التدريبات الرياضية.. كيف يتحول الإرهابي إلى مقاتل في 8 أسابيع
يتعجب البعض من تحول الشباب إلى مقاتلين في التنظيمات الجهادية والإرهابية في أسرع وقت ممكن، ويتسائلون عن "الوصفة السحرية" التي تجعل منك مقاتلا سريعا، وبالتزامن مع عملية "تشكيل عقل" العضو الجديد في التنظيم بالأفكار والقواعد التي يؤمن ويتعامل بها تنظيمه، تجرى عملية على قدم وساق لبناء جسده.
تحدثنا في موضوعين قبل ذلك، عن كيفية "تشكيل العقلية" وتدريس العلوم الشرعية، وعن الفكر الإداري فى الجماعات الجهادية، وكيفية توظيفه فى خدمة أهداف التنظيم، وفي هذا الموضوع سنتحدث عن الرياضة البدنية وقواعدها المتبعة لدى هذه التنظيمات لبناء المقاتل.
كيف تبني مقاتلا؟
لأن العملية تتطلب سرعة في الانتهاء من كل شيء، التشكيل العقلي والبدني، فإن أكثر البحوث الجهادية شيوعا في بناء الأجساد، هو بحث "الرياضة البدنية قبل الجهاد"، للقيادي الجهادي السابق، يوسف بن صالح العييري، والذي اعتبر في بدايته، أن القوة البدنية واللياقة العالية هي ركن أساسي من أركان قدرة المجاهد على المناورة والكر والفر والإثخان في الأعداء، موضحا أن الجهاد لا يتم إلا بالإعداد، والإعداد لا يتم بلا لياقة وقوة بدنية، فالإعداد البدني أحد أهم وسائل الجهاد.
الرياضة ليست نوعا واحدا، فلذلك يعرض العييري أن أفضل أنواع الرياضة التي تنفع في بناء الأجساد سريعا، هي الجري بأنواعه، والسباحة، وركوب الدرجات الهوائية.
تمارين الـ"8" أسابيع
لن نعرض تفاصيل تمارين الأسابيع كاملة، ولكن سنعقد مقارنة بين الأسبوع الأول والأخير للتدليل على ما يصل إليه المقاتل من قدرة بدنية، ففي الأسبوع الأول، يخرج المقاتل يوميا للمشي لمدة نصف ساعة، ثم يستريح، ثم يعاود ليمشي 45 دقيقة، ثم يهرول ويجري لفترات لا تزيد عن نصف ساعة متقطعة.
أما في الأسبوع الثامن، وهو نهاية الكورس الرياضي، فالهرولة تصل إلى ساعة كاملة، والجري يكون على مسافة 6 كيلو، والمشي 4 ساعات متواصلة.
أشياء مكملة
العييري يؤكد أنه يمكن الوصول لمستوى أعلى في هذه المدة، ولكن يجب مراعاة التدرج والترتيب والاستمرار أثناء البرنامج، ولكن لا يجب أن تزيد عدد أيام التدريبات عن 5 أيام من كل أسبوع، فهناك يومان راحة، أحدهما في وسط الأسبوع، والآخر يوم الجمعة، ويتم في أحدهما قطع مسافة 100 متر سباحة حرة.
الطعام
حتى يتم الاستفادة من هذا البرنامج، يكون الطعام متنوعا بين اللحوم الحمراء والبيضاء، والخضار والفواكه، أو عصيراتها، والنشويات، والأملاح والسكريات والفيتامينات، وما إلى غير ذلك من الأطعمة المفيدة، ويتجنب المتدرب المنبهات والمهضمات مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، فالعييري يرى أنها تمنع الجسم من امتصاص الغذاء من الطعام.
ويؤكد العييري أن هذا البرنامج ليس لتخفيف الوزن، فيطالب المتدربين فيه بألا يحرموا أنفسهم من أي نوع من أنواع الأطعمة، بل المطلوب هو تنويع الطعام حتى لو قلت الكمية، ويراعى تفريق الطعام على سائر اليوم والليلة.
الـ"13" تمرينا
يرى العييرىيأن أفضل التمارين لبناء المقاتل الجهادي، هي التمارين السويدية، فهي مجموعة تمارين لجميع عضلات الجسم، وتمتاز بسهولة التطبيق، ولا تحتاج لأجهزة وهي مفيدة للجسم أكثر من غيرها على المدى البعيد، وهي 13 تمرينا: أربطة القدم، وعضلات الساق الأمامية، وعضلات الساق الخلفية، وأربطة الركبة، وعضلات الفخذين الأمامية، وعضلات الفخذين الخلفية، وعضلات الفخذين الوسطية، وأربطة الحوض، وعضلات الظهر، وعضلات البطن، وعضلات الصدر، والرقبة، وتمارين الأصابع والساعدين.
ويشدد العييري على أنه عند بداية البرنامج من أول يوم يجب أن تحدد عددا تبدأ الانطلاق منه تصاعدا إلى آخر يوم، وتكون الزيادة في كل يوم بمعدل من 3 إلى 5 عدات لكل تمرين، وإن كان المتدرب يستطيع أكثر فلا بأس، وعليه أن يبدأ التمارين بعد الهرولة مباشرة قبل أن يبرد الجسم، وتبدأ من الأسفل إلى الأعلى، أي من القدم إلى الرقبة.