شفرة السر في خطاب الرئيس!
عندما قابلت السيدة فيروز في بيروت، كانت الأغنية التي تطل من نوافذ بيتها بصوت يشبه الضوء الخافت الذي يسبق الفجر ( إيه فيه أمل)، ذهبت الأيام، وظل صوت فيروز يطل على كل عتمة أقابلها يغني لي وحدي ( إيه فيه أمل ).
دائما كنت أدافع عن الأمل، كنت أراه في كل نهار يطل، وكل ضحكة طفل صغير، وكل أصابع تتشابك تصنع قصة حب جديدة، الأمل لا يموت، يختبئ من البرد، يصمت في الضجيج، يهرب من الخوف، لكنه يستمر ينبض ويبقى على قيد الحياة، يعود ليفاجئنا أنه يغني، ويطلب أن نغني معه، وأن نحارب من أجله، وأن نحب من أجل أن يبقى.
أمس عاد، يغني بدون خجل، بصوت يشبه الشمس هذه المرة، قويًا ساخنًا، يغمر القلوب التي فرغت من آخر نقطة أمل كانت تعيش بها، هذا ماحدث، وليس عندي تفسير آخر؛ إلا أن مؤتمر شرم الشيخ أعاد صناعة الأمل، منحه قبلة الحياة.
صناعة الأمل صناعة مكلفة، أهم صناعة في التاريخ، بدون الأمل ما ظل آدم على الأرض ليلة باردة واحدة، بعد أن غادر الجنة، لكن كان يملك الأمل في أن يصنع من الأرض البور.. جنة، ومن الوحدة.. حياة.
لو لم يكن الأمل لما صنعت حضارات، وتغير وجه الأرض، وسلمت الأجيال بعضها راية الأمنيات.
الأمل هو الذي يبقى شعوبا على قيد الحياة، واليأس هو الذي يبيدها، وكنا قد حصلنا على كفايتنا من اليأس والإحباط، مع عدم توفر أي نقطة أمل قادمة من بعيد.
لا يهمنى حجم الاستثمارات التي وقعت فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، فأهم نجاح اقتصادي واجتماعي وسياسي حققه المؤتمر هو الأمل.
الأمل الذي فجأة وجد المصريون أنفسهم فيه بين يوم وليلة، لا يُقدر بثمن، ويمكنه أن يصنع المستحيل، إذا لم نهمله ولم ننسه ولم نرعه ليكبر ويقف على قدميه.
رياح التغيير القادمة من شرم الشيخ موحية أن العصفور يفكر في مغادرة القفص ويطير مرة أخرى نحو قرص الشمس، محلقا في الفضاء إلى حيث الحياة الأجمل.. الشارع يتكلم عن الأمل، عن بكرة، عن الأطفال، عما فوق مستوى الستر الذي ظل حلما.
استخدم الرئيس عبد الفتاح السيسي تعبيرًا دقيقًا ( مصر تستيقظ الآن)، فإذا كانت هذه هي كلمة السر، وأنا أظنها كلمة السر بالفعل، فقد أصاب اختيارها واستخدامها، وعلينا جميعا أن نتعامل مع كلمة السر، أنها مفتاح حياة جديدة، يجب أن نعيشها حتى داخل بيوتنا.
نستيقظ الآن .. لكي نجعل حياتنا أجمل وأحلى وتستحق أن نعيشها.