كشف مستشار الرئيس التركي لشؤون الاستثمار مصطفي جوكسو، منذ أسبوعين، أن الاستثمارات السعودية في تركيا تجاوزت الـ136 مليار دولار، علما بأنه حتى 2009 كان حجم الاستثمارات السعودية في تركيا حوالي 86 مليار دولار، قبل أن يكشف خبير اقتصادي سعودي عام 2011 أن بلاده وضعت خططها لتنفيذ مشاريع استثمارية بقيمة 600 مليار  دولار في تركيا على مدى الـ20 سنة المقبلة.

وهو ما يعني أن السعودية سوف تضخ في شرايين الاقتصاد التركي 30 مليار دولار في العام الواحد، ?وفي نفس السياق كانت مجموعة بن لادن السعودية الخاصة للمقاولات، قد أعلنت في 2011  أنها خططت لاستثمار 500 مليون دولار في مشروع للاسكان بمدينة أرموتلو في شمال غرب تركيا بحسب ما ذكرت صحيفة "ستار التركية".

وهو ما يطرح أسئلة عدة حول أسباب التقارب السعودي التركي، وهل لتزايد النفوذ الإيراني في المنطقة دور في فيه؟

تشابه الاقتصادين التركي السعودي
إن الاقتصادين التركي والسعودي حققا نموا سريعا في السنوات الأخيرة، ليبرزا كأكبر الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا، هذا ما قاله الخبير الاقتصادي السعودي عبد الكريم أبو النصر في حديثه لـ"دوت مصر".
وأضاف أن الاقتصادين التركي والسعودي قد أثبتا مرونة عالية خلال الأزمة المالية العالمية، حيث عادت نسبة نموهما إلى معدلات ما قبل الأزمة، وذلك يعود بدرجة كبيرة إلى السياسة المالية والنقدية المتبعة.

مواجهة عربية - تركية ضد إيران
ويرى متابعون أن السعودية تتجه نحو حل أزمة الدول الخليجية مع جماعة الإخوان وقطر، والتحالف من جديد مع أنقرة في مواجهة عربية - تركية ضد إيران، في عدد من القضايا، من أبرزها سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن، والملف السوري.

وتأتي هذه الخطوات من المملكة بالتزامن مع زيادة النفوذ الإيراني في العراق ولبنان وأخيرا اليمن، وهو الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا للسعودية ودول الخليج، لذلك كان التقرب من المحور التركي ضرورة لأمن المملكة والخليج بشكل عام.

وحول زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة وأثره علي هذا التقارب، قال مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية اللواء جمال مظلوم "تركيا بعكس إيران تحاول أن تحمي تراث المنطقة، وليس لها أي أغراض توسعية في العالم العربي"، حيث اعتبر تركيا هي المستفيد الأكبر من التقارب، لأنها سوف تحصل على نصيب كبير من "الكحكة".

وفي الوقت الذي يرى فيه رئيس تحرير صحيفة الرياض، تركي السديري، أن إيران لديها خصومة مع معظم العالم العربي، حسب ما قال لـ"دوت مصر"، ومؤكدا أن التقارب السعودي التركي ليس له علاقة بإيران ونفوذها.
 

قال المحلل السياسي السعودي، عادل عبد الكريم إن السعودية تتحرك لتحسين العلاقات مع تركيا وقطر، لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث رأى أن المملكة تريد أن تصبح العلاقات العربية – التركية أفضل، بسبب تقارب في وجهات النظر من أجل تقليل التوسع الإيراني.

وتابع عبد الكريم في تصريح لـ"دوت مصر"، إن كلا من السعودية وإيران هما قوة إقليمية كبيرة، وأن تلك التحركات تهدف لإحداث توازنات في المنطقة، مشيرا إلى أن الهدف من عملية التقارب التي تحدث في المنطقة، ليس مواجهة إيران وحدها، ولكنها مواجهة تشمل كافه التنظيمات المتطرفه والمسلحة.