السويد.. الدولة الاسكندنافية التي وقفت في وجه "المملكة"
وصفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية الموقف الذي اتخذته الحكومة السويدية تجاه المملكة السعودية، وانتقاد وزيرة خارجيتها، مارجوت فالستروم، سجل حقوق الإنسان الخاص بالمملكة، بأنه أظهر الوزيرة كشخصية صريحة لا تخشى تبني مواقف أخلاقية، في الوقت الذي لم يوجه فيه دول الغرب أي انتقادات لقوانين المملكة.
وقالت الصحيفة إن حكومة اليسار الوسطي في الدولة الاسكندنافية قررت المخاطرة باستثماراتها وتسببت في غضب أصحاب الأعمال البارزين في دولة ذات احتياطي هائل من الطاقة، لها مكانة استراتيجية في الشرق الأوسط حققتها على مدار عقود، ما أدي إلى اتجاه الدول الغربية لتناول المسائل المتعلقة بقوانين المملكة الدينية الصارمة، وسجلها المحزن المتعلق بحقوق الإنسان على استحياء، بحسب وصفها.
الصحيفة أشارت إلى أن إزدواجية المعايير التي ينتهجها الغرب تجاه المملكة السعودية ظهرت واضحة في العام الماضي، من خلال الموقف تجاه عمليات قطع رأس الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى تنظيم "داعش"، وعمليات قطع الرأس التي نفذتها السعودية في حق سجناء محكوم عليهم بالإعدام.
كما أوضحت الصحيفة أن السعودية بدت قلقة تجاه موقف "فالستروم"، بعد أن أعلنت السويد في العام الماضي اعترافها رسميا بدولة بفلسطين، وصرحت والستروم في ذلك الوقت بأن هذه الخطوة تهدف لدعم أولئك الذين يؤمنون بالمفاوضات وليس العنف، لكن هذا التصريح تم تفسيره على نطاق واسع بأنه توبيخ لحكومية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وبحسب "إندبندنت"، أوضح هذا القرار أن الدول العربية، التي يظهر بعضها في صورة البطل المدافع عن القضية الفلسطينية، لم يفعلوا ولو القليل من أجل تحسين الأوضاع هناك، ومن ناحيته قال مدير معهد شؤون الخليج في واشنطن، علي الأحمد، إن السعودية غيرها من الدول بدأت تخسر موقفها كصوت سياسي رئيسي يدعم الفلسطينيين، وأن دولة مثل السويد يمكنها الآن مساءلة الرياض حول ما فعلته من أجل الفلسطينيين مؤخرا.
كما وصف الأحمد موقف السويد الأخير، الذي أدي إلى إنهاء التعاون العسكري بين ستوكهولم والرياض، بأنه خطوة كسرت القاعدة التي تبناها الغرب طوال 50 عاما، باعتبار أنه لا يمكن المساس بالسعودية.
كانت السعودية منعت مشاركة وزير الخارجية السويدية من المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب، في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، يوم الاثنين الماضي، بسبب انتقاداتها المملكة المتعلقة بشأن مجال حقوق الإنسان، كما قررت السعودية استدعاء سفيرها لدى السويد ما رفع من حدة التوتر بين البلدين.