بعد النجاح الذي حققه مهرجان الكوميديا السعودي الأول في العاصمة الرياض، العام الماضي، أقيمت أول أمس، السبت، النسخة الثانية من المهرجان، بقرية منتزة الشلال الترفيهية بمحافظة جدة، لكنه وبدلا من أن يثير المهرجان ضحك الشعب السعودي، أثار غضبه.

المهرجان الذي يعرض فيه الشباب السعودي مواهبهم، جاء بحضور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي انسحب أعضاؤها من موقع الاحتفال، لما اعتبروه "انحلالا أخلاقيا لاختلاط الجنسين"، قبل أن يتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر اختلاط الشبان مع فتيات غير ملتزمات بالحجاب المتعارف عليه في المجتمع السعودي، ما أثار جدلا واسعا في المملكة.

مهرجان الكوميديا
يعد "الكوميديا" مهرجانا عالميا، يهدف إلى تقديم مواهب إبداعات شبابية جديدة إلى الجمهور، بحضور عدد من النجوم، ويقام أيضا في عدد من الدول العربية من بينها الأردن، التي افتتحت الدورة الأولى منه في ديسمبر/ كانون الأول 2008 بعاصمتها عمان، فيما عقدت الدورة الثانية من  مهرجان الكوميديا المغربي بالمسرح الوطني محمد الخامس، بالرباط، في الفترة من  21 إلى 25  من فبراير/ شباط الجاري.

السعودية تختلف
عدد من الدعاة والأدباء السعوديين عبروا عن غضبهم من "الاختلاط" الذي حدث في مهرجان جدة للكوميديا، قائلين إن المهرجان حوى على ممارسات غير مقبولة وتعبر عن "انحلال" خطير.

وقال المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة، عبدالرحمن الجابري، اليوم الاثنين، إنه تم عرض جميع "المخالفات والتجاوزات الشرعية"، التي حدثت أثناء فعاليات المهرجان على أمير منطقة مكة، الأمير خالد الفيصل، الذي وجه بدوره بإحالتها للجهات المختصة لاتخاذ الإجراء اللازمة حيال ذلك، بحسب بيان صادر عن الهيئة.

مرة أخرى
يشار إلى أن هذا المهرجان ليس الأول الذي يثار حوله الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي بين السعوديين، ففي كانون ثاني/ يناير الماضي هاجم العديد من الدعاة منظمي مهرجان "بريدة" بسبب قيام فتيات بالرقص بلباس غير محتشم، ما دفع منظميه للاعتذار.