ويضيف إسماعيل، أن ضعف الجيش اليمني، يرجع إلى اعتماد الرئيس السابق علي عبد الله صالح على تعيين الموالين له من أبناء منطقته ومناطق مجاورة وإزاحة الضباط الأكفاء من طريقه عن طريق تعيينهم في مناصب مدنية كمحافظين أو سفراء ودبلوماسيين أو إقصائهم وتهميشهم، خشية أن تظهر داخل الجيش حركة عسكرية قوية تزيحه من الحكم في يوم من الأيام.
خارج المشهد
يؤكد عبد الوهاب الشرفي لـ"دوت مصر" أن الانقسام أصبح سمة أساسية من سمات الجيش اليمني، كما أنه لم يعد صالح للرهان عليه من قبل أي قوى يمنية، هذا الأمر يمكن إدراكه من خلال توجه الجميع لتكوين مايعرف باللجان الشعبية لحفظ الأمن بالشوارع وحماية المدن والمحافظات من مسلحي الحوثي.
في السياق ذاته، يعتبر محللون سياسيون "بحسب صحف يمنية، أن الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي اليمني، ستسعى خلال الأيام المقبلة، إلى اللحاق بقطعة من كعكة الجيش، الذي أصبح هشا ومفرق بين القبائل، كما أن الأيام المقبلة ستكشف عن مصير جيش اليمن، وسط التوقعات باستمرار حالة الصراع بين هادي منصور والحوثيين لفرض السيطرة وكسب الشرعية العربية والدولية.