صحيفة فرنسية: مصير الإخوان في العالم العربي بات "غامضا"
خصصت صحيفة "لوبوا أفريك" الفرنسية، تقريرا مطولا اليوم الأحد، عن مصير جماعةالإخوان في الدول العربية، بعد الأزمات التي شهدها في الآونة الآخيرة، مشيرة إلى أن المتابع لوضع الجماعة في تلك الدول يرى أن واقعها بات معقدا أكثر مما نتوقع، بل ووصل إلى مرحلة الكارثية.
وقالت الصحيفة، "إن مجرد ذكر اسم الإخوان في تونس أو الرباط أو أي دولة عربية أخرى، فعليك أن تتوقع وابل من الشتائم على غرار :"أنهم يريدون الخلافة، يتصرفون مثل الإرهابي مرسي في مصر، أنهم ممولون من قطر".
وأوضحت أن مصير التنظيم بات يختلف من دولة إلى أخرى، فلا يمكن مقارنة مصير حزب العدالة والتنمية في المغرب، بحركة النهضة في تونس، أو حركة مجتمع السلم في الجزائر، أو حتى الميليشيات المسلحة في ليبيا، لافتة إلى أن إستراتيجية هذه الجماعة التي أنشأها حسن البنا على ضفاف النيل توسعت في العالم العربي، لكنها انتهت بنتائج مختلفة.
واستشهدت الصحيفة بكتاب ألفه مجموعة من الباحثين الفرنسيين حول مصير الجماعة، خلال الفترة بين 2011 و2015، والذي توصل إلى نتائج تكشف مدى الكارثة التي وصلت إليها بعد أن استطاعت أن تكون القوى الأولى في بلدان الربيع العربي، وقال: "إننا أمام شتاء إسلامي للإخوان".
وتابعت: "إن وضع الإخوان في نفس كفة الجهاديين، منع طرح أي فكرة لإقامة حوار معهم في مصر، الأمر الذي يعني أن القاهرة ستظل بعيدة عن الديمقراطية"، وفقا للصحيفة.
وأشارت إلى أن نتائج حكم حركة النهضة في تونس، كان كارثيا، لافتة إلى أنها لم تقم بأي إصلاحات هيكلية في وزارة العدل أو الداخلية، ولم تقدم مشروع اقتصادي إضافة إلى عجزها عن منع الاغتيالات السياسية، مثل شكري بلعيد، والنائب محمد براهمي، مضيفة: "لكن النهضة أدركت فشلها السياسي في الفترة الأخيرة وخرجت من السلطة بمحض إرادتها".
وترى الصحيفة أن وضع الإخوان في الجزائر لا يختلف عن مصر، "فهذه الحركة بأحزابها لا تجد مكانها على الساحة، وحينما تم منحها وزارات وجهت إليها اتهامات بالفساد، الأمر الذي نتج عنه تهميش الحركة أكثر من ذي قبل في هذا المجتمع المضطرب، وكذلك الحال بالنسبة للجزائر".
وتابعت: "يختلف الوضع تماما في المغرب، فالإخوان أصبحوا بمثابة طبقة برجوازية وطنية، فقد استخدمهم القصر الملكي من أجل إيقاف الطموحات الثورية التي طالبت بها حركة 25 فبراير، لكن الإخوان في المغرب ليس لديهم رغبة في الإصلاح ويحكمون تحت أوامر المملكة"، هكذا علقت الصحيفة على دور الإخوان في الرباط.
وأضافت: "في ليبيا وخلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة لم يحصل الإخوان إلا على 17 مقعدا، ورغم ذلك فهم قوى أساسية يعتمد عليها لإعادة الأمن للبلاد"، بحسب الصحيفة.