فيديو|معتزة مهابة: المرأة أنقذت مصر من حكم "الإخوان"
بدأت الإعلامية معتزة مهابة، أو كما يُطلق عليها "جنرال الإذاعة المصرية"، مشوارها المهني بعد تخرجها في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، جامعة عين شمس، وتقدمت بعد ذلك إلى اختبارات قناة النيل الدولية لاختيار مذيعة تجيد الفرنسية، في العام 1994، والتي نجحت فيها، لتنتقل بعدها إلى قنوات؛ النيل للأخبار، في العام 1997، ثم صدى البلد، وقنوات سي بي سي إكسترا، والمحطة الإذاعية 9090.
"دوت مصر" التقت مهابة بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي، لتتحدث عن تجربتها الإعلامية، وتوضح موقفها في عدد من القضايا السياسية والمجتمعية ولاسيما التي تهم المرأة المصرية، وإلى نص الحوار:
كيف رأيتي ثورة يناير؟
بحكم عمل والدي، كمستشار إعلامي في السفارة المصرية في عدد من الدول، استطعت التعرف على الوجهه الآخر لمخططات الثورات، ولاسيما وأنني عاصرت فترة الثورة الإيرانية بحكم وجودي مع الوالد عمله في إيران، وأذكر أن والدي ذكر في كتاب له أن ما حدث في الثورة الإيرانية سينتقل إلى الدول العربية خلال سنوات قصيرة، بعد أن تسود الجماعات الإسلامية وتتفتت المنطقة بأكملها.
لهذا السبب رفضتي ثورة يناير؟
عقب اندلاع ثورة يناير بدأ الإخوان في الظهور، وتيقنت أن ما تنبأ به والدي سيحدث، وشهدته المنطقة العربية بالفعل، وبعد تاريخ 28 يناير تحديدًا، أدركت أن هناك شيئًا ما يحدث في مصر، وكنت من أوائل الإعلاميات اللائي تحدثن عن سيناريو تفتيت بعض الدول كما حدث في ليبيا وسوريا.
ماهو رد فعلكِ وقتها ؟
تحيزت جدًّا لوطني مصر.
كيف تعاملتي مع متغيرات المشهد في مبنى "ماسبيرو" عند تغيير الأنظمة؟
تعرضت لضغطٍ كبير جدًّا من بعض الزملاء في مبنى "ماسبيرو"، رغم كوني لم اتحيز لا للثورة أو للنظام، لكن في النهاية هناك قضية وطن، "البلد كانت بتضيع وشايفة سيناريو الفوضى بيظهر"، وعليه قررت أنفذ ما يميله الضمير الإعلامي.
كيف انتهت علاقتك الوظيفية بالتليفزيون المصري؟
فور إعلان محمد مرسي رئيسًا للبلاد، قررت ترك العمل، واكتشفت أن هناك تجاوبًا من الجمهور، لدرجة أن هناك مصطلحًا أطلق عليّ وهو "مذيعة العباسية"، لمدوامة وقوفي في التظاهرات والوقفات المؤيدة لمصر وللجيش .
وما هو رأيكِ في مهنة الإعلام في كل الأحداث التي مرت بها مصر؟
مهنة الإعلام من أخطر الوظائف، فهي إما مهنة دمار أو مهنة إعمار، واعتقد أن حساب الإعلامي يوم القيامة مختلف عن باقي العباد، لأن الإعلامي بكلمة واحدة يبنى أو يدمر وطن، ويربى وعي أو يهدمه، والمقارنة المتاحة هو إعلام فترة حرب 73، وما يحدث الآن، مع ضرورة الإشارة إلى أن البلاد العربية التي سقطت كالعراق وليبيا سقطتا أولًا بالإعلام قبل الانهيار الرسمي للدولة، بسبب أعمال الترويج السلبية التي ساهمت في تنفيذ مخطط إسقاط هذه الدولة.
هل يمكن وصف وقع لقب "جنرال" عندما أُطلق عليكِ كإعلامية؟
لقب يسعدني، رغم إننى لم أفعل شيئًا بعد استحق عليه هذا اللقب، وطول عمري اتمنى أن تعمل المرأة داخل الجيش ولا يشترط هنا الوقوف على الجبهة، بل يمكن القيام بأعمال خدمية، لمدة عام أو ستة أشهر، وعندما حصلت على هذا اللقب، تأكدت أن وظيفية الإعلامي نوع من أنواع الجهاد، فكل فرد محارب في وظيفته.
هل الإعلام المصري أعطى المرأة حقها خلال السنوات الأربع الأخيرة؟
للأسف لا، لأنني أرى أن من ساهم في إنقاذ مصر بجانب القوات المسلحة كانت المرأة المصرية، التي ساهمت في وجود زوجها وأولادها وأخواتها في الشارع، وهي من تصدت للإخوان وإرهابهم بكل قوة، والمرأة المصرية تاريخها مشرف، وللأسف الإعلام والفن لم ينجحا في نقل دور المرأة بشكل كامل، لأنهما دائمًا ما يصوران المرأة على أنها كائن ضعيف ومقهور.
لماذا لم تأخذ المرأة حقها؟
لأنها هدف أساسي ضمن مخطط إفشال الدولة، والغرض من ذلك تشويها وإضعافها وتوصيل إحساس الهزيمة إليها، فالمراة المصرية خطر على العدو، لأنها عماد الأسرة المصرية.
ماذا يعني أن يتحدث "النص الحلو" في السياسية والصراعات؟
"النص الحلو" لأنها أساس المجتمع المصري، وبالفعل المرأة المصرية مختلفة عن المرأة في مجتمعات أخرى، والمصريون وجدوا أن الأم الفلاحة والبسيطة هي من تقود عملية الحفاظ على البلد بشتى الطرق، وهذه ميزة الجينات المأخوذة من ملكات الفراعنة؛ لأنهم صنعوا التاريخ والحضارة المصرية كانت قائمة عليهم، حسب قولها
ماذا تطلبي من زميلاتك الإعلاميات؟
ألا ينخرطن في عجلة الحياة، ولابد أن يفهمن رسالة كل إعلامية، التي كلفها بنا الله، فإذا لم تدركِ رسالتكِ في الأرض، فستكون حياتنا بلا معنى.
ما هي آلية تصحيح صورة المرأة في الإعلام المصري؟
دعم دور تليفزيون الدولة، لأنه بمثابة "رمانة" الميزان في المجتمع، وإن لم يتم تصحيح الوضع، ستستمر الفوضى في البلد، وعليه فلابد أن يقوم المنتج بدوره في الأفلام والمسلسلات ويبرز دور المرأة، لأن القطاع الخاص يعبث في إنتاجه بشكل ملفت في هذه القضية.
كلمة توجيهها للمرأة في عيدها العالمي؟
المرأة المصرية نموذج مشرف، ومحاربة، وتملك من الوعي الذي يمكنها من التصدي للفوضى، ولولا مساندة السيدة المصرية للقوات المسلحة لصار الوضع في مصر أصعب، واتمنى لها كل الخير، وأن تهتم الدولة بها أكثر من ذلك، والأمر هنا لا يتعلق بمنافسة الرجل، لأنهم بالفعل شركاء في الحياة، لكن العبء الأكبر يقع عليها، واتمنى الثبات، وأقول لها، "ربنا يكرمك لأنك أنقذتي مصر"، و"يا رب تأخدي مكانتك التي تستحقيها في المجتمع المصري".