المؤتمر الاقتصادي.. مشاركات رغم الفقر والأزمات
انطلقت مساء اليوم، الجمعة، فعاليات المؤتمر الاقتصادي "مصر المستقبل"، في مدينة شرم الشيخ، الذي حضرته 89 دولة، بغرض محاولة دعم الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وعلى الرغم من التمثيل العربي والدولي الواسع، فإن المؤتمر شهد غياب بعض الدول العربية، التي تعاني من مشاكل أمنية واقتصادية تجعل من مساهمتها في الاستثمار الخارجي شيئا مستبعدا، كما شاركت العديد من الدول التي لا تملك ما تقدمه لمصر على المستوى الاقتصادي على الأقل، نظرا لما تعانيه من أوضاع معيشية متدنية.
قائمة الغياب
لم يشهد المؤتمر الاقتصادي أي تمثيل يمني، في ظل ما تشهده البلاد من صراع كبير على السلطة، بين جماعة أنصار الله (الحوثيين)، والرئيس عبدربه منصور هادي.
فبعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، ونجاح منصور في الفرار إلى عدن وإعلانها عاصمة جديدة للبلاد، لم تتمكن اليمن من إيجاد ممثل رسمي لها في المؤتمر الاقتصادي المصري، لانشغالها بالتحضير لجلسات الحوار الوطني في الرياض لحل الأزمة الراهنة.
أما سوريا، فلم تجد هي الأخرى، ممثلا لها في المؤتمر، نظرا لما تعانيه من أوضاع معيشية وإنسانية متردية، بسبب الصراعات المسلحة بين قوات بشار الأسد والميليشيات المسلحة، والمستمرة منذ نحو 5 سنوات.
كما شهد المؤتمر غياب قطر وتركيا، التي تشوب علاقتهما بمصر بعض الخلافات، رغم اللقاء الذي جمع أمير قطر، تميم بن حمد، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أنقرة، بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الاقتصادي، الأمر الذي أثار تساؤلات واسعة عن أسباب عدم حضورهما.
وغابت بعض الدول الأخرى ذات الأهمية الاقتصادية، كإيران وماليزيا وهولندا وأستراليا والسويد وكندا والدانمارك وتايوان وبلجيكا وكوريا الجنوبية، إضافة لجميع دول أمريكا الجنوبية.
أفقر 10 دول في العالم "حضور"
وشارك في المؤتمر، على غير المتوقع، 10 دول تتصدر قائمة الأكثر فقرا في العالم، وهم الكونغو الديموقراطية، بوروندي، موزومبيق، تشاد، ليبريا، بوركينا فاسو، غينيا، إفريقيا الوسطى، سيراليون، النيجر.
وأثار حضور تلك الدول، سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "تويتر"، الذين اعتبروا تلك الدول في حاجة إلى المساعدة، وليس هناك حاجة لحضورها مؤتمر دعم مصر اقتصاديا، وقال أحد النشطاء: "دول إفريقيا جايه تشحت مننا مش جاية تستثمر".
12.5 مليار دولار "خليجي"
4 مقاعد في المؤتمر الاقتصادي، كانت هي الأبرز، فقد أعلن أمير الكويت، صباح الأحمد الصباح، التزام بلاده بدفع استثمارات قدرها 4 مليارات دولار في السوق المصرية، وفي السياق ذاته أكد ولي العهد السعودي، مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، توفير المملكة 4 مليارات أخرى في حزمة مساعدات لمصر، منها وديعة بقيمة مليار دولار.
ودعم نائب رئيس دولة الإمارات، محمد بن راشد آل مكتوم، مصر بقيمة 4 مليارات دولار، بينها مليارا دولار وديعة في البنك المركزي، ومثلهما سيتم استثمارهما في مشروعات لتنشيط الاقتصاد يُعلن عنها لاحقا، كما أعلنت سلطنة عمان تقديم مبلغ 500 مليون دولار لدعم مصر اقتصاديا.
مشاركة رغم الأزمات
ورغم ما تعانيه من ويلات الاحتلال، وأزماتها السياسية المتعددة، شاركت فلسطين في المؤتمر الاقتصادي المصري، فقد تقدم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبومازن، بالشكر والتقدير والاحترام لجمهورية مصر العربية، على حسن الضيافة والاستقبال الطيب، خصوصا من الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرا إلى أن قوة مصر وعزتها هي قوة وعزة للوطن العربي.
كما أكد أن السلام مصلحة للجميع، وأنهم مصممون على توحيد المقاومة، وإنهاء الاقتسام الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتعدياته التي يقوم بها ضد الشعب.
أما ليبيا، وبعيدا عن الصراعات المسلحة على أراضيها، فقد شارك وفد برئاسة رئيس البرلمان المنحل، المستشار عقيلة صالح، ووفد من رجال الأعمال يضم نحو 8 مستثمرين.
كيري.. ضيف شرف
كما شارك وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في المؤتمر الاقتصادي، كذلك نظيره البريطاني، فيليب هاموند، وأكد كيري أن الشعب الأمريكى ملتزم بالتعاون الاقتصادي مع مصر وأنهم سيعملون للتأكيد على الأهداف الطموحة والرؤية التي وضعتها القاهرة.
ولفت كيري إلى أن مصر لديها من الناحية التاريخية الوعاء الأهم للمنطقة في الأفكار، وأنها تشكل ربع العالم العربي، موضحا أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم مصر والإصلاح الاقتصادي بها.