التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:38 ص , بتوقيت القاهرة

تيسير علوني..إعلامي دفع حريته ثمنا للقاء بن لادن

كان يعلم أن لقائه بزعيم تنظيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن ليست بالمهمة السهلة، لكنه الانفراد والسبق الصحفي، وأن يكتب اسم تيسير علوني من ضمن القلائل الذين التقوا بن لادن، لم يتردد في إجراء الحوار مع متصدر قائمة المطلوبين أمنيا.


تنفس علوني الصعداء عقب اللقاء، فلم يفقد حياته جراء قصف أمريكي بحثا عن بن لادن، ولم يصب من مخاطر الطريق، لكنه لم يكن يعرف أن ثمن اللقاء لم يدفعه بعد.


سبع سنوات في سجون أسبانيا كان ثمن لقاء مراسل الجزيرة ببن لادن، حيث أدانته محكمة أسبانية في السادس والعشرون من سبتمبر عام  2005 في القضية رقم 35/1، بتهمة إساءة استخدام موقعه كصحفي والتعاون مع خلايا إرهابية وإجراء المقابلات والاتصال القاعدة.



شعر علوني باحتقار الحكم معتبره أنه حكم سياسي قائلا: "أنا واثق تمام الثقة أن سبب إدانتي وسجني هو عملي الصحفي الذي أزعج كثيرا من الجهات وسيثبت ذلك في المستقبل"، احتقار للحكم، واحتقار للقضاء شعر به لبلد مشهورة بالعدل والحريات، البلد التى لجأ اليها عام 1983 منفيا من بلده سوريا، وحصل على جنسيتها عام 1988.


السجن لم يكن الصعوبة الوحيدة التي واجهها علوني فهو رجل اعتاد الصعاب من نفيه في سوريا واغترابه عن وطنه، مرورا بصعوبات اقتصادية واجهها باحثا عن عمل في أسبانيا، فقد عمل مدرسة للغة العربية ثم موظف بمكتب الضرائب ببلدية إسبانيا.


وفي العام 1996 التحق للعمل مترجما بوكالة الأنباء الإسبانية، وظل بها حتى انضم لفريق قناة الجزيرة عام 1999، وفي عام 2000 أرسلته الجزيرة إلى أفغانستان مراسلا لها هناك ليصبح مدير مكتب الجزيرة في كابل.


في أفغانستان بدأ علوني فصل أخر من الصعوبات، بداية من تعامله مع حركة طالبان هناك التي تحرم التصوير، ولا تتهاون في مسألة إطلاق اللحية، كما انه تعرض خلال هذه الفترة للاعتقال أكثر من مرة من قبل الأجهزة الأمنية هناك.


نجا علوني من الموت من جراء قصف مكتب الجزيرة في كابل من قبل الطائرات الأمريكية، وقد أرجعت الجزيرة استهداف علوني بسبب انفراده في نشر صور توضح قتل الولايات المتحدة الأمريكية لمدنيين في قرى أفغنستان الفقيرة.


 


تبعها تجربة مريرة مر بها خلال فراره من كابل إلى ولاية بكتيا على الحدود الباكستانية، هربا من تفاقم الأحداث هناك "ثلاث ليال رأيت أشياء لا أحلم برؤيتها... الذي رأيته يفوق الوصف، لا أريد الحديث عما حدث، أنا مصاب بصدمة نفسية من كل ما رأيته" هكذا تحدث مراسل الجزيرة في كلمات مقتضبة للقناة التي بعمل بها.


رغم كل ما لاقاه في أفغانستان إلا أنه قرر أن تكون وجهته التالية إلى بغداد، عقب القصف الأمريكي للعراق، وهناك نجا من الموت مرة أخرى جراء قصف مكتب الجزيرة هناك، ليقتل بين يديه زميله في القناة المراسل طارق أيوب.


"أكرر القول إنني سأقوم بالعمل نفسه وبالطريقة نفسها ربما لو تكررت الظروف نفسها"، هكذا عاهد علوني الجميع عقب الحكم عليه، لينفذ عهده بعد الإفراج عنه في مارس 2012، وينفرد علوني بحوار مع زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولانى.