" علي نور الدين عبد الرحيم " رئيس قطاع قبلي التعليمي سابقا بمديرية التربية والتعليم في أسيوط، فاز بلقب "الأب المثالي" من بين 4 متقدمين، لما قدمه وضحى به لأبنائه الخمسة بعد وفاة والدتهم، وكانت أكبرهم في مرحلة التعليم الإعدادي وأصغرهم عمره 3 سنوات ونصف..رفض أن يتزوج رغم صغر سنه وقتها خوفا على فشل أولاده وفضل أن يعيش لهم الأب والأم معا .

قال الأب المثالي على نور الدين إنه كان في عام 1984 موجها بمديرية التربية والتعليم في أسيوط، وتوفيت زوجته وتركت له 5 من الأبناء أكبرهم "منال"التي  كانت في مرحلة التعليم الإعدادي و "سحر و محمد ووفاء" في مرحلة التعليم الابتدائي، ومحمود كان عمره لا يتجاوز الـ 3 سنوات ونصف، مضيفا أنه بعد وفاة زوجته لم يكن هناك عائلا له ولأبنائه غيره، خاصة وأن والدته في ذلك الوقت كانت متوفية وعائلته في محافظة سوهاج ووالدة زوجته كان عمرها 80 عاما.

وأضاف علي قائلاً : "بدأنا أنا وأبنائي في تنظيم العمل في المنزل وقمت بتقسيم أعمال المنزل على بناتي وعمل جدول لهم يوميا مثل جدول الحصص المدرسي حتى أن الشاي كان تخصص أحد أبنائهي إلى عمله بالإضافة إلى ذلك جدول أخر للمذاكرة، وكنت أذاكر معهم بحكم عملي في التربية والتعليم والحمد لله كانوا متفوقين في دراستهم ولم يحصل أحد منهم على دروس خصوصية، وعانيت كثيرا في تربيتهم خاصة كلما كبروا وزادت مشاكلهم، خاصة وإنني كنت قائم بدور الأب وألام في وقت واحد .

وأشار نور الدين إلى أنه لم يفكر في الزواج بعد وفاة زوجته، مبررا ذلك أنه من طبع الزوجات الغيرة حتى ولو كانت من زوجة متوفية، مضيفا أن ذلك كان من الممكن أن يتسبب في فشل أبنائه ، ففضل الا يتزوج وعمل على مصلحة أبنائه حتى أكرمه الله وتخرجت ابنته الكبيرة "منال" من كلية العلوم وتزوجت من مستشار وتقيم الآن بالقاهرة، وأنجبت 3 من الأبناء منهم اثنين أطباء وأخر في الثانوية العامة و ابنتي سحر تعمل مدرسة وتزوجت وأنجبت ولد وبنتين وابني " محمد " مدرس ومتزوج وأنجب 5 بنات وابنتي " وفاء" حاصلة على بكالوريوس تجارة ومتزوجة وأنجبت بنتين وولد وأخيرا ابني " محمود " مدرس ومتزوج ولديه 3 بنات وأبنائي البنين يعيشون في نفس المنزل معي كل منهم في شقته، وبناتي مقيمين بالقرب مني باستثناء "منال" تقيم في القاهرة مع زوجها.

وقال محمود علي نور الدين أصغر أبناء الأب المثالي أن شقيقته الكبرى منال اتصلت به وقالت له إنها علمت أن هناك مسابقة للأب المثالي والتقدم بمديرية الشئون الاجتماعية وقدمت لوالده بالفعل في المسابقة بعد تقديمه ما يدل على قصة كفاحه معهم بعد وفاة والدته، مضيفا "كان عمري وقتها 3 سنوات ونصف وكان الموظفين بالشئون متوقعين أن والدي يحصل على اللقب خاصة وأن عدد المتقدمين كانوا 4 وكانت قصة كفاح والدي كانت بها تضحيات كثيرة خاصة بعدما ضحى بسعادته وهو شاب وفضل أن يكون لنا الأب وألام".