يعد العدد 4 رقما مميزا في حياة المستشار القانوني للجيش الوطني الليبي، صلاح الدين عبدالكريم، فهو عدد مرات اعتقاله في عهد الرئيس الليبي معمر القذافي، وأيضا عدد محاولات الاغتيال التي تعرض لها بعيد ثورة الـ17 من فبراير عام 2011.

المستشار القانوني لجيش حفتر، تعلم القانون بين دولتي أمريكا وألمانيا، التقاه "دوت مصر" على أحد مقاهي الإسكندرية ليتحدث عن التنسيق بين الجيش المصري والليبي في مواجهة الإرهاب، وحول موقف الفريق ركن خليفة بن جاسم حفتر من الترشح لرئاسة ليبيا.

خلال أداء الفريق حفتر اليمين القانونية، لم يذكر ثورة 17 فبراير.. ألا يعترف الجيش الوطني بها؟

ما حدث في فبراير بعد 4 سنوات يختلف عن تقييم الليبيين، حيث أن بعضهم يعتبره نكبة، والبعض الآخر ثورة، وآخرون يعتبرونه حراك، بعد 4 سنوات دامية ينقسم الليبيون حول ثورة 17 فبراير.

إذا الجيش الوطني الليبي مع من؟

الجيش الوطني الليبي، ليس طرفا في أي صراع سياسي، الآن هو طرف مع الوطن بغض النظر عن التوجهات، القضية الآن قضية وطن، والفريق خليفة بن جاسم حفتر وجه كلمته لكل أطراف الشعب الليبي دون تحديد طرف على آخر، والفريق شخصية جامعة يلتف حولها الليبيون وبالتالي خاطبهم دون تمييز.

إذا تحدثنا بشكل قانوني.. هل من الطبيعي إدراج كلمة 17 فبراير في نص القسم؟

لا يوجد ما يفرض على مسؤول ليبي إدراج أي اسم او تاريخ عند القسم، فالقضية تظل ليبيا وأن تكون مخلصا لليبيا وللشعب ولوحدة وسلامة أراضي البلاد، وهو النص المتواجد في جميع الحكومات، ولكن إضافة التواريخ هي إرادة أنظمة نظام يريد إدراجها وأخر لا يريد، والقسم هو الولاء لله وللوطن وللشعب الليبي.

ما الذي سيترتب على ترقية الفريق خليفة حفتر؟

الآن الفريق حفتر المسؤول العسكري الأول في ليبيا، فانت تعلم أن الجيش الليبي تفكك جراء ما حدث في 17 فبراير حتى الآن، والآن نحن نعيد بناء الجيش وهو ما يحتاج إلى قيادة لديها خبرة ومحبوبه بين صفوف الجيش ومدعومه شعبيا ولها علاقات خارجية، وأن يكون إنسان معتدل، يضمن أمن الوطن للشعب ليعيشو فيه وهو المشروع الذي يتبناه حفتر.

إذا حفتر المسؤول العسكري الأول في ليبيا.. هل الخطوة المقبلة الترشح للرئاسة؟

الفريق خليفة حفتر ليس لدية طموح سياسي فردي ليحكم ليبيا، وهذا أمر مؤكد، ونحن متأكدون منه 100%، والشعب هو الذي أراد منه أن يكون قائدا للجيش الليبي، وفي البداية قلنا أن هذا الرجل هو الوحيد القادر على جمع الشعب الليبي حول الوطن، إذا لابد من بروز شخصية لديها مقومات مثل حفتر لتقود المرحلة.

كيف يتخذ الفريق حفتر قراراته؟

لا يأخذ قراراته بشكل فردي، لدينا مجلس أركان يضم مستشارين عسكريين في البحرية والجوية وكافة الأسلحة، يتم مناقشة المقترحات وحال الموافقة عليها يتم إتخاذ القرار.

ما السيناريو المطروح من قبل حفتر خلال المرحلة المقبلة لتخطي المصاعب التي تقف في طريق الدولة؟

لابد أن نضع حقائق علمية ونناقشها بشكل علمي لنصل لنتائج علمية، فعندما تتحدث عن القاعدة فهي موجودة على أراضينا وكذلك حلفاءها، ولدينا حركة إخوان الشيطان وهي المظلة التي تحكم وكذلك لديهم منظومة إعلامية وأكثر من 20 ألف معتقل، لدينا أكثر من 600 ألف مواطن داخل ليبيا خارج بيوتهم، وهذه هي المعطيات التي أمامنا على المستوى الداخلي.

وخارجيا؟

أما فيما يتعلق بالمستوى الخارجي، لدينا دويلة قطر والسودان وتركيات ويقوموا بدعم الجماعات الإرهابية بشكل مباشر، وهذه الدول تابعة لمراكز دولية، إذا القرار دولي وليس إقليمي، وحينما اتجهنا لمجلس الأمن وجدنا بريطانيا تعارض هذا الاجراء أي لا يسلح الجيش الليبي الذي يحارب الجماعات، إذا هم مع هذه الجماعات الإرهابية.

من جهة أخرى لدينا ما يبشرنا، موقف أشقاءنا المصريين وثورة 30/ 6 واسقاط المخطط الإرهابي الإخواني عن مصر، ونحن ننظر للرئيس عبد الفتاح السيسي كزعيم للأمة العربية، ولدينا الموقف الروسي وزيارة بوتين إلى مصر وحديثهم عن قضيتنا، وزيارة السيسي لبكين والسعودية وحديثة عن قضيتنا، والدول الداعمه لمحاربتنا الإرهاب، وتغير موقف الإمارات لدعمنا ضد المليشيات المسلحة، كل هذا تطور إيجابي.

وبناءا على هذه المعطيات الفريق خليفة حفتر حدد مصادر الخطر لطرق الرد عليها بشكل دبلوماسي أو عسكري أو حتى التوعوي والثقافي.

كيف تقيمون طرح الرئيس السيسي معاهدة الدفاع المشترك بين الدول العربية؟

هذا المقترح مهم جدل ليس للدفاع عن ليبيا فقط، بل لحماية الوطن العربي بالكامل لأن كل الوطن العربي مستهدف، وبالتالي تفعيل المعاهدة سيكون الحصن الذي يمنع سقوط الدول العربية.

ما طبيعة الجماعات المسلحة في ليبيا؟

تلك الجماعات المدعومة من الخارج، أتى عناصرها من العديد من البلدان مثل مالي وتشاد والسودان والعراق وسوريا وأفغانستان، والسيادة الليبية منتهكة، والبرلمان والجيش الوطني الليبي هما قوة لاستعادة هيبتنا.

الضربات الجوية المصرية كان متفق عليها؟

الـ 13 هدفا الذي قصفتهم الطائرات المصرية، كان متفق عليها بين القيادتين، وفيه غرفة عمليات مشتركة وبطلب من الشرعية الليبية، وهي لدعم السيادة الليبية وليست انتهاكا لها، ومن حق الشرعية المنتخبة وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة أن ندافع عن أنفسنا بكافة الطرق ونختار حلفاءنا وأصدقائنا.

هل يقتصر الدعم المصري على الضربات الجوية فقط؟

التنسيق بيننا يشمل كل شيء ولا يقتصر على الضربات الجوية، ولكن دون تدخل قوات مصرية على الأرض، فنحن نعمل كغرفة عمليات واحدة.
 

تحدثتم عن وجود قوات سودانية تتجه نحو ليبيا.. إلا أن السودان نفت ذلك؟

من الطبيعي أن لا تعترف السودان، لكنها موجودة وتضم 70 شاحنة من  السلاح، وهي الآن متواجدة على الحدود.

هل أبلغتم الجانب المصري عن هذه الشحنات؟

الدولتان الليبية والمصرية نسقا سويا حول هذا الشأن.

متى سيزور حفتر مصر؟

سيزورها قريبا ولكن لم يتحدد الموعد حتى الآن، وما أود لفت النظر إليه أن الفريق خليفه حفتر يحب مصر كثيرا كما أنه خصص جزءا كبيرا من كلمته إلى مصر.