التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:17 م , بتوقيت القاهرة

صور| بالوادي الجديد.. من رحم المعاناة تولد الأم المثالية

كان اختيار مسعودة أحمد عبدالرحمن أما مثاليا، رسالة لها من السماء، كرمتها على تحملها معاناة شاقة خاضتها مع زوجها، وابنيها المريضين بضمور في المخ.


تزوجت "مسعودة"، في 1969 من سعيد محمد عراقي، أحد أبناء قريتها بولاق، ورغم تأخر إنجابها، إلا أنها كانت تعيش في سعادة مع زوجها وتدعو الله دائما أن يكرمها بالذرية الصالحة.


وبعد 11 عاما، أنجبت مسعودة الطفلة "هدى" عام 1980، والتي ملأت عليهما المنزل سعادة وفرحة، ولكن هذه الفرحة لم تكتمل بسبب اكتشافهما أن طفلتهما مصابة بضمور في المخ، سبب لديها إعاقة ذهنية وعدم القدرة على التعامل بصورة طبيعية.



وتمر الأيامأ وتنجب "مسعودة"، ابنها محمد، عام 1982، والذي ولد أيضا بنفس مرض أخته هدى، وهنا بدأت رحلة معاناة الوالدين مع ابنيهما، حيث ترددا بهما على عدد كبير من عيادات المخ والأعصاب في محافظتي القاهرة وأسيوط، فضلا عن المستشفيات العامة والخاصة، لمحاولة إيجاد علاج لأبنيهما، رغم قلة الحيلة والرزق، وضعف الدخل الشهري للأسرة، فالزوج فقط هو الذي يعمل ميكانيكيا، بالحملة الميكانيكية للوحدة المحلية لمركز ومدينة الخارجة بالوادي الجديد.  



وتمر الأيام وتزداد حالة الطفلين تأخرا، ولم يتوفر لهما أي علاج حتى الآن، حيث تبلغ ابنتهما "هدى" من العمر 34 عاما، وابنهما "محمد" 32 عاما.


وتقول "مسعودة"، لقد رضيت بقضاء الله وأمره، وأحمد الله على كل شئ، وسأعيش ما تبقى من عمري وأنا في خدمة أولادي ورعايتهم.



وأضافت الأم المثالية، في حديث خاص لـ"دوت مصر"، أنها تم تكريمها 3 مرات، في محافل إقليمية مختلفة، حيث كُرمت من قبل وزارة التضامن الاجتماعي في 2014 كأم مثالية على مستوى الجمهورية، ومن قبل وزارة الشباب والرياضة في عام 2006، كما كرمها عددا من محافظي الوادي الجديد السابقين، ومديرية التضامن الاجتماعي بالوادي الجديد، كأم مثالية تحملت العديد من المصاعب في تربية أبنيها المعاقين، دون أي كلل أو ملل أو تذمر.



وطالبت "مسعودة"، المسؤولين برئاسة مجلس الوزراء، ومحافظة الوادي الجديد، أن ينظروا بعين الرحمة لأبناءها، فالمعاش الذي وفرته لهم الدولة وهو "100 جنيه" لكل ابن من أبناءها، سوف ينقطع خلال شهر إبريل المقبل، دون معرفة الأسباب، وترغب في استمراره وزيادته، لأن هذا المبلغ لا يلبي كافة احتياجات أبناءها اليومية، موضحة أنها طلبت من المسؤولين توفير وسيلة مواصلات لها، ولأبناءها سيارة من التي يتم توفيرها للمعاقين، ولكن لم تتلق أي رد من المسؤولين.


وتساءلت مسعودة: هل حالات أبنائي لها علاج؟، وإن كان لهما علاج فأين هو؟ وكيف أحصل عليه؟.


وقال الأب المثالي لعام 2012 على مستوى محافظة الوادي الجديد، سعيد محمد عراقي، أتمنى شفاء أبنائي وعلاجهم، كما أتمني أن أزور وأسرتي بيت الله الحرام، وقبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.